الكتوف تلاحقت، تساوت الكتوف وقل المعروف، تكاتف القوم،أي اصبحوا علي قلب رجلاً واحد، في لعبة كرة القدم تباح المكاتفة ولا تعتبر خطأً وهي إستخدام الجسم كامله والدفع بغير اليدين والرجلين في إستخلاص الكرة من الخصم، كُتف الرجل اي شُلت قوته واصبح عاجز، مع أن في الحالة الاخيرة توثق فيها اليدان مكمن القوة والحركة وتلوي وتربط مع القدمين علي الظهر في الوضع العكسي لحركتهما الطبيعية،وليس للكتف ما يستوجب ذكره فيه، وكله بقصد تحيد قوة قد تقاوم أو تأثر في حيز يحظر فيه ما دون الصمت والاذعان،ولو مؤتاً وهذه حكاية أُخري أتت الصياغ عرضاً، وذلك أن كل وما نرمي اليه تحديداً... شنو حكاية الكتف المتكررة دي، وأظن أن في كل ماسبق يأتي استدعائه مجازاً في دلالة واضحة بإعتباره مصدر قوة الانسان، ففي الكتوف تلاحقت المعني المقصود هو تساوي المقامات والالقاب والوطأ علي بلاط العزة والسلطان مناصفة،حيث لا لطول القامة وا قصرها شأن في مدلول المعني وإلا ما مدي الظلم الذي سيقع علي قصار القامة الذين ليس بمقدورهم مساوات طوال القامة وأن عظم نموءهم . حضرني مجازية الكتف هذه في تعبيراتها المختلف عن القوة والمقامات والالقاب في محضر مناقشة رسالة دكتوراة كنت أحد المدعوين، ومعلوم أن الدكتوراة درجة علمية يصعب نيلها ألا بعد إجتهاد ومسابرة وتقليب مضني في بطون الكتب وجمع ورصد منتظم للمعلومات فضلاً عن الاشراف العلمي والمراغبة عن كثب للتوثق من كل صغيرة وكبيرة وفق الاسس والقواعد المعموم بها علمياً. في البداية بعد أن يخذ كل من المدعوين مكانه تعتلي مقدمة القاعة المعدة للمناقشة منصة تسمح بالجلوس لثلاثة أفراد وهم في الوسط يجلس الدكتور المشرف علي الرسالة ويمينه المناقش او الممتحن الخارجي وجري العرف العلمي دائماً ان يكون من خارج الجامعة وعن يساره المناقش الداخلي وهو عضو هيئة تدريس في الجامعة التي ينتمي اليه الطالب المُناقش لنيل الدرجة، ام في أقصي يمين القاعة يجلس الطالب، كل من هؤلاء بمعيته سفر كبير وضع امامه لتفنيده ونقضه وتصحيحه لاجازته بعد المناقشة اعترافاً به لاستحقاق الدرجة، يتميزون عن غيرهم بإرتداء الروب المخصص بلون يخالف ما يرتديه الطالب ،يسود القاعة صمت مهيب وترغب وأمل في آن واحد يكسو وجه الطالب وحزم ووقار يحف جنبات المنصة، لحظة إستثنائية تتباين فيها المشاعر لا شي يجرؤ علي كسر الصمت اذ ذاك الا رائحة الفواكه المنبعثة من آخر القاعة التي قد توزع بعد حين علي الحضور. تبدأ المناقشة بأستهلال المشرف بالترحيب بالجميع يليه الطالب بسرد موجز لمحتوي رسالته. في هذا الغضون يسمي الممتحن طالب ولا لقب له غير ذالك وهو نفسه يتصرف فق ذلك نفسياً وإجرائياً ولا يتعدي حدود المسموح به. بعد ثلاثة ساعات بالتمام والكمال انتهت المناقشة التي بدئها المشرف واعقبه المناقش الخارجي ومن ثم الداخلي، المشرف يطلب من الضيوف بلطف الخروج من القاعة بما فيهم الممتن نفسه للسماح للمنصة بإتخاذ القرار العلمي، خرج الكل في إنتظار لحظة فارقة ونقلة منتظرة قد تولد لتوئها ثمرة تأكد عزم وجهد من يترغبها بفارق الصبر. عشر دقائق واُذن لنا بالدخول للقاعة ثانية لسماع ما هو مرتغب والجميع وقوف لمحت الطالب من علي الصف الامامي كان منظره متصلب كالمنحوت لولا حوبيبات خفيف من العرق تندي أعلي جبينه وخفقات قلبه التي تكاد تسمع من البعد، نطق المشرف بقرار المنصة بمنح الطالب درجة الدكتوراة قبل ان يكمل ساد القاعة التصفيق والصياح والزغاريد، هنيهة وعاد الهدؤء وبدأت التهاني ولكن بلقب دكتور وقبلها بلحظات يلقب طالب،ترجل الدكتور الذي لم يمضي علي لقبه بضعة دقائق المنصة وتوسط اساتذته المشرفين واضعاً يديه علي كتف مشرفه والمناقش الخارجي بقصد أخذ الصور التذكارية، وسط الابتسامات وتلاشي الخوف وبعض الوقار، سمعت المشرف الداخلي وهو أستاذ إعلام حاضر النكتة خفيف الظل يمزح من طالبه الدكتور وهو يضع يده علي كتف استاذه .... خلاصصص اتلاحقت الكتوف وقل المعروف.