تحدثنا في الحلقة السابقة عن الانانية في السودان وتوقفنا في انانية المرأة السودانية والتعامل مع زوجها وأهل زوجها ، فإنها أي المرأة السودانية تحب زوجها وتريد ان تتملكه هو لوحده ولا تريد لاهله ان يقتربوا منه وهذا طبعاً ليس بالشيوع ، هناك نساء صالحات لهن بركة يعاملن أهل ازواجهن بكل لطف . والأنانية هي داءٌ مدّمر لصاحبه فالأناني لا يُحبُ أحداً مشاركتهُ أي شيء بل يُحبُ أن يرى غيره يشقى وهو يرتاح ويُحب مصلحته ُ في بعض الأحيان أكثر من أبنائه ، ومصلحتهُ فوق كل مصلحة، والأنانية مشتقة من ( الأنا) والغرور وغالباً يكون الأناني شخصٌ غيرُ مريح وغيرُ مرغوب ٍ فيه في أي مكان وخاصة ً في الأوساط الاجتماعية والعائلية فمثلا ً لنضرب مثال الأب الأناني عندما يرّفه نفسه ويُمتعها على حِساب عائلته ويتناول ويتلذذ بأفضل الأطعمة ويترك لعائلته بقايا طعامه باعتباره هو السيّد والآمر في المنزل ، ومنزلتهُ في نظره الأعلى ومنزلة الآخرين هي السفلى، والشخص الذي يكثر الأسفار ويمتع نفسه بالأجواء الهادئة و بالنقاهة ويترك عائلته بدون ذلك فهذه هي الأنانية بعينها. سوف نتحدّث عن أسباب الأنانية بشكل ٍ موجز وبرؤوس أقلام فالأسباب التي تدفعُ الإنسان للأنانية كثيرة منها ، التربية الخاطئة من الأبوين للأبناء في الصغر وعدم توعيتهم على اجتناب الأحقاد والاستيلاء الفردي وغيرها.. ولكن في بعض الأحيان يكون الوالدين هم مُصابون بالأنانية فهذه علة ٌ أكبر، الحرمان أيضاً سببٌ مهم ، أيضاً كثرة العقاب على أتفهُ الأمور والسفاسِف هي ليست بالتربية السليمة لأنها قد تحوّل ذلك الناشيء لشخص أناني في كبره يتلذذ بعقاب الآخرين كما عُوقب في صِغره، أيضاً من الأسباب تحقير وكسر الشخصية والتقليل من الشأن. في نظري الأناني شخصٌ مريض يحتاج للعلاج ويريد من يقف معه للقضاء على الأنانية في ذاته فالمجتمع والأسرة لهم دورٌ كبيرٌ في ذلك لأن المولود في الواقع يتأثر بالعوامل المحيطة به فيجب تعليمه وتعويده من صغره على عدم الأنانية وأن يحُب لغيره ما يحبه لنفسه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( حب لأخيك كما تحب لنفسك )، ويجب علينا أن نصّفي أنفسنا من صفة الأنانية هذه الصفة المكروهة ونبتعد عن الرغبات النفسية لأنها منشأ الاختلافات وهي من أهواء النفس الشيطانية، والتعوّيد على حب التعاون والأعمال الجماعية والاختلاط والتقارب ، هذه أيضاً عوامل لها دور مهم ، والأنانية هي نتيجة تربية أسرية خاطئة فيجب على الأسرة مراجعة قراراتها للتخلص من هذه الآفة والسلوك الخاطيء، ويجب أن نقطع نبتة الأنانية المزروعة في أنفسنا ونزرع فيها المحبة بين الناس .