تجدني معتذراً بسبب انشغالي خلال الفترة السابقة في تجهيز صالون والدي الراحل سيدأحمد خليفة، وبقدر سعادتي بسبب نجاح الصالون في تحقيق مقاصد الوالد، وكونه أول «صدقة اعلامية» جارية من أجل روحه الطاهرة، تجدني حزيناً بسبب فراقه، ولكن هذه سنّة الحياة، تجمعنا لتفرقنا. اليوم نواصل ما بدأناه عن وقاية النباتات، التابعة لوزارة الزراعة، ومديرها العام «عمنا» خضر جبريل موسى، وهذه الحلقة آثرنا أن تكون «حصرياً» على موضوع المهندس أحمد حسن عبدالعزيز وزوجته، والتي بدأت بنقله من محطة جبل أولياء بقرار صادر من المعاشي خضر جبريل «المدير»، ولكنه رفض تنفيذ القرار، معللاً ذلك بأن سلطة النقل هي سلطة رئيس الوحدة «الوكيل» حسب قوانين الخدمة العامة، متظلما لوكيل وزارة الزراعة، الذي أمر بإعادته إلى محطة جبل أولياء، وفي نفس اليوم الذي صدر فيه قرار إلغاء القرار، تم نقل زوجة أحمد حسن - الموظفة بوزارة الزراعة، «الكاتبة» الوحيدة بمحطة جبل أولياء - إلى رئاسة الوقاية ببحري، دون أي مبرر موضوعي أو قانوني، فقط لأن أحمد حسن أعاده الوكيل إلى محطة جبل أولياء، وأبطل الوكيل أيضا نقل زوجة أحمد حسن، وتم إبقاؤها بمحطة جبل أولياء. ورغم قرارات الوكيل، ذهب خضر جبريل إلى أبعد من ذلك، وفصلها من الخدمة دون اتباع الإجراءات اللازمة من مجلس محاسبة وخلافه من قوانين العمل المعروفة لأصغر موظف دولة في السودان. بعدها فتح خضر جبريل «مدير الوقاية» بلاغات في مواجهة أحمد حسن وزوجته، لصرفهما المرتب دون وجه حق، حسب اعتقاده، بعدها تقدم أحمد حسن وزوجته بطعن للمحكمة الإدارية بالخرطوم، والتي أمرت بإعادتها إلى الخدمة. ثم اتجه أحمد حسن إلى وزارة مجلس الوزراء، حيث جمد قرار الفصل وفق خطاب نشرناه، وأمر بصرف مرتبات أحمد وزوجته، لأن القرار صادر دون مختص، ولا يوائم صحيح القانون، ورغم ذلك لازال خضر جبريل يعاند في تنفيذ هذه القرارات، ويواصل في إجراءات البلاغ بشأن المرتبات المعروفة من قبل، رغم صدور قرار - أيضا من المحكمة الإدارية - بإلغاء قرار النقل. بعدها اتجه خضر جبريل إلى وزارة العدل، مطالباً بأن يخلي أحمد حسن المنزل الحكومي بواسطة الشرطة، دون أن يوضح لهم الحقائق السابقة، مستصدراً قرار الاخلاء في 4/3/2012م، وفي يوم الخميس 29/3/2012م، وفي منتصف النهار، حضر تيم من الشرطة إلى منزل أحمد حسن، وطالبوه بالإخلاء فوراً، فذكر لهم أنه لم يستلم إنذاراً أو قرار إخلاء، فطلب مهلة «ساعات» من رجال الشرطة، الذين أبدوا تفهماً «واضحاً» لوضعه الإنساني، والذي من ضمنه أن ابنه ممتحن «شهادة سودانية». ذهب أحمد حسن إلى وزارة العدل، فأنصفته وأصدرت قراراً بإيقاف الإخلاء لحين النظر في الطلب الذي تقدم به محامي أحمد حسن، ولكن في نهاية الأمر يحسب لوزارة العدل أنها عادلة وتتعامل حسب القانون الذي لا يعرفه خضر جبريل، والذي يستخدم سلطات ليست من حقه، ومنها الفصل والنقل والإخلاء، والتي جميعها - كما ذكرنا - من حق رئيس الوحدة، أو وكيل الوزارة. وأخيراً لديَّ نداء موجه من الدكتور منير جبرة - أمين هيئة مكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الوسطى «سابقاً»، والتابعة لمنظمة الأغذية والزراعة بالامم المتحدة - تحت عنوان نداء أوجه هذا النداء إلى السيد/ رئيس الجمهورية، وإلى السيد/ النائب الأول لرئيس الجمهورية، وإلى السيد/ نافع علي نافع، وإلى كل من بيده القرار، أن ينقذ الإدارة العامة لوقاية النباتات بوجه عام، وقسم مكافحة الجراد بوجه خاص، لمصلحة من يتم الهدم والتكسير المتعمد؟. المدير العام لإدارة وقاية النباتات «المعاشي» السيد/ خضر جبريل موسى وجد نفسه - وفي غفلة من الزمان - في هذا المنصب القيادي الرفيع، وهو في حقيقة الأمر لا يستطيع بأية حال من الأحوال التعامل معه، لأنه ببساطة شديدة «فاقد الشيء لا يعطيه». وفي هذه الحالة الشاذة يتساءل سائل: ما هي السيرة الذاتية للسيد/ خضر جبريل منذ أن كان بمؤسسة النيل الأزرق وما هي إنجازاته؟ .. ثم بإدارة وقاية النباتات رئيساً لقسم التدريب والتنمية، ثم رئيساً لقسم مكافحة الآفات، حتى يصبح مديراً لوقاية النباتات، وهنا يتساءل سائل أيضاً من أين للسيد/خضر الوقت الكافي حتى يستطيع أن يقوم بدوره كمدير عام لهذه الإدارة؟ أم دوره فقط ينحصر في السفر وتمثيل السودان، غير الاحترافي، في كل المجالات والمناشط حاجباً المختصين. ويا للفاجعة على الحال التي ألمت بإدارة وقاية النباتات، والتي كانت في السابق يشار إليها بالبنان، ليس في السودان وحسب، بل في جميع المحافل الإقليمية والعالمية، والدليل على ذلك انتداب أعداد كبيرة منهم للعمل في هذه المنظمات، وإنما الواقع الآن يشير إلى أن وضع السودان - ولكل الأسباب الواردة أعلاه - أصبح لا يسر عدو ولا حبيب. أوجه ندائي هذا واتساءل، أليس هناك من مستمع؟ أليس هناك من يحرك ساكناً لإنهاء هذه المهزلة؟ كيف يتم تمديد عدد من السنوات للسيد/ خضر جبريل بعد استحقاقه للمعاش؟، وهو الذي لم يقدم شيء يستحق الذكر أثناء خدمته، ناهيك عما يمكن أن يقدمه وهو بالمعاش، بل أن كل إبداعاته تنحصر في رفع القضايا على العاملين، وتجنيد جنود وعيون لاستجلاب الأخبار، وتأليب العاملين بعضهم على بعض، مع صرفهم عن الدور الأساسي المناط بهم القيام به. نشكر الله ونحمده، الذي جنب السودان - في الفترة السابقة - من هجمات أسراب الجراد الصحراوي، ولكن يجب الحذر وكل الحذر، وعدم الاستكانة، لأن هذه الآفة - والتي توصف بأنها «الآفة غير المتوقعة» - لا يوجد ما يمنعها من الهجوم والغزو، في الوقت الذي فيه إدارة وقاية النباتات في غير جاهزية للتصدي لها، بسبب ما تم ذكره سابقاً، وهنا تكمن الفاجعة والمصيبة، ويحصل الدمار الكامل للمحاصيل الزراعية والرعوية، وبالتالي يتأثر سلباً وبصورة مروعة الأمن الغذائي، الأمر الذي لا نتمناه أو نامله بأية حال من الأحوال. أكرر ندائي هذا بسرعة الاستجابة لتصحيح الأوضاع وتعديل الصورة المقلوبة قبل فوات الأوان ووقوع الفاجعة، لأنه لن يتبقى إلا الندم، حيث لا ينفع ولا يفيد، وحفظ الله السودان ورعاه. هذا النداء من مواطن سوداني بسيط، يحمل هموم هذا الوطن على أكتافه، ويتمنى له كل الخير.