[email protected] تعجز الكلمات والمفردات الدالة على الصدق والامتنان في أحايين كثيرة عن التعبير والإفادة عن أشخاص وطنوا أنفسهم وصاروا مشروعا إنسانياً نبيلاً وفي سبيل هذا المشروع الإنساني النبيل والذي تقتصر أمامه الهامات وترتفع رايات التغيير المحتشدة بصدق العمل قولا وفعلا وممارسة بل تصبح تلك المشاريع الإنسانية والوطنية رسائل حاضرة في وجدان وأذهان الجميع أحباباً وأعداءً. ولعل مخاطبة مشاعر الناس وترجمتها على أفق يتصدر الاهتمام تبقى بذرة فأل طيبة وشجرة يتفيأ ظلالها الكل بذلك الظل قضيةً وشعاراً وسمواً لا يعرف غايتها إلا من أدرك المعنى.. ووطن نفسه عليه. محجوب محمد شريف ذاك الإنسان الرائع والشاعر الرائع أيضاً.. والمعلم الإنسان أيضاً والذي نذر نفسه لخدمة قضايا شعبه وهي متعددة الأوجه وقد سلك في سبيل ذلك دروبا صعبة المنال والارتياد.. يخاطب الناس بمفردات بسيطة لا تخرج عن المعنى المتداول ولكن بترتيب دقيق وذوقٍ وحس فني رائع.. أسس جموع تلك المدرسة أشعاراً والتزم بها مسؤوليةً فالبيت يفتح على الشارع، والشارع فاتح على القلب، والقلب مساكن شعبية تسكنه قبائل شتى، ومشاعر شتى، وأفكار وطنية شتى مزدحمة بالآمال أيضاً ومنذ بواكير شبابه عشق الحرية فهي رايته التي يناضل من أجلها.. عشق الوطن، فصار هماً يحمله ويدفع به إلى الأمام، يحرض الجميع على عشق تلك الحسناء الفاتنة، السودان الوطن الواسع.. حا نبنيهو والبنحلم بيهو يوماتي.. احلم تحلم تحلمين.. وعيون الشوق والعشق الأبدي لا تعرف التراجع.. ترقب لمة الأطفال وسط الدارة.. تبتب تبتبا وهم يشاهدون البندقية بدلاً عن الحدائق الغناء.. الأطفال والعساكر.. المدرسة والحوش الكبير.. التلاجه والكهرباء.. الصحة والعافية.. التسامح النبيل وهي حدود بلا حددو ترفل عنده مشروعاً إنسانياً كبيراً.. النفاج.. الهكر.. رد الجميل.. التواصل الاجتماعي.. ستات الشاي والزلابية.. أم الأيتام.. عمال المنطقة الصناعية.. التربالة والمزارعية.. الجوعى العرايا والعطشى.. هم كبير نحمله وحلم جميل تحققه مع الجميع.. عندما تتغنى ميري وعشة وتصبح يا والدة يا مريم يا عامرة حنية رمزاً للانتقال إلى مراحل متعددة وعندما تتصادم تلك الآمال والأحلام المشروعة بعكس ما يرى ويهوى وتهاجر العصافير أوكارها يناديها.. بلاء وانجلى.. بلاء وانجلى وتسري تلك الأنشودة الخالدة وسط الجميع رغم المعاناة وشظف العيش وأنت الذي سكن في فؤادك الملايين من أبناء هذا الشعب الطيب.. الشعب حبيبي وشرياني أداني بطاقة شخصية. وتستمر المناداة بالثورة يومياتي يا زول يا رائع يا جميل، إن عشقك لهذا الشعب والذي توجك شاعراً له لم يأتِ ذلك من فراغ أو مجاملة، أحبك الأعداء قبل الأصدقاء، مشروعاً يمشي بينهم سراً، وكيف لا وأنت الذي وهبت هذا الشعب حبك.. يا شعباً تسامي يا ذاك الهمام، تدي النخلة طولا والغابات فصولا والبدر التمام، أية عظمة أكبر من ذلك، وكيف عبّرت عن هذا المكنون الإنساني الرائع؟، وكيف جاورت النخلة الغابة؟، وكيف امتدت فصول بدر التمام؟، تارةً تبكي، وتارةً تضحك، وتارةً تحرض الجميع على الفرح وإكمال المشوار دون استئذان لأنك فيهم، وقطار الأمل يصادم كل العقبات من شالا إلى كوبر إلى بورتسودان في أرض الله الواسعة.. ودانا لشالا عزة نفسنا ما شالا.. مشتاق ليك كتير والله للجيران وللحلة، وكمان قطر النضال ولى، وغالي علي إدلى. تلك هي محطاتك وعناوينها.. محطة محطة بتذكر، عيونك نحن في المنفى، وذلك هو مشروعك الذي ما زلت تنادي به عشقاً ومحبةً للجميع.. أيها الفنان المتفرد، يزداد عشقنا لك يوماً بعد يوم، وارتباطنا بك مثلما تحمل الشمس البشرى للوردية القادمة والواقفين على محطة السكة حديد عمال وأفندية.. ومثلما يحلم الجميع بالحصاد والدرت والخير الوفير، نحن نحلم معك باستمرار ذلك المشروع الإنساني النبيل... أهدافاً ومعاني... وحياة كريمةً للجميع، حيث نتساوى في اللقمة والخبز والتعليم والتنمية والصحة والعافية وأطفالنا يحلمون ويلعبون في تسامح... وتوادد بكل مكونات الشعب السوداني والذي تحلم به أن يكون جميلاً جمال التزامك وعشقك لهذا البلد النبيل... لك الرحمة و المغفرة يا زول يا رائع يا نبيل... وحنبني بلدنا يوماتي ذلك الوطن الجميل بكل معاني الحب والصدق النبيل. وإلى أن نلتقي.. يبقى الود بيننا