تعتبر البطالة إحدى أخطر المشكلات التي تواجه الدول العربية، حيث توجد فيها أعلى معدلات البطالة في العالم ورغم أن البطالة ظاهرة عامة في سوق العمل العربي، إلا أن أثرها واضح على النساء أكثر من الرجال، ويرجع هذا إلى أن معظم أصحاب الأعمال في العالم العربي، يفضلون توظيف الرجال أكثر من النساء بسبب طبيعة المرأة التي تتطلب الحصول على إجازات كثيرة نظرا للحمل والرضاعة ورعاية الأطفال، إضافة إلى أن بطالة المرأة العربية، أصبحت أمرا مقبولا اجتماعيا في ظل انتشار البطالة بين الرجال. كثيرات هن النساء اللواتي لم يجدن عملا مناسبا رغم حصولهن على درجات عملية، وإجادتهن للعديد من المهارات، تقول :نضال عبد الرحمن (24 عاما) أريد أن أعمل لا بهدف المال، ولا لمساعدة الزوج، بل من أجل ملء وقت الفراغ بما يعود بالفائدة على المجتمع، وأيضا كي أحقق ذاتي من خلال هذا العمل، وبالرغم من ذلك لم أجد حتى الآن عملا مناسبا، بسبب تجربة عمل سيئة سابقة، حيث كان رب العمل يتعامل مع الموظفات بطريقة فظة، ومتعجرفة، مما يشعرني بالإحباط دوما. أما ندي التي تحمل درجة جامعية في الكيمياء، فتقول: لم يعد المؤهل العلمي وحده كافيا للفوز بفرصة عمل، في ظل كثرة أعداد الخريجين، وقلة فرص العمل، ما يجعل السباق بين الخريجات محموما لشغل فرص محدودة وبالطبع لن ينفع المؤهل وحده في هذا السباق، ولا بد من التسلح بكل ما هو ممكن من دراسات ودورات وخبرات. وتعتبر مهاد خالد المضايقات التي تتعرض لها المرأة في العمل السبب الأساسي لبطالة النساء، وترى أنه لا يشترط أن يكون عمل المرأة المتعلمة خارج المنزل أو الأسرة حيث إن عمل المرأة في المنزل يعتبر بحد ذاته عملا منتجا، وليس بطالة، إذ أن غاية العمل في الأسرة، كغاية العمل خارج المنزل، والهدف منهما هو زيادة الإنتاجية بكافة أشكالها. فالمرأة التي تختص بتربية أطفالها والعناية بهم هي في حقيقة الأمر تقوم بعمل منتج يساهم في عملية التنمية المجتمعية الشاملة. وبالمقابل تري نون كمال الدين أن إحجام المرأة المتعلمة عن العمل يعود لأسباب نفسية واجتماعية بشكل أساسي، منها ما يتعلق بالعمل بحد ذاته، ومنها ما يتعلق بالمرأة شخصيا وبقناعتها الخاصة في هذا الموضوع فهناك أسبابا نفسية تؤثر بشكل سلبي على رغبة المرأة المتعلمة بالعمل خارج البيت مثل نوعية شروط أداء العمل وظروفه، والعمل الروتيني الممل أو العمل القاسي الصعب، الشعور بالظلم وعدم الحصول على الحقوق إضافة إلى نقص المكافآت والتشجيع. أما د. أشجان حسن فتري أنه وبالرغم من أن العمل المنزلي له أهميته الكبيرة ولا شك في ذلك، إلا أن أهمية الأعمال المنزلية تغيرت مع تطور الأجهزة المنزلية واستعمال الكهرباء وتقنيات الرفاهية المتنوعة المستعملة في الغسيل والتنظيف والطبخ، كما أن تربية الأطفال ورعايتهم أصبح لها متطلبات وأشكالا أكثر تعقيدا من حيث ضرورة الثقافة والتعليم في العملية التربوية، وفي التغذية والرعاية الصحية وغير ذلك ، كما أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمشكلات الحياتية اليومية التي تواجه مجتمعاتنا قد ساهمت في زيادة المتطلبات الاستهلاكية وفي زيادة النفقات والضرورات المادية التي تواجه الأسرة، إضافة إلى ضرورات التنمية والتحديث، وكل ذلك يؤدي إلى الاهتمام المتزايد بعمل المرأة المنتج خارج المنزل وداخله. -- ابناء يصرخون .. رغم بلوغي الثلاثين أبي يضربني .. اباء متسلطون : ابناؤنا قليلو الادب وسكوتنا هو السبب..! احمد شاب فى العقد الثالث من عمره ومتأهل وزوج ناجح. مشكلته أن له أباً متسلطاً مصراً على تحجيمه كلما كبر أو صار له شأن في الحياة.. هكذا ابتدر احمد حديثه عن ضرب الاباء لأبنائهم منذ الصغر فيقول ابى يقسو علي ويطالني كل يوم بالتقريع وبالضرب في بعض الأحيان لسبب ودون سبب.وكثيراً ما كان يضرب أمنا أمامنا لأتفه الأسباب. ورغم بلوغي مرحلة الشباب فإنه يحاول في بعض الاحيان أن يفرض رأيه علي أو ان يسخّف رأياً اذهب إليه،أو يبخّس في أشياء أحضرها إليهم بين الحين والآخر. لا استطيع التطاول عليه او رده لى امام زوجتى لكنى اضيق زرعاً يوماً بعد يوم . هو يحاول في بعض الأحيان جعلي أبدو أمام الناس صغيراً واستحق الضرب والتقريع..مع إني حفظاً لمكانته ابدو صغيراً ولا اتفوه ببنت شفة . ورغم أنني في مستوى علمي عال حيث إنني أحمل شهادة جامعية الا ان ابى ما زال يمد يده بالضرب والتقريع من حين لآخر .. هكذا يتحسر امجد نور الدائم على وجود تلك العادة التى يعتبرها حالة من الجنون تنتاب والده فيقوم بضربه .. ويضيف فى بعض الاحيان وبالرغم من بلوغى سن الثلاثين الا اننى اجد لأبى العذر عندما يضربنى فهو مايزال يرانى صغيراً .. وعلى الملا يمارس فعلته تلك وكأن شيئاً لم يكن،و المصارحة بيننا قليلة،وإن حصلت فإنها تصل إلى حائط مسدود فعندما اقول اننى كبرت على ذلك ..أو نكون في شيء ثم نصير في شيء آخر. أحاول أن أغيره بمعونة إخوتي لكنه سرعان ما يعود إلى طباعه الشرسة وقد وصلت موخراً الى إن العادات والطبائع لا تتغير إلا بمعجزة ربانية، أو إرادة حديدية(مع التصرف بالعبارة). وليس لأبي إرادة حديدية ولم تحصل معه أية معجزة. قليل من الناس يدرك معاناتي،لأن أبي يظهر أمامهم بمظهر الرجل الطيب الضحوك صاحب الدعابة الحاضرة،لكنه معنا قاس شديد فظ . وحتى لا أكون ظالماً له أعرف أنه في داخله إنسان طيب وعطوف وسريع الرضا..لكنه يصبح إنساناً آخر في معظم الأحيان. أعلم أن احترام الأب وعدم الإساءة إليه واجب شرعي .لكن أبي يبتزني بهذا الواجب كلما حاولت إثبات شخصيتي ورأيي وحضوري. أما ناجى فحالته لا تشبه الكثيرين .. فهو يقول استحق الضرب لآنى اسهر خارج المنزل وادعو القلق يتسرب الى نفوسهم .. واليوم اعاهد ابى بعد مسلسل التقريع والضرب اليومى انى لن اتأخر بعد الساعة الثانية عشرة الا اننى ارجع البيت فجراً واجده فى انتظارى وبيده العصا .. وتبدأ نوبة الجنون والشد والجذب من جانبه ووالدتى فهى ترأف لحالى وتخاف على من ضرب أبى الموجع . -- مجرد كلام السودانيون تواضع أم جهل..؟ محمد الخير حامد [email protected] في الاسبوع الماضي ، نشرت الصحف خبراً عن اكتشاف البعثة الأثرية المشتركة بين الهيئة العامة للآثار والمتاحف، وجامعة «ميتشجان» بالولايات المتحدةالأمريكية، وجامعة دنقلا، معبداً جنائزياً متعدد الغرف، منحوتاً على سفح جبلي بموقع « الكرو » الأثري بالولاية الشمالية بمحلية مروي. و في الخبر « أكد مدير عام الهيئة العامة للآثار والمتاحف د. عبد الرحمن، على أهمية الكشف الأثري الذي يعتبر إضافة حقيقية للمواقع الأثرية بمنطقة جبل البركل، وأضاف أن الموقع يمكن ترميمه ليصبح متحفاً مفتوحاً للزوار، مما يسهم في تطوير السياحة الثقافية بالمنطقة» .. انتهى الخبر .. و مر هكذا بشكلٍ عاد و كأنما هو من الأشياء الطبيعية المتكررة . أردت في هذا المقال أن أتطرق للموضوع من زاويتين ، الأولى عدم معرفتنا بخبايا و خفايا بلدنا و خريطة الآثار المروية و النوبية و التراث القديم ، اذ أن أحد أصدقائي الذي تصادف أن كانت هذه الحفريات و الاكتشافات بالقرب من منزله « بالكرو بالشمالية « حكى لي و قال إن المشرف على هذه الاكتشافات كان يمسك بخريطة أتى بها من حيث جاء ، أي لم تمنحه الخريطة أي جهة سودانية ، كان يقف بنقطة معلومة و موقع محدد يعرفه من خلال الخريطة و يتحرك بقدر أمتار و خطوات محددة و يأمر بالحفر عند تلك النقطة و سرعان ما تظهر أعمدة المدينة الأثرية و بقية التفاصيل المعلومة ، و لم يحفر أي حفريات بطريق خاطئ . و هذا يدل على معرفته و دقته و بالتالي دقة الخريطة التي يحملها و دقه الجهة التي بعثته ، و في نفس الوقت ، لكن بطريقة عكسية ، فقد كان هذا أيضاً يدل على مدى جهلنا بأشيائنا الداخلية لأن هذا الاكتشاف الأثري بقي مجهولا حتى العام 2013 م و لم يكتشف الا في الاسبوع الماضي. الزاوية الثانية ، هي عدم معرفتنا و سوء تقديرنا لقيمة أشيائنا .. فعدم قدرتنا على تسويق أنفسنا هي خصلة سودانية و ( علامة مميزة لدينا ) .. و كثيرا ما سمعنا بتواضع السودانيين و عدم قدرتهم على تسويق أنفسهم في كل المجالات .. قارنت في نفسي و أنا أتابع الخبر و تخيلت.!!.. ماذا لو كانت هذه الاكتشافات قد تمت بجمهورية مصر العربية التي تجاورنا ..و تساءلت ماذا كان سيحدث ..؟؟ بالطبع ، فإن الدولة و المواطن و المؤسسات و الحكومة و الإعلام كانوا سيولون هذا الحدث اهتمامهم.. ويضخمونه و لكن بالقدر الذي يستحقه ( لأنه ليس بالهين).. و كم من الوكالات الأجنبية و المحلية و العالمية ستنقل الاكتشاف و تتابعه لحظةٍ بلحظة .. و لكن برغم كل شيء ، فإن هذه الأشياء مهمة بالنسبة لنا تاريخياً و حضارياً و تعني أننا شعب له أصل و جذور و تاريخ و يجب أن نهتم بها و نفتخر بذلك و هي اضافة جديدة لموسوعة التاريخ العالمي . ختمة عاطفية: حلوة الضحكة المن أعماقك لمن تطلع بالاحساس و حلوة البسمة الراسمة تحية وباقية دواخلك ليها أساس وزِّعي ريدتك ليا ّ براي ومنّيِ بتوصل كل الناس مع مودتي و شكري ...