قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تداووا، ولذلك ترددت كثيراً على عيادة الطب البديل للعلاج بشارع الصحافة شرق تقاطع شارع محمد نجيب 35 الخرطوم وقد صرت زبوناً للعيادة في البداية ومن خلال ترددي للعلاج الذي استعملت فيه علاج الصبابة المغنطيسية وكبسول الاعشاب والاكتف الذي جعلني أرجع الى الوراء بكثير الى النشاط والقوة التي خلقتها تلك المواد العلاجية التي ذكرتها في مستهل هذه السطور، وبدون شك أن في ترددي المتواصل للعيادة ضفت الى تجاربي أشياء كثيرة ومفيدة للصحة والحياة اليومية أيضاً، ومن خلال ذلك التردد على العيادة صرت صديقاً لكل العاملين بالعيادة من خالد عبدالله ومعتز وهويدا طمبل والى دكتور عماد عبدالله الذي كان في المقدمة لأنه يجبرني بذوقه الرفيع أن أتعامل معه بتلك الصورة الإنسانية وبالأمس القريب ذهبت للعيادة لتكملة علاجي الذي أصبح في نهاية عمره القصير لأن العلاج بالابرة والكهرباء يحتاج الى أيام وزمن ليست بالقصير وعندما خرجت من حجرة الابر والحقن رايت في دهليز العيادة رجلاً وهو على جانب كبير من الذوق الرفيع العالي، وهو نحيف الجسد طويل القامة وكانت المروءة تتجلى في نظرة عينيه وصدق اللهجة يرتسم حول شفيته والصدق والأمانة تتوارى خلف شفتيه والعفة تدفع الانفعال لينام في أعماقه والدهشة كانت ظاهرة بين خلجات وجهه يمازجها إرتياح خفي ينبعث من أعماقه، وكان بجواره تقف فتاة جميلة وساحرة النظرات وروعه الجمال ورقته تتمرغ بين صفحات وجنيتها والدليل على أنها جميلة ومكملة في الجمال مشيتها التي تشير لصحتها ورزانتها، كانت ممشوقة القوام ممتلئة الجسم مستديرة الوجه قمحية اللون تعجب بجمالها كل من يراها لأن العناية الالاهية وهبتها الصحة والعقل والتعقل ووهبتها ايضاً البسمة بين السنون والنظرة في العيون وفي تلك اللحظة التي وقف فيها الرجل وبجواره الفتاة الساحرة التي كانت تحمل بين يديها معدات طبية قيمتها ثلاثة أو أربعة مليون جنيه، وعندما وقف ذلك الرجل الصبوح وارتكز على عصاة غليظة يتوكأ عليها وصارت الدموع تنهمر من عينيه، وكانت الدموع تصور حقيقة مجتمع إنساني يقدم الخير والتعاون عليه للآخرين فسألت الفتاة الجميلة الساحرة العينين والشفتين التي كانت تقف بجوار ذلك الرجل، وكان سؤالي ما سبب انسكاب دموع هذا الرجل فقالت لي وبسمتها الرقيقة تكشف أسنانها البيضاء اللؤلؤية التي كانت تبهر بجمالها وبياضها كل من يرى تلك السنون البيضاء ان دكتور عماد عبدالله صاحب عيادة الطب البديل قدم له هذه المعدات الطبية ليتعالج بها في منزله وهي هدية منه وهذا سبب انسكاب هذه الدموع الهتون التي تصور عدم مقدرته لرد الجميل للدكتور عماد عبدالله، وحقيقة عندما سمع كل المرضى الذين كانوا بالعيادة ذلك الكلام الذي دار بيني وبين الفتاة الحسناء الساحرة التفوا من حولها لسماع خبر هدية المعدات الطبية التي قدمت هدية من دكتور عماد لوالدها وفيهم من جاء أن يرى المعدات الطبية وفيهم من جاء ليرى ذلك الرجل الذي قدمت له الهدية وفيهم من جاء ليرى دموع الرجال عندما تنسكب من العيون وفيهم من جاء يرى جمال تلك الفتاة التي تجذب بجمالها الطير في الخلاء، وفيهم من جاء ليرى المشاعر التي اندفعت وانخرطت في انكساب الدموع من العيون لأنها انفعالات جياشة يصعب حبسها في الوجدان أو حبسها وحجزها داخل المشاعر لأن هدية دكتور عماد عبدالله للمعدات الطبية التي ما كان يتوقعها ذلك الرجل وبعد ذلك خرج الرجل من العيادة تتبعه النظرات في رفق وحنان إنساني فاق حدود الوصف وكانت خطوات الرجل تصور إتياحه النفسي الذي جعله أن يطمئن على أن الدنيا بخير لأن دكتور عماد اصبح قامة من القامات الانسانية، لأن الطبيب اذا انعدمت منه الانسانية لا يصلح أن يكون طبيباً ليعالج الكائنات الإنسانية إنما مكانه الجزارة لتشريح لحوم الحيوانات ولذلك نريد من كل الطبيب ان يكون إنسانياً بدلاً من أن يكون مادياً وغير انساني ولذلك نطلب ايضاً من حكومة الانقاذ عند اختيارها للاطباء ان تتأكد من تقاريره المدرسية التي تؤكد أنه يصبح طبيباً ومشاعره إنسانية وليست مادية تجرى وراء الفكة. وغداً سأواصل بإذن الله.