[email protected] القول المعروف والذي للأسف ننساه دائما أو نتناساه هو :أن رفعة الأمم تكمن في تعليم ابنائها وأن أول كلمة وردت في القرآن الكريم هي :اقرأ)ولقد سعدت كثيرا بخبر قرأته بالأمس أن وزارة التربية والتعليم بصدد مراجعة كل المناهج الدراسية وهذا شئ جميل جدا تحمد عليه الوزارة وليس فقط اعادة تدريس خريطة السودان الجديدة بعد انفصال الجنوب ..ولو كنت المسؤولة عن تجديد المناهج لركزت في المقام الأول على ترسيخ قيم الخير والانسانية في نفوس تلاميذ مرحلة الاساس أولا صعودا بها الى المدرسة الثانوية فيما بعد ..للذي نراه اليوم من خلل واضح في قيمنا الدينية والانسانية التي تدخلت عوامل عدة في اعوجاجها خاصة العولمة التي اطلت علينا بوجهها المسخ من خلال القنوات الفضائية وللأسف معظمها قنوات عربية ..ولا أقول بالطبع أن كل ما يأتينا من الغرب هو سئ ولكن ينبغي غربلة ما يصل الينا حتى نتجنب الانحلال الأخلاقي وينحرف شبابنا عن الجادة وبالأمس كنت أمر على بعض القنوات العربية التي تعرض أفلاما غربية وطالعني منظر فاضح لم اصدق عيناي انني اشاهده علنا من قناة عربية اسلامية وقضيت الليل استغفر ربي على ما رأيت ودق ناقوس الخطر في رأسي كما يدق دائما في مثل هذه الأحوال وتلفت حولي لعلى أجد منقذا ..ولقد وددت لو أن جامعة الدول العربية والمنظمات الاسلامية تسعى لوقف هذه الهجمات المقصودة على شباب المسلمين ليكونوا بلا كرامة ولا نخوة ..ولكننا في السودان اذا عملنا على اصلاح مناهج الدراسة سوف نستطيع النجاة من فيضان الانحلال الاخلاقي وسوف نبني سودانا معافى يكون منارة للعلم والنور الاسلامي وسوف نقود العالم الاسلامي الى بر الأمان كما يريد لنا ربنا ويرضى ..ولا ننسى الحائط الذى يفصل تلاميذ الصفوف الصغيرة عن الكبار حتى نهيئ لهم الأمان في المدرسة ..وأتمنى أن تعود حصص التربية الوطنية والنشاط المدرسي من جمعيات وغيرها وبالمجان ايها السادة المعلمين لا يزال خوفي قائما من المدارس الخاصة وما يحدث فيها فالمعلم يتقاضى راتبا ضئيلا ويكون معلما للصف فكيف يخلص بالله ؟اعرف معلمة راتبها مائة جنيها فقط وهى معلمة صف واعلم ان حياتها صعبة وهى تعول ابنائها بمفردها فدهشت من ضعف الراتب وتشبثها بالوظيفة المتعبة فقالت لي انها تعطي دروسا خاصة ووجودها في المدرسة يتيح لها ذلك ..فسألت نفسي :ومتى يا ترى تعود لبيتها واطفالها ؟وهل من العدالة أن يدفع أولياء الأمور ملايين الجنيهات لإدارة المدرسة ويأخذ المعلمون الفتات، و النتيجة الفعلية لذلك لن يخلصوا في تدريسهم وستكون النتيجة في ظاهرها نجاحا يفتعله المعلم حتى ينجو من لهيب نظرات المدير أو من يمتلك المدسة الذي تهمه سمعتها أولا قبل نجاح التلاميذ فلماذا لا ينعقد مؤتمرا يضم مالكي ومديري هذه المدارس مع إدارات التعليم وعلى رأسها وزير التربية والتعليم وتكون الضيافة الماء فقط حتى لا تتخم البطون فلا تفهم العقول لأن القضية خطيرة جدا فهي تتعلق بأجيال قادمة تقود هذا البلد ..فإلى أين تقوده.