عادل سيدأحمد ما أحلى قيم السودانيين، وتقاليدهم الاجتماعية... وما أقسى أحزاننا وآلامنا، حينما يغيب عن مجالسنا عزيز. ٭٭٭ فما بالك إنْ كان هذا العزيز هو الأب أو الأُم، أو الإثنين معاً. ٭٭٭ الأسبوع الماضي ذهبنا كوفدٍ من عائلتنا؛ كي نتقدم لشقيقي الدكتور أمير سيد أحمد خليفة. وقد اختار عروسته الأمورة صوفي أحمد الشيخ.. ذهبنا كي نتقدم.. فما كان من عميدي الأُسرتين إلا أن اتفقا على أنّ خير البر عاجله. ٭٭٭ نعم.. لقد تحمسنا ل «العقد»؛ ترسيخاً لمبدأ التبسيط، وتجنباً لمآلات الإسراف والتبذير. ٭٭٭ وتمّ بحمد الله عقدالقرآن على كتاب الله وسُنّة رسوله. ٭٭٭ ولمّا كانت أفراحنا دائماً بقيادة ربان السفينة والدنا الراحل سيد أحمد خليفة.. فقد كانت صورته حاضرة، وقفشاته ماثلة. ٭٭٭ أما وفد أُمهاتنا كان برئاسة «حبوبة جمال».. فقد غاب عنهُن بدر والدتنا؛ الحاجة سكينة الشيخ بوجهها الصبوح، وحنّيتها المُتدفقة، والتي لو وزعوها على أهل الأرض، لما كان هناك إنسان قاسٍ. ٭٭٭ نروي هذه القصة الخاصة، عبرةً ودعوة للتبسيط والبُعد عن «الفشخرة»، بيد أنّ هذه المظاهر السالبة، لعبت دوراً كبيراً في تضاعف «العزوف» عن الزواج، وبالتالي وجود كم كبير من البنات بدون زواج. ٭٭٭ ثم إن العبرة الثانية، فهي أننا نسأل الله ألا يُرِي القراء والأصدقاء والأهل والأعداء مكروهاً.. فما أمر أنْ تفقد والديك.