قد تكثر المشاكل والعراك داخل كل اسرة ، ولايوجد بيت يخلو من ذلك ، كما يقولون، ولكن أصبحت هنالك ظاهرة إنتشرت في أغلب المجتمع السوداني ،وهي التصنت علي مشاكل الجيران ، ونشر أخبارهم بين الناس ،وأغلب هذه الأشياء تصدر من النساء ، فنجد منذ الصباح الشمارات تنتقل من بيت الي بيت ،فلانة دقوها، فلانة طلقوها، وفلان طلع حرامي الخ.. وغيرها من الأخبار التي تسئ للجار ، وقد تزيد من مشاكله. فهل يعلم الجيران أن تدخلهم في مشاكل الجار، قديزيد من النار التي تشتعل داخل بيته؟ وهل اصبح الجار مادة دسمة للشمارات ..؟ سامية علي تقول: للأسف هذا هو حال الجيران اليوم ،كانهم ينتظرون الفرصة التي يجدون منها ثغرة ليعرفوا اي خبر سئ عن جيرانهم وحتي «يلتون»و«يعجنون» فيه والبعض يتلذذ وهو يحكي ويقص مايحدث داخل بيت جيرانه من مشاكل ومصائب ،دون أن يهتم الي أن ما يقوله قد يؤذي جيرانه وقد يؤدي الي دمار أسرتهم ،لأنه من المعروف والسائد للأن في المجتمع ،ومجتمع النساء علي وجه الخصوص أن الكلمة عندما تخرج يضاف اليها كل انواع التوابل ، حتي تصبح مثل الرصاصة التي تقتل ،وأن لم تقتل فإنها تصيب في مقتل ،فماذا حدث للمجتمع حتي أصبحت العلاقة بين الجيران مبنية علي الشمارات والشماتة والسخرية. نبيل عبدالرحمن يؤكد : الوضع الأن أصبح مختلف في حياة الناس ، فليس هنالك شئ الأن اسمه سر لأن كل المشاكل التي تحدث داخل الأسر أصبحت تعم كل المجتمع وتصبح سيرة للناس فتسيء لأصحابها ويتأثرون بما يحدث، ولاندري لماذا أصبح الكل يبحث عن شمارات غيره ،والبعض يظل طوال الوقت يتصنت علي جيرانه عله يسمع بعض مشاجراتهم ،او احاديثهم الخاصة فيوصلنها لباقي الجيران ،وكم من أسرار دقيقة ومزعجة تناقلها الجيران وزادت من إشتعال النيران داخل بيوت الجيران. الاستاذة سلافة علي باحثة اجتماعية.. تضيف.. الشمارات ومحاولة معرفة أخبار الأخرين وأسرارهم واحدة من الظواهر التي أصبحت منتشرة في المجتمع، سواء كان من الجيران او غيرهم ،ولم يعد الأن حق الجار يهم احد بسبب كل المتغيرات التي حدثت في المجتمع والتي افرزت سلبيات لطبيعة التعامل التي أصبحت الأن بين الجيران.