كثير من الامور الحساسة في بلاد العجائب تسير وفقاً لأمزجة الأفراد لا يحدوها في سيرها ميزان العلم والمعرفة ولغة الارقام والتحليل المنطقي ولا ادري من اين تأتي كل هذه السيول من النظريات العقيمة وهل هي دائمة البحث عن الأفيد ام عن الجديد . كلها نظريات تأتي علي عجل واحياناً دون الرجوع لأهل الاختصاص فما أن يجلس المسئول علي كرسي المسئولية حتى تجده متحرقاً شوقاً لإصدار القرارات والتعديل وقلب النظام السابق وما هو سر العداوة بين المسئول السابق والجديد الذي يريد ان يمحو ذكر اخاه من خارطة الوجود يغير كل شئ في لمح البصر وما يلبث ان كان نزيها حتى يعود ادراجه الي نفس النظام المعمول به في السابق . لن اخوض في فلسفات السلام التعليمية قديمها وحديثها وسلبها وإيجابها لسببين اثنين الأول لأني لست من اهل الاختصاص في هذا المجال والسبب الثاني لأن اهل الاختصاص بح صوتهم وغشيتهم حالة السكون فالكل جرب وشاهد وعرف كل مخرجات السلالم التعليمية فلا يزال الطلاب الذين تسلقوا كل انواع السلالم موجودون بين ظهرانينا فقط قارنوا بينهم لتعرفوا السلم الأفيد . سأتناول الموضوع من وجهة نظر اب ومربي فأن يختلط الحابل بالنابل وتكون فلزات الاكباد عرضة للضياع الاخلاقي بعد الضياع الأكاديمي والمعرفي المؤكد فهذا امر خطير يا سيدي المسئول الذي صرنا لا نعرفك ولا ندري من انت وبعد ان عدت الي صوابك وعرفت ان السنة الدراسية حق وقررت ان تعيدها لا تكابر وضعها في مكانها الذي اخذت منه وأعلم انه ليس عيباً ان ترجع الي الحق بقدر ما العيب ان تستمر في الخطأ أو ان تعالج الأخطاء بمثلها . فرحنا باستعادة العام الدراسي ولكننا توجسنا حد الخوف من انه عاد في غير مكانه مما يزيد الاخلاق انحطاطاً ويزيد من حجم الكوارث التي تحدق بالأطفال سمعنا بقصص بين الأطفال والأساتذة فكيف نطمئن ان يجمع سور واحد بين اطفال في السنة الأولي ورجال في سن المراهقة استطيع ان اراقب ابني في الشارع وأتحكم غي علاقاته بالحي ولكن كيف اراقبه داخل اسوار المدرسة كيف سأمنعه من المراهقين وهم معه داخل سور المدرسة لا تقل لي لن يحدث شئ وسنراقب الموقف وسنعين وكيلاً متفرغاً بصراحة انا لا اثق بك الم يقل لنا اخوك بالأمس اذا انفصل الجنوب سوف لن يحدث شئ . سمعنا كثيراً عن صرخة ام لأن الصراخ طبيعة انثوية تلجأ لها المرأة عندما تفقد الحيلة وتسد في وجهها السبل فتصرخ كأخر الاوراق التي من الممكن ان تأتي بالحل ولكن هذا الوضع المأساوي الذي يسير بأهواء الافراد يحتم علينا هذه المرة ان نطلق صرخة اب وانا ابتدرها ارجوكم اعيدوا السنة الدراسية في مكانها الذي كانت عليه قبل ان تنقذونا فقط لأن الامر هذه المرة لا يقبل التجريب فمن الممكن ان اتقبل وجود فاشل اكاديمي في بيتي بسبب النظريات والمناهج المضروبة ولكني لن اقبل بفاشل اخلاقي في بيتي . الحديث عن رجوع العام الدراسي الضائع اعاد الي الاذهان وجدد الحنين الي شئ ضاع هو الاخر دون ان نعرف لضياعه مبرراً وهو قصة الساعة المقدمة في بلاد العجائب التي ربما ظهر جيل جديد لم يسمع بقصتها لن ارويها لهم لأنهم سوف يظنوني مخبولاً ولكني ارجو من الذين يحتجزونها في مكان مجهول ان يعيدوها الينا . هل قامت دراسة عن جدوى تقديم الساعة وهل اخضعت التجربة للتحليل المنطقي فقد كنا حينها نسمع بموضوع البكور والنشاط والإنتاج والعمل ولم ينشغل المسئول حينها بقضايا النفط والذهب وللأسف فنحن نستيقظ في كل يوم ونترك ساعة كاملة علي الفراش من اجل عيون الوطن ولكننا نفقد خمسة امثالها في انتظار المواصلات وحتى لو وجدت المواصلات فزحمة السير الخانقة تجعل من كل موظفي بلادي يتثاءبون طوال ساعات الدوام فهل تقديم الساعة كان هو الذي ينقص بلاد العجائب حتى تكون ضمن مصفوفة الدول المتقدمة اعيدوها لنا بالله عليكم ورجاءً ان تعود في مكانها الذي اخذت منه حتى لا يطلع علينا احد المنظراتية ويقول من الممكن ان ترجع في الأيام الزوجية فقط اما في الايام الفردية فمن الممكن ان نقسمها الي ثلاثة ونضع الثلثين يوم الجمعة والثلث الاخير يوم السبت فيكون حاصل جمع يومي الخميس والاثنين يساوي تسعة وأربعون ساعة ليطول صيام التطوع فيهما فتكون الاجابة حينها علي سؤال كم الساعة اصعب من الاجابة علي سؤال متي تنتهي الانقاذ.