1/ المخاطرة بالرئيس في دولة يصرح بعض أركانها بالتعاون مع الجنائية (لوكا بيونق وغيره) مع وجود دور إسرائيلي واضح في الدولة الناشئة. 2/ المخاطرة بالرئيس في دولة لا تمتلك كامل السيطرة على ترابها وحدودها وتنقسم المجموعات المسلحة والأمنية على أساس قبلي مما يزيد إحتمالات الإختراقات بعلم الحكومة أو بغير علمها. 3/ إسقاط شكاوي السودان في مجلس الأمن ضد عدوان الجنوب أو بالأصح إبطال فعاليتها الإعلامية والسياسية. 4/ لا يوجد مقابل مضمون لهذه الزيارة ولا يوجد إختراق معلن في ملف النفط أو في تخلي الجنوب عن أذرعه المتمردة على الشمال، لا يوجد سوى وعود مؤجلة. 5/ يوجد رأي عام ضد الزيارة كما إن الرأي الحزبي منقسم حول الزيارة ومنهج التفاوض ووفده مما يبرر لمنبر السلام إنتزاع زمام السلطة المعنوية من المؤتمر الوطني أو حدوث إنقسام حاد في الحزب. 6/ إبتزاز جوبا للخرطوم سياسيا بأن لديها ما تقدمه للخرطوم في الوقوف معها ضد الجنائية مما يمنح المفاوض الجنوبي قوة إضافية خصما على مصالح السودان. الإيجابيات: 1/ حدوث الزيارة يعني مسمار جديد في نعش الجنائية. 3/ الزيارة تمنح سلفاكير قوة لإتخاذ قرارات صعبة أو التراجع عن قرار النفط. 4/ الزيارة ستشهد توقيع إتفاق الحريات الأربع والذي سيجعل للجنوب مصلحة حيوية مباشرة في إستقرار الشمال. 5/ الزيارة ستهزم الدوائر الدولية التي تراهن على عزلة دولية وإقليمية للسودان وإستمرار الجوار العدائي مع الجنوب. 6/ الزيارة ستحرق الأوراق في أيدي المتطرفين من الطرفين وتمنح المعتدلين عمرا سياسيا إضافيا. 7/ الزيارة ستحجم التسللات الإنتهازية من دول الجوار والتي تراهن فيها بعض الدوائر على إستغلال الجنوب إقتصاديا إذا إنهارت علاقته مع الشمال ونموذج ذلك (رئيس وزراء كينيا رايلا أودينغا) والذي يتحفز لتحويل كينيا إلى دولة محورية في أفريقيا والإحتفاظ بالجنوب كحديقة خلفية. الخلاصة: من عيوب كل الإيجابيات أنها مبنية على فرضية نجاح الزيارة وهي مسألة في علم الغيب ومن مصادر قوة السلبيات أنها ليست تكهنات إنما قراءة لواقع ملموس. أما الحديث عن تأييد المكتب القيادي للحزب والبرلمان للزيارة فقد حدث بعد تصريحات الرئيس ووزير الخارجية بقبولها مما يشكك أن عملية الشورى تعرضت لمؤثرات قوية، إذ من الصعب على الموالين إرباك صورة السودان الخارجية. . وعليه فالأرجح عدم الزيارة او وضعها في سياق أكثر أمنا بالآتي: 1/ عصف ذهني عاجل داخل المؤتمر الوطني (ولو عبر ندوات) فأعضاؤه يؤمنون بمنهج التفاوض مع إعتراضات على الأفراد والاطر. وإحكام المنطق والحجة ثم توحيد الرأي داخل الوطني حول المصير الكلي للتفاوض دون الغرق في (زيارة جوبا) وهو عملية إستعادة الثقة في التفاوض وتنقية الشوائب من المنهج. وبما أن فاقد الشيء لا يعطيه ... كيف ينجح حزب إنقسمت فيه الآراء في تأمين موقفه السياسي... نواصل ..!