[email protected] الأنانية هي الفردية الشرسة وحُب التمّلك والغيرة الجنونية التي تدفعُ الإنسان إلى إرادة السيطرة على أملاك الغير بدون وجه حق، فأنواع الأنانية كثيرة منها لا حصر ، حُب الاتكالية والاعتماد على الغير وإراحة النفس والصُعود على أكتاف وظهور الآخرين بضمير ٍ ميت وبدون مُبالاة، والنفس الانانية أيضاً هي رغبة ٌ ذاتية للاستحواذ على حاجات الغير وتريده فقط لنفسها وتحرّمه على غيرها مثلا ً، ويندرج تحت طائلة الأنانية أيضاً الغرور والتكبّر فالشخص الأناني يرى كل من حولهُ خدم ٌ وعبيد ٌ عنده وحُبه لذاته لا يفوقهُ حُب أي شيء. قال الإمام علي ( رضي الله عنه) عجبتُ للمُتكبر الذي كان بالأمس نطفة ً ويكونُ غداً جيفة ، والأنانية أيضاً هي إتباع ُ الأهواء الشيطانية بضر الآخرين والانتفاع الشخصي، والأنانية هي حُب النفس لدرجةٍ جُنونية التي تصطحبها الشهوات واللذات والخيلاء وقلة الإيمان وعدم الشعور بالآخرين. ماذا عن الانانية في السودان ، سلوك متفشي بشئ من الازدياد عما كان في الماضي ، أصبحت النفوس مريضة جداً لدرجة الجنون ، الانانية في قيادة السيارات تجد السائق لو أنه يطوي الطريق بعد أن يمر عليه ، اشارات المرور تعلن العد التنازلي للتوقف ، لكن السائق يصر على المرور ليربك الحركة ويغلق الطريق ، وفي اذنه تلفون كبير يتحدث ويتبرم ذات اليمين وذات الشمال وكأنه لم يغترف ذنباً يحاسب عليه . الصفوف هي وسيلة قديمة لتنظيم حركة الناس في أي عمل جماعي ، لكن السودان السلوك فيه مختلف والانانية فيه زائدة ، تجد الاناني يجتاز الصفوف ويقدم معاملته بكل أنانية ويتطلع الى من حوله وكأن شئ لم يحدث ، لا نفس تعصم ولا خجل يخجل ولا كرامة تتملك صاحبها ، إنها النفس الأنانية في السودان. والأنانية أيضاً هي تمّتع وترّفه النفس على حِساب الآخرين وعدم حُب الخير لأحد، ويندرج من الأنانية أيضاً الكره ، فمثلا ً الإنسان الفاشل والاناني في الدراسة وفي العمل في نفس الوقت مفطور على هذه الصفة وعندما يرى غيره متفوقٌ يصاب بالغيرة الجنونية، التي تدفعه للحسد والكره والحقد . قال الإمام علي ( رضي الله عنه ) رأس العيوب الحقد لأنه لا يريد أن يرى أحداً أفضل منه ، ومثلا ً عندما تغار المرأة على زوجها غيرة جنونية لا تريده يتعامل حتى من أهله و سوف تتحوّل إلى أنانية وحبٍ للتملك . سوف نواصل في الحلقة القادمة .