[email protected] لابدّ للقارئ الذي يصادفه هذا العنوان أن يتحوقل أي يقول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) . يتداعى القوم من كل حدب وصوب للإحتفال والتكريم والتسبيح بحمد النجاح الذي يشهده قطاع الكهرباء والمتمثل في شخص الوزير أسامة عبدالله . لاحظ أخي القارئ أن النجاح في بلاد العجائب دائماً ما يرتبط بالأفراد وليس بالمؤسسات، تخيل معي حجم الانجازات التي لا تخطئها عين في قطاع الكهرباء وكيف سيكون حالها إذا تحولت لشخص آخر والتجارب على ذلك كثيرة الشئ الذي ألصق لقب جوكر الانقاذ على الوزير عوض الجاز كما جاء على لسان الريس نفسه. السؤال لماذا يوجد وزراء فاشلون وآخرون ناجحون ليس القصد من هذا السؤال أن نغلب جانب الظن السيئ والتشكيك في نزاهة الوزراء فليس دائماً ما تختلط أسباب الفشل بروائح الفساد وربما تأتي من السياسات المالية التي تعطي فلان صلاحيات أكثر من فلان وتملكه حق التصرف أكثر من الآخرين والكلام ليس من عندي ولكنها تصريحات الكبارات، فكثيراً ما يشتكي الوزير فلان من أن وزارته تتحرك في هامش حرية مالية أقل بكثير من حرية الوزارة الفلانية وهذا الشئ ربما أوقعنا للخوض في فقه التجنيب الذي دار حوله الكثير من اللغط.. والشئ المؤسف سادتي أن وسائل الإعلام وحاملات الكاسيت ومواقع الانترنت دائماً ما تكون الوسيلة لهكذا تصريحات على مرأى ومسمع من الجميع . بالرجوع لعنوان المقال فقد ظللنا نراقب اللت والعجن وانتصاب الاعمدة الصحفية لمدة اسبوعين بين مؤيد ورافض لفكرة تكريم الوزير أسامة عبدالله بواسطة الصحافة، وهذا ليس هو موضوعي الآن ، لا أملك وكغيري من المراقبين إلا رفع القبعة للوزير الشاب الهمام أسامة عبدالله لإسهاماته الواضحة في تطوير قطاع الكهرباء الملموسة، وهذا ما يفقع المرارة اتدرون لماذا لأن الموضوع بسيط جداً لا يستحق هذا الاندهاش وكأنما الرجل بعث لنا من الفضاء أو أتي بالشئ الخرافي فكل ما في الامر أننا صرنا نحتفي بالشخص فقط لأنه نزيه.. بالرغم من أنها صفة عادية ولكنها تشبه لحد بعيد طريقة التشجيع في كرة القدم في بلاد العجائب عندما تتعالى الصيحات ويشتد التصفيق للاعب الذي يمرر الكرة لزميله بصورة صحيحة مع أنه يجب أن يكون طبيعي.. النزاهة والعفة هي سر نجاح الرجل وهذا يجب أن يفهم في قالبه الذي لا ينتوي التعريض بآخرين حتى ولو سلمنا جدلاً أن النجاح الملازم لقطاع الكهرباء يأتي من عوامل أخرى يتبادر الى الذهن أن هذه العوامل ربما اتيحت لكثيرين في عقد وزراء الانقاذ والنتيجة صفر كبير.. ثم ماذا تتوقع لشركة تلعب وحيدة في بلاد العجائب دون منافس تنتج منتج لا يعتريه الكساد والزبون يدفع مقدماً إذا ما قام المدير بإدخال نسبة من نتائج التسويق المضمونة في دعم مدخلات الإنتاج هل سيصيب الفشل هذه الشركة بالطبع لا ولكن للأسف هو انجاز يستحق الاشادة في بلاد العجائب. ولابد للمتحدث عن قطاع الكهرباء أن لا ينسى في طيات الحديث أن يذكر الأخت الشقيقة الكبرى للكهرباء وهي الماء التي وقفت نجاحاتها في بداية ثمانينيات القرن الماضي عندما كنا نجهل حقيقة الاكتشاف العظيم الذي يدعى بالموتور لسحب الماء والتي كانت على مدار الساعة تحت الخدمة، توقف هذا القطاع في مرحلة التكوين ولم يستوعب حجم الانفجار السكاني لولاية الخرطوم معلوم الأسباب وأصبح هذا الشعب المعلم يدفع بالطريقة المستحدثة مقدم المياه شهرياً ويترقب النجاحات التي ربما ظهرت بصورة سلحفائية في قطاع المياه ولا يزال المواطن يدفع أموالاً لبدا دون بارقة أمل حيث يسأل في كل يوم كم عدد المحطات الجديدة التي أنشئت بعد تطبيق سياسة الدفع المقدم وتقليص العمالة بهذا القطاع ولماذا يشرب بعض المواطنين عذباً فراتاً ويشرب آخرون ملح أجاج وحتى هذا الملح الأجاج لا يتم الحصول عليه إلا بعد عمليات معقدة من سهر الليالي وتشغيل الموتورات والشفط الفموي الذي ترك الوجنات على وجوه البؤساء من سكان أمبدة والحاج يوسف وغيرها وما حكاية القطع الناشف لدرجة العدم عند الأعياد والمناسبات الدينية والعطل الرسمية وكل هذه الاسئلة وغيرها تأتي من كون المواطنين متساوين في حجم الدفع المقدم وهل إنشاء محطة علي النيل لكل مدينة وتوصيل المواسير لها بالأمر المستحيل.. وهل سيطول بنا اللغط والغلاط في مسألة مياه الصرف الصحي المختلطة بماء الشرب والتي تطفو على السطح بين الحين والآخر ولماذا لا نشرب كلنا من النيل بالرغم من حكاية استهلاك الفرد من المياه والتي تقدر بكذا وكذا من الارقام التي لا نقتنع بها وهي عبارة عن حبر على ورق.. وعن نفسي إذا كنت من الأفراد المعنيين بحكاية معدل استهلاك الفرد هذه فأنا لا أجد ماء أملأ به الابريق أحيانا . وأكتب هذا المقال والله يشهد أني انتظر الماء عند الساعة الثالثة صباحاً. ولكم ودي ...