المرض في عُرف الإسلام هو كفارة... وابتلاء محمود «إذا أحب الله عبداً ابتلاه». *** وميزة الاعتلال أنه يعطي الإنسان فرصة للتأمل والمراجعة والوقفة مع الذات.. بل إنّ التفكير البشري يتبدّل أثناء، وبعد حقبة المرض .. *** فعلى النطاق الشخصي، فأن السودانيين، عموماً، يلتفّون حول المريض .. فيهرعون له في المستشفى .. ويتضرعون إلى الله أنْ يشفيه.. ولم يكن صدفة أنْ يطلب الرئيس البشير من غمار السودانيين الذين التقوه حول المسجد أو داخل السفارة بالرياض..أن سألهم من «الأعمدة» .. والسودانيون مشهورون بأنهم يذهبون إلى المريض ومعهم كميات من الطعام. *** ولكن أيضاً أرجِّح أن فترة المرض تؤثّر على التفكير .. فإحساس الإنسان بأنه محتاج إلى الله، كي يشفيه .. وأنه - أي الانسان- في حاجة للدعاء.. ويذكّره بأنه في هذا الوقت هو في حاجة للرحمة ..كل هذه الأشياء تسوق النفس إلى مراتب المرونة والانفتاح وتوسيع الضيق. *** نعم .. سيادة البشير .. حمداً لله على السلامة .. ولكنّك رئيس لكلّ السودان .. ولكلّ السودانيين.. أنت رمز للجيش .. والانقلاب كان باسم الجيش .. والجيش - في الأساس - مؤسسة قومية لماذا لا تفعلها ، مرة أخرى، وتستثمر المحبة الشديدة التى أولاك إياها السودانيون ..فتُعلن عن «حكومة وطنية واسعة» تستوعب كل أبناء السودان، وتُواكب المتغيرات في العالم العربي: - ما عاد الجيل الجديد قانعاً بالقوالب التقليدية.. - وما فتىء يقاوم «أساطير» السياسة، وديناصوراتها. *** السودانيون مع التغيير الديمقراطي .. ليس بفهم الوصاية ولا الاحتكار .. ولكن عبر صندوق الاقتراع .. لتأتي وجوه جديدة، بمفاهيم جديدة .. وهذا لا يعني إلغاء القديم، وإنما الاستفادة من خبراته وتجاربه .. فتواصل الأجيال أمر في غاية الأهمية. *** أخي البشير .. إفعلها .. وكن على رأس نظام مؤقت، لنِقْل السودان من دولة الحزب «الشمولي» .. إلى دولة الوطن المدنيّة الديمقراطية. رئيس التحرير [email protected] 0912364904