منذ وجود الإنسان علي ظهر هذه الدنيا وهو في محاولة للبحث وراء السلوك الانساني.. وما الدافع وراء الإختلافات الفردية السلوكية وكيفية توافق السلوك وتناغمه مع المنظومات الإجتماعية المختلفة في عاداتها وتقاليدها ومعتقداتها....وكثيراً ما بحث العلماء وراء الدوافع التي تدفع بالكثيرين إلي سلوك قد لا يتفق مع المجموعات وقد لا يتفق مع القيم الحياتية ككل، فكل سلوك يصدر من الإنسان له دافع من ورائه إن كان سلوكا ًمتزن أو غير متوافق ... وفي الغالب الأعم إتجه العلماء بمختلف أجناسهم وألوانهم إلي دراسة السلوكيات غير الطبيعية ودوافعها وتحليلها لإيجاد معالجات لها للنهوض بالمجتمعات وتطورها نحو الأفضل والأحسن والإستفادة من كل طاقات البشر..فالدول المتقدمة تفوقت بصناعة الإنسان والإهتمام بتدعيم السلوك الإيجابي، كما إهتمت أيضاً بالسلوكيات السلبية لأفرادها وتصحيحها نحو الإيجابية والإستفادة منه كفرد له واجبات يجب أن يقوم بها علي أحسن ما يكون ... ولن تنهض أمة إلا بإصلاح المورد البشري ككل والوقوف علي إحتياجات الأفراد والنظر إلي ما قد يصيب المجتمعات من ظواهر سالبة تدمر كل ماسعت لتطويره .. ومن واجبات الدول وحكوماتها أن تذيّل كل الدوافع التي تدفع الإنسان نحو الإختلالات السلوكية السلبية منذ الطفولة وحتي مرحلة الشباب.. فالشباب هم الدينمو المحرك للمجتمعات وهم الطاقة البنائة التي تأتي بكل جديد وإزدهار فإن كنا نريد التقدم نحو الأفضل حقيقة يجب أن نهتم بالشباب وطموحاتهم وامالهم وتذليل كل الصعاب التي قد تقودهم لتدمير ذاتهم .. فحقيقة مقتل طالب هو مقتل ُأمة، فمقتل أربعة شباب طلاب هو كارثة وطنية، حتى إن صدقّنا بكل سذاجة إنه إنتحار جماعي. فالإنتحار ظاهرة فردية غير قابلة حتي للجدل العلمي وهو نتيجة لمرض الاكتئاب الحاد ...فالدولة التي نصبت نفسها من أجل الشعب أو التي إختارها الشعب طواعية بكامل إرادته عليها أن تبحث وراء تلك الظاهرة إن كانت فعلاً تريد التنمية والتقدم والدوران مع عجلة التاريخ للأمام، وليس الرجوع خلفاً عكس عقارب ساعات الدول المتقدمة.. فعليها أن تقدم بكل شفافية الدوافع والأسباب التي قادت إلي هذا الإنتحار الجماعي الطلابي المزعوم، وأن تعمل جاهدة علي إزالة الأسباب.. وإلا ستجد كل الشعب قد وصل إلي أعلي درجات الإكتئاب، فيقوم ب(عملية انتحار جماعي)..