الرائ العام السوداني وموجهته الصحافة الخرطوم اليومية، تقود هذه الايام حملة متواترة ضد وزير المالية وتحمله بشكل خاص تدني الاوضاع المالية والاقتصادية، ومآلاتها في الارتفاع المريح لاسعار السوق. وزيرالمالية واحد من وزراء المجموعة الاقتصادية المسئولة مباشرة من ضبط السوق وكبح جماح موجة الجشع الهوجاء هذه التي تطحن السواد الاعظم من ذوي الدخل المحدود، الوزير يجب ان يتحمل الجزء الذي يقابله من المسئولية الملقاة علي عاتقه باعتباره راس السهم في المجموعة، ونقده وتصحيح مساره عن طريق الرقابة الصحفية ظاهرة صحية، الا انه يجب ان يكون الطرح والتناول معمم يطال كل اوجه القصور، وسهام تلك الحملة يتحتم تصويبها علي وزراء بقية المجموعة الاقتصادية وعلي هذه السهام ان لا تخطئ عمداً السياسة المعلنة فعلياً للدولة، هنالك قصور يبدو واضحاً لا تخطئه العين يتمثل في اغفال وزير المالية او غصة الطرف عن موارد وطنية كبيرة موجهة خطاً ولا تصب في خزينته، موارد يشوبها بعض الغموض وعدم الشفافية، وتغذي جهات نافذة في السلطة والسكوت عنها في ان تضل مسارها الطبيعي بهذا الشكل الفاضح، لا يعتبر تواطؤ من حانب الوزير بقدر ما هو سياسة متعارف بشأنها ومجرد الهمس بها خط احمر، لذلك وضع وزير المالية في هذا الصفيح الساخن واختزال المشكلة برمتها في سياسته يعد تجني بعلم لعبة الخفاء تلك ورعونة بجهلها... لمعرفة الاسباب الحقيقية الكامنة وراء انفراط عقد ضبط الاسعار الطائرة هذه الايام، علينا قبل كل شي التمييز بين بعدين اساسين الاول البعد الحكومي المتمثل في السياسات الخدمية الرشيدة في توفير السلع والخدمات مراقبتها بشكل لصيق بسن القوانين وتفعيها لخلق توازن في العرض والطلب بحيث لا يتعرض اي طرف في العملية الشرائية البائع او المشتري للظلم، الثاني البعد المجتمعي الرقابة الذاتية للمواطن والنظر للسوق بأنه ايقاع لا يمكن ضبطه والتحكم فيه من جانب واحد، لا يلقي باللائمة علي السلطة هو ايضاً اي المواطن عليه ان يتحمل الجزء الاكبر من المسئولية ولا ينجرف وراء تيار الاستهلاك الغير مرشد وعليه ان يكون اكثر واقعية في التعامل مع السوق ويترك الهفة والاندفاع في شراء واقتناء ما يلزم وما لا يلزم، والامتناع والتراجع عن اغراءات عن ما يسوقه صاحب السلعة، هذه النصيحة قد تكون مستحيلة تحت ما يتعلل به المواطن دائماً (انا اعمل شنو) لا يا عزيزي المواطن عليك فعل وعمل الكثير اذا كنت انت تضعف امام حاجياتك اليومية فالتاجر اكثر ضعفاً من بوار بضاعته،الان وفي الساحة تجار التجزئة في الاسواق يسرحون ويمرحون دون حسيب ولا رقيب واذا ما سالت يلقي بللائمة علي الحلقة التي تسبقه تاجر الجملة اوالمنتج ، والعلاقة تزداد سواء يوم بعد يوم بينه والمواطن وهذه العلاقة التي يفترض ان تكون اكثر حميمية اذا ما استمرت علي نحو خاطئ مثل ما نري، تخل بالامن ونارها تأكل الاخضر واليابس... اللهم اشهد اني قد بلغت. [email protected]