قال الفنان الكبير كمال ترباس من خلال سهرة كاملة بفضائية كسلا أسمح للمقلدين وصغار الفنانين بترديد أغنياتي حتى لا يلجأوا لترديد الغناء الهابط. وكونه يسمح لهم بترديد أغنياته، فهذا فهم عالٍ جداً من فنان كبير لأن تواصل الأجيال هو الذي يحفظ الغناء عبر الأجيال. ولو احتكر كل فنان أغنياته أو جاءت أسرته بعد رحيله ومنعت الفنانين من ترديد تلك الأغنيات، لمات الغناء مع صاحبه.. نحن مع ترديد الأغنيات، ولكن أن يحفظ الجيل الجديد حقوق الفنانين، خاصة المرضى والمتوفين، ويدفعوا لهم مقابل مادي ويتواصلوا معهم في كل الظروف.. هذا جانب. والجانب الآخر الذي أنا بصدد الحديث عنه، مسألة الغناء الهابط وهذه المفردة المتداولة وسط الأجهزة والمنتديات والنقاد، وسمعنا بأن الخرطوم تحارب الغناء الهابط ولا ندري ما هي الجهة التي سميت نفسها (الخرطوم) ورئيسها أصبح في مقام الوالي المنتخب.. الغناء في السودان مرَّ بعدد من المراحل بدأت بالطنبارة في العشرينيات ثم الحقيبة في الثلاثينيات، والغناء الحديث الذي بدأ بعبدالحميد يوسف والكاشف وعثمان حسين في منتصف الأربعينيات، وجاءت أجيال مختلفة سارت على النهج الحديث كلٌ بإمكانياته وطريقته. وغناء البنات هذا ظهر منذ الاربعينيات والخمسينات وفي كل مرحلة يساير تطورات الحياة وحداثتها بالطلبات المشروعة في الغناء..الغناء المعني يعبِّر عن ثقافة جيل، لكن لا يعقل أن يردد الرجال تلك الأغنيات؟ وما يُقال من بعض الفنانين والفنانات هو ليس بغناء إنما كلام يكمل الفكرة واللحن. لكن له مستمعين ومعجبين لا يمكن أن نرغمهم على الاستماع لكابلي وعثمان حسين، والإعجاب بوردي.