لائحة استبدال المعاش الباطلة.. الشاهد والدموع (1) إن الضمان الاجتماعي وجد أصلاً لحماية العمال عندما يجور عليهم الزمان وتقعدهم المصائب والمحن عن أداء عملهم في زمن الضعف والهوان والفقر الفاحش، فأين نحن من الأهداف والغايات السامية التي ينادي بها الصندوق القومي للتأمينات والمعاشات وقد بات المؤمن عليه والمعاشي يواجهون قرارات وتوجيهات ولوائح وقوانين باطلة وقد أثبتت التشريعات الدولية أن لكل فرد الحق في معيشة لائقة به وبأسرته بتوفير الغذاء والكساء والسكن والرعاية الاجتماعية اللازمة له ولأسرته في حالة البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة. إلخ كما نصت التشريعات العرفية على إلزام صاحب العمل سواء حكومة أو قطاعا خاصا بتوفير الظروف الصحية الملائمة للعمل ولقد نصت المادة الأولى من الميثاق العربي على رفع مستوى القوة العاملة لتوفير الخدمات الاجتماعية لهم كذلك نصت عليها الاتفاقية العربية رقم "16/1993" وتضمنت أحكام هذه الاتفاقية أن تلتزم كل دولة عربية بأن تشرف جهة مختصة على تطبيق أحكام الخدمات الاجتماعية العمالية للوصول إلى رفع مستوى القوة العاملة لتوفير العمل الصحي والاجتماعي والثقافي كما أشار له قانون النقابات 2001م، للخدمات الاجتماعية العمالية إلا أن اتحاد نقابات العمال أصبح اليوم يدافع عن قوانين ولوائح هي أصلاً مجازة من المجلس الوطني بعد أن مرت على اللجنة السياسية، نعم يعمل اتحاد النقابات ومكتبه التنفيذي وعلى مستوى رئيسه البروفيسور غندور يعملون جميعاً جاهدين في تثبيت القوانين واللوائح العمالية السارية المفعول وبنفس القدر يعمل الجميع على إجهاض أي محاولة لإصدار أي قوانين ولوائح باطلة من شأنها أن تتسبب في إهدار وهضم حقوق العمال المشروعة قانوناً فقد أصدرت وزارة الرعاية الاجتماعية متمثلة في الصندوق القومي للمعاشات لائحة استبدال باطلة في 26/12/2005م، حيث أشارت اللائحة الباطلة لنقص فئة الاستبدال للمعامل من 205 للمتقاعدين والمعاشيين إلى "144" فقد ناهض هذه اللائحة مجموعة كبيرة من المعاشيين على رأسهم الطبقة المثقفة وهم المعلمون ومن ثم عمال البريد والبرق وعمال السكة الحديد وعمال الهيئة القومية للكهرباء وعمال شركة السكر السودانية.. الخ فاستنجد المعلمون باتحاد النقابات واسترشدوا بشهادتهم أمام المحاكم حيث أدلى البروف غندور والمهندسة إيمان سيد أحمد بشهادتهما أمام القضاء ودحضا اللائحة الباطلة "144" وكان لي الشرف بأن أحضر تلك الجلسة الخالدة بعد أن ضاقت قاعة المحكمة بأجدادنا القدماء من المسنين والعجزة والأرامل الذين أيبس الكبر مفاصلهم وقد تفحصت وجوه المعاشيين ولاحظت أن الدموع يبست في وجوهم ولسان حالهم يحكي عن المآسي التي تجرعها هؤلاء النبلاء الذي وهبوا زهرة شبابهم النضر خدمة لهذا الوطن وهم الآن يبحثون عن حقوقهم الحلال أمام المحاكم كما تفحصت وجه البروف غندور المحزون فقد امتلأت عيناه بالدموع والدمعة كادت أن تنزلق من عينيه وهو ينظر إلى المعاشيين وهم يترجلون ليشعروا الناس من حولهم أنهم بصحة تامة بيد أن المنية قد تدركهم أمام ساحات القضاء يدحضون لائحة استبدال باطلة بموجب القانون وهذا ما سوف أتطرق له. إبراهيم محمد إدريس عضو مجلس إعلام اتحاد النقابات الدورة السابقة.