[email protected] توفر لديه مبلغ من المال قرر أن يستثمره في شراء ركشة فقد دكت هذه المركبة الصغيرة امبراطوريات التاكسي، فأصبحت تجوب شوارع المدينة تقضي أغراض عامة الناس بأسعار زهيدة كما أن تكلفة صيانتها وأسعار قطع غيارها تعتبر رخيصة وفي متناول اليد. كانت مشكلته في أنه لا يستطيع أو يرغب في تشغيلها بنفسه وإعتبر بعض خاصته أن هذه المسألة يسيرة، فهنالك المئات من الخريجين يمكنهم القيام بهذه المهمة، وهكذا دخل في عالم جديد. وهكذا دخل في عالم جديد هو عالم مالكي الركشات لكنه لم يكن يدرس طبيعة ذلك العالم وتلك الغابة المليئة بالأشواك والوحوش التي دخل فيها طائعاً مختاراً ، وهو حافي القدمين لا يملك أية سلاح يواجه به تلك الوحوش البشرية التي إستولت على ماله وحرمته وعياله من أمواله وأملاكه. لقد دخل في تجارب مريرة مع سائقي الركشات فمن يتسلم إدارتها فإنه يستأثر بدخلها ثم يقوم في المساء بالإتفاق مع «جوكي» لفترتي المساء والسهرة، وهكذا فإنه يرمي بفتات الخبز لصاحبها ومالكها ليأخذ هو الكيكة الكبيرة كلها له، وعندما أصابت الركشة بالملاريا الخبيثة والأنيميا الحادة فإنه يرمي بها لصاحبها ليتولى أمر علاجها والعناية بها بنفسه، اكتشف الميكانيكي أن الركشة تعاني من كل الأمراض المزمنة من ضغط وإعتلال في القلب مع كومة سكري حادة ، كادت أن تؤدي بحياتها وهكذا بدأت دورة العلاج مع ميكانيكي ماهر أصبح مثل أم العروس يطلب كل شىء في سبيل إعادة دورة الحياة للركشة المعطوبة، وبات صاحبنا المسكين يدفع ويدفع من أجل ذلك. وقد إكتشف فيما بعد أن تكلفة علاج الركشة قد إبتلعت كل إيراداتها السابقة مع مبلغ محترم كان يدخره ليوم أسود وقد جاءه ذلك اليوم مهرولاً ليبتلع كل ما كان يدخره. بدأت رحلة بحث جديد عن انسان في صورة أقل خطورة من ذلك النمر الآسيوي المفترس الذي كان يتولى تشغيل الركشة فوقع صاحبها على ثعلب مكار يستخدم كل دهاء الثعالب في حلب الركشة، ولم يترك لصاحبها قطرات صغيرة من الحليب يبل بها ريقه، وقد رمى الثعلب المكار الركشة لصاحبها وهي تعاني من سكرات الموت، فتكرر نفس سيناريو إنقاذها حتى تعود الحياة للركشة المسكينة كصاحبها. أخيراً جداً وجد صاحب الركشة «فكي» له ذقن تجاوزت حدودها أطراف صدره ولكنه اكتشف أن ذقن هذا الفكي مليئة بالأشواك الحارة، فقد أخبره ذلك المحتال وبكل ثقة انه يعتبر هذه الركشة كأنها خاصة به وانه لن يتوانى عن صيانتها وسيجعل منها عروساً جديدة، وهكذا بدأ الفكي في صيانة الركشة فقد اتصل بصاحبها قائلاً انه يقوم بإصلاح أعطاب ظهرت على الركشة، وانه قد دفع ثمن الصيانة زائداً الأسبيرات عداً نقداً ، وسيبدأ خصم ذلك تكررت الأعطاب وتكررت الصيانة، تكرار الخصم ، لقد اكتشف صاحبنا انه تعاقد مع فيل ضخم تدوس أرجله الضخمة على العشب الصغير ولا يعبأ بنتائج ذلك. أخيراً جداً قرر استردادها من ذلك الفيل الضخم ولكن ماذا يفعل بها؟ هل يبيعها فيخسر أم يقوم بتخزينها في منزله فتنكسر ؟