تتنوع وتختلف الدول في موروثاتها وتقاليدها وعادتها وبممارسة حياتها اليومية تحضراً أو بداوةً حيث يبقي المكون الثقافي والحضري والتمدني مؤشراً لمعرفة ثقافة وسلوك تلك الشعوب التي تكونت عبر الحقب المختلفة. الأمم ترصد، تحفظ، توثق وتعد العدة للترتيبات المستقبلية بأسبقيات وأولويات مستعينةً ومستفيدة من مكنون ذلك الإرث الإنساني المتعدد تنوعاً أو وحدةً، ولعل السودان وبتنوعه القبلي والأثني والثقافي هو خير نموذج لذلك من خلال تعداده القبلي الذي تجاوز ال 500 قبيلة و 130 لغة ومساحة تفوق 2,5 مليون كلم مربع وتجاوره 9 دول (قبل قيام دولة الجنوب في 9-7-2011) حيث تصاهرنا مع بعضنا وخلقنا تنوعاً فريداً في العلاقات الإنسانية الأمر الذي ساعد علي إحداث حراك اجتماعي وسكاني متعدد الهويات والثقافات والعادات. وتلعب تلك الخبرات التي اكتسبناها أي كان نوعها دوراً مهماً في عملية التربية وانتقالها من جيل لآخر في ظل تمدد طبيعي حوي كل مكونات المجتمع الحضري والبدوي ويرسي لقواعد التعامل النبيل بين الناس وهذا التعدد جعل مساحات الود والتآلف تتسع وتتسع وتستزرع وتحصد ذلك النبت الطيب في النفوس بعيداً عن التعصب والمزاج العدائي فى كل أقاليمه – السودان - يتفرد ويتميز ويفتخر بتعدد المعارف والخبرات والتجارب والتي انطلقت عبر البقاع تساهم في الحياة العامة للشعوب الأخرى، وما كسبناه من خبرات وتجارب ومنه ما هو موروث وما هو مكتسب بالتدريب والدراسة تمثله العديد من الحكاوي والأحاجي والفلكلور والتراث الشعبي وتلك النشاطات المختلفة بتنوعها المستمد من ملح الأرض والتراب ذخراً ومنفعة للناس تظل تاريخاً ومعلومةً للأجيال القادمة ولا نبعد كثيراً إذ تمثل تلك التجارب والخبرات مختلفة المدارس في العديد من الحلول لمستعصي المشكلات والنزاعات الدبلوماسية الشعبية وخير مثال لذلك ما تجود به ربوع دارفور ذات التنوع الإنساني المترع بالقضايا العامة، حيث يمثل الشيوخ والنظار والشراتي والعمد ورجال الإدارة الأهلية وأعيان القوم وذي الخبرة في المناحي المتعددة يمثل كل هؤلاء القيادة والريادة في المجتمع عبر تلك المؤسسات الأهلية في الرواكيب ومجالس الجودية والصلح الأهلي والشعبي والتي تضرب بقواها الاحترافية جذور الأرض وتلعب الأدوار التصالحية فيها دور الراعي والخبير في حلحلة تلك المشكلات الناتجة عن الاحتكاك في الزروع أو الأسواق والحواكير ومساقط المياه والتزاوج.. الخ الخبير هو ذاك الذي يمتلك القدرة والدراية ومفاتيح الحل وبمساعدة أعوانه في مجلسه والانتقال من حالة إلي حالة في مدارس متنوعة الحلول، فإن الخبراء في هذه المجالس يلعبون دوراً رائداً وكما في المرافق الحكومية والقطاع الخاص والسوق العام ومجال الرياضة والتعليم.. الخ فإنها تعالج وعبر تلك الخبرات المتراكمة العديد من الموضوعات عبر الممارسات الحياتية وتساهم القيادة المجربة في هذا المجال رأس الرمح في كل تلك النشاطات والقيم الإنسانية المختلفة وتساعد في إيجاد المعالجات للعديد من المعضلات باعتبار أن من يمتلك الخبرة لا يُعرف له سناً للتقاعد، وكل المجتمعات التي تقدمت والتي تطورت والتي نهضت والتي ارتقت سلم التحضر بفضل هؤلاء الخبراء ونقل تلك التجارب من جيل إلي جيل عبر العديد من المسارات التي أشرعت لها الدولة المنافذ ووضعتها كأولوية ووفرت لها من المال والإمكانيات ما يلزم في سبيل تحقيق ذلك الهدف وفي سبيل الوصول لذلك الهدف نحتاج للمدرب والخبير الرياضي الذي يحدد بدقة ما هو مطلوب من اللاعبين للخروج بنتائج مشرفة بدلاً عن الهزائم المتلاحقة في كرةً القدم وغيرها وقد كنا من أوائل الدول المؤسسة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف 1957) ضمن دول مصر وأثيوبيا ونحتاج كذلك للطبيب المتمرس والذي يتابع يومياً ما هو مستجد في ساحات الطب بغرض التداوي وتوطين العلاج بالداخل بدلاً عن السفر للخارج وتكاليفه الباهظة، نحتاج أيضاً إلي ذلك المربي والمعلم والمدرس الذي أهلته وصقلته الخبرة لتربية الأجيال القادمة وكنا أول الدول التي ساهمت في مجال التدريس الخارجي في أفريقيا والعالم العربي والأدلة علي ذلك كثيرة ونحتاج إلي ذلك المهندس المبتكر والمتطلع دوماً لاكتساب الخبرات في المجالات المتعددة التي ترتبط بحياة الناس وهمومهم اليومية ومن كفاءاتنا من أسسوا لتلك المعرفة المهنية للجيران والأشقاء والأصدقاء، ونحتاج كذلك للمهندس المتطلع دوماً لاكتساب الخبرات في المجالات المتعددة التي ترتبط بحياة الناس وهمومهم اليومية، ونحتاج كذلك إلي الفنان والمبدع الذي يخاطب الإحساس والوجدان ويشكل لوحة زاهية الألوان متعددة المواهب والإبداعات لتزيل عنا غباشة الهم والكدر والألم من النفوس والكفاءات السودانية المهاجرة صارت أعلاماً ورموزاً مشهورة، نحتاج للخبراء الذين يزرعون جفاف الأرض والصحاري أملاً وثمراً ويحيلونها إلي مساحات من الخضرة والماء النقي في مساحات واسعة تغنينا عن شر السؤال، والعديد من الخبراء في المجالات المختلفة والذين هاجروا لأي سبب من الأسباب ولم يتمكنوا من تقديم مساهماتهم المختلفة لأرضهم ومواطنيهم فصاروا معارف وكنوز خبرات خارج الوطن، نحتاج إلي وقفة تأمل ومراجعة في شتي المجالات من أجل الارتقاء بما يقدم للمواطنين من خدمات متنوعة تسهم في الرقي واستدامة المنتوج وجودته حيث تصبح الخبرات رأس الرمح في كل النشاطات، وأهلنا في دارفور وربوع السودان المختلفة مازالوا يرفدوننا بكل ما يملكون من خبرات وتجارب وحكم وأمثال وحكاوي هي نتاج طبيعي لتلك البيئة ولعل «شوكاي بسلوا بي دربا» واحدةً من هذه النماذج الحية والشوك كما هو معروف واحد من أدوات الحماية الربانية للنباتات المثمرة.. المزهرة.. والاقتصادية حيث قيمة التفسير للمثل تكمن في الخبرة والدراية والإلمام والمرونة والمعرفة وكل من يحمل منقاش أو مشرط أو إبرة ولا يملك تلك المعينات لا يستطيع استخراج الأذى الممثل في هذه الشوكة التي تسللت إلي اللحم وسكنت في أجزاءٍ منه في الإنسان أو الحيوان وبالتالي فإن هذه الخبرة والممارسة ويستطيع من يجيدهما ودون أذي اقتلاع هذه الشوكة وبدربها الذي دخلت منه دون خسائر تذكر، والعديد من الدفوعات والأمثلة الواقعية والمستمدة من البيئة المختلفة تساعد في معالجة الكثير من الأزمات ويصبح الواجب أن نؤسس لثقافة التواصل من خلال الخبرات والتجارب والممارسات التي تفيدنا في حياتنا اليومية وأن نعمل علي استكمالها وتجديدها وإضافة ما هو مطلوب ونقلها للأجيال القادمة بمسؤولية تامة، ومقولة أخري ترتبط بنفس المعني أيضاً «بمنقاشو يسل شوكايتو» أي بخبرته وتجربته يقود عمله وصنعته التي أجادها ويحصد ثمار جهده وعرقه قيمةً ومنفعةً وفائدة طالما أنه امتلك الخبرة الممثلة في (المنقاش) الذي يعالج به تلك الشوكاية بمعرفةٍ تامة ومهارةٍ فائقة ونتائج طيبة في المسار المطلوب. * ورحل عبد المجيد عبد الرازق الرياضي الخلوق والكاتب الصحفي المطبوع ورجل المجتمع دون منازع وصاحب التحليلات التي لا تعرف الطشاش ... المطلوب من الدولة وأهل الرياضة أن يوفوا أسرته استحقاقاته كدين على الرقاب . * يجئ في كل مرة الخريف وكمان اللوارى بأنواعها بتقيف ... وينكشف المستور والله ليكم يابيوت الطين والجالوص والزبالة والأسمنت الفاسد . * مالو حلاوة العيد بقت غالية كده . إلي أن نلتقي... يبقي الود بيننا