المسيرية ينقسون إلى فرعين الحمر والزرق يستوطنون إقليمى كردفان ودارفور. استوطن الزرق مناطق دارفور وتزاوجوا بصورة حميمة مع القبائل الزراعية المستوطنة هنالك مثل الفور بصورة خاصة. حتى أن المسيرية الزرق بصورة كبيرة قد امتلكوا الاراضي وامتهنوا الزراعة وتزاوجو مع قبائل الفور والداجو والبرتي فكانت شديدة السمرة والزنوجة وذات عادات أفريقية متأصلة. وهناك مجموعات كبيرة من المسيرية الزرق مستوطنة داخل وخارج المدن الكبرى في دارفور في غرب السودان. هنالك قطاع كبير من المسيرية يمتهن الرعي. وهي مهنة أدت بطبيعتها المرتبطة بالموارد المائية الشحيحة إلى اشتباكات هنا وهنالك عبر تاريخ المنطقة. وهذا ما أدى إلى تراث وثقافة حربية دفاعية في غالبها لدى الرعاة من المسيرية خاصة في إقليم كردفان..وتمتاز مناطق المسيرية بوفرة المياه حيث العديد من الوديان والمياه السطحية والمراعي الخصبة.ويبلغ تعداد المسيرية بدارفور أكثر من مائتي الف نسمة. بعضهم إستقر بنتيقة والبان جديد وغيرها. ومن القبائل التي تعايشت وتمازجت مع المسيرية هم قبائل البرنو والفور والزغاوة والترجم والبرقد وغيرهم. تنتمي قبيلة المسيرية السودانية إلى جذور عربية من جهينة التي كانت تقطن المنطقة الغربية لجنوب كردفان «ومنطقة أبيي».. واشتهرت برعي الابقار وقد قدموا للسودان من تونس عن طريق تشاد بحثاً عن المراعي الجيدة والمناطق الآمنة وقد ساهم اعتزازهم بأصولهم العربية في احتفاظهم بالكثير من العادات الاصيلة مثل ولعهم بالفروسية وركوب الخيل. يتميز المسيرية بالتجوال حيث ينطلقون مع ابقارهم من شمال كردفان إلى جنوبها وبالعكس ويكون ذلك في أواخر شهر يونيو هرباً من الذباب في الجنوب وهطول الأمطار بشدة، ويمكثون في الشمال حتى شهر سبتمبر وهذه الفترة يسمونها المخرف نسبة إلى الخريف ويقصون فيها وقتاً ممتعاً حيث انتعاش الاسواق بالمدن القريبة مثل بابنوسه، أبو زبد، رجل الفولة، وحتى سوق مدينة الأبيض وما بين شهري أكتوبر وآخر يناير تستقر مجموعات كبيرة من المسيرية الزرق بالقرب من المدن والمسيرية الحمر بالقرب من مدن أخرى. يستخدم المسيرية في رحلاتهم الثيران المروضة منذ الصغر والمعدة سلفاً لعملية الترحال وهي مقسمة إلى أنواع الكيلاني وهو الثور المختص بحمل (العفش) (لاثاثات) وتمتطيه المرأة ،وهناك الثور الخاص بالفتاة غير المتزوجة. تنتشر ظاهرة (الحكامات)، وهن شاعرات القبيلة ويتمتعن بسلطة اجتماعية كبيرة لقدرتهن على تأليف وقول الشعر، يثرن القبيلة بقصائد من الحماسة والفخر وفي المقابل يوجد الشعراء من الرجال ويعرفون (بالهداي) وينشد الشعر على آلة (أم كيكي) تشبه آلة الكمان كما يوجد شاعر الديابة ويعرف ب (أم بري بري) ،أما الرقص عند قبائل المسيرية فهو متنوع ويوجد منه النقارة وهي التي يرقص فيها الفتيان على شكل دائرة وتوضع آلة النقارة في منتصف حلبة الرقص التي يشارك فيها الشباب ويرتدون جلاليب قصيرة تسمى (عراريق) ويضعون على رؤسهم بعض الريش المثبت على الطواقي الحمراء، ويحمل كل شاب سكيناً مزيناً، وتتزين الفتيات بالحلي والحرز السكسك ويربطن على خصورهن العمائم، ويتكون العازفون من أربعة اشخاص الأول يضرب على النقارة والثاني على آلة (التمبل)، والثالث على (السواق) والرابع يغني.