شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    تسابيح خاطر    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالفيديو.. الفنان الدولي يدخل في وصلة رقص مثيرة مع الممثلة هديل تحت أنظار زوجها "كابوكي"    شاهد بالفيديو.. الفنانة مروة الدولية تعود لإثارة الجدل..تحضن زوجها وتدخل معه في وصلة رقص رومانسية وهي تغني: (حقي براي وملكي براي بقتل فيه وبضارب فيه)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    برئاسة الفريق أول الركن البرهان – مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعا طارئاً    إستحالة تأمين العمق الداخلي سواء في حالة روسيا او في حالة السودان بسبب اتساع المساحة    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف    اعلان دولة الامارات العربية المتحدة دولة عدوان    عادل الباز يكتب: المسيّرات… حرب السعودية ومصر!!    الأهلي كوستي يعلن دعمه الكامل لمريخ كوستي ممثل المدينة في التأهيلي    نائب رئيس نادي الهلال كوستي يفند الادعاءات الطيب حسن: نعمل بمؤسسية.. وقراراتنا جماعية    مجلس الإتحاد يناقش مشروع تجديد أرضية ملعب استاد حلفا    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    أموال طائلة تحفز إنتر ميلان لإقصاء برشلونة    قرار حاسم بشأن شكوى السودان ضد الإمارات    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار وخفايا: كشف المسكوت عنه من الأخطاء: 9
القذافي طالب بومدين بإدانة السادات والخلافات في القمة العربية انتهت إلى مسرح اللا معقول فوتت فرصة مبادلة خاطفي الطائرة الأريترية في الخرطوم بعبد العزيز خالد في أسمرا؟
نشر في الوطن يوم 30 - 08 - 2014


إضاءة
الزمن المتخثر يمضي ومازال الزيف حقيقة، عاماً خلف عام، والوطن يسقط في التجربة خيطاً من الدماء بين الجرح وحد لسكين يختبئ في صرر المهجرين والمشردين والنازحين والمذبوحين واللاعبين في السياسة بين النار والموت يأتمرون على الناس ضد الناس النازحين والمهاجرين.
من دبّّر من خطط وسحب الارض من تحت خطوات الناس في دارفور ؟ والدفاتر عتيقة لا من الناس من سأل ماذا فعلوا؟ والحرب تحمل الموت تزور القرى والقرية خلف القرية تقتل أسماءها وتنام، واللعبة تكبر تصبح بحجم الكبار من القوات المتعددة الجنسية ... ثم ... ثم... حاول أكامبو تنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة ذلك المصطلح الذي رسمته اسرائيل لسياستها الخارجية في بعض الدول التي لم تنجح معها سياسة التهديد والوعيد في الهجوم العسكري والمحاصرة التي تقوم بتنفيذها نيابة عنها أمريكا وكانت تلك أوهام مدعي لاهاي بالاعتماد على الفوضى التي كانت ستزيح البشير ومن خلالها تظهر شخصيات جديدة لنج !!
ذكرنا في الحلقة السابقة أن الحكومة كانت في عنق الزجاجة الأمريكية وكانت رحلتها لإبعاد الزلزال عن المنطقة وسعيها لتطبيع العلاقات مع أمريكا بعد أن ساعدت واشنطن بحماس طفولي في محاربة الإرهاب، وتسليم كارلوس لفرنسا بدون مقابل وكل تحركاتها خصماً على مشروعها الحضاري وثوابتها التي دأبت على التمسك بها، فكانت أن جاء الظرف مغايراً لما تريد فبدلاً من التنسيق مع الدولة العربية للخروج من عنق الزجاجة هرولت نحو إيران على حساب علاقاتها العربية، مما أغضب العرب وأمريكا - على حد السواء- فجاءت عملية حصار غزة بعد مغامرة «حزب الله» الفاشلة مع إسرائيل في غزة، فكان المفروض من الإنقاذ أن تتكتم مشاعرها نحو حماس مؤقتاً ولا سيما وهي ترى أن بعض الدول الكبرى التي كانت لا تعاني مشاكل خطيرة أو حصار ومقاطعة أمريكية مثل السعودية، تسعى بدبلوماسية هادئة لإبعاد الزلزال عن المنطقة فكانت رحلة الأمير عبد الله إلى فرنسا ثم الولايات المتحدة والمغرب ومصر وسوريا والأردن للتنسيق والخروج من عنق الزجاجة، سواء في عملية السلام للشرق الأوسط أو موضوع غزة، ولا سيما وأن هناك رغبة أمريكية آنذاك ملحة لرج الزجاجة العربية بقوة مما يهدد بالفوران..!!
ويبدو أن سيئة الذكر كوندليزا رايس سمعت بالمثل العربي «إن كنت رايح كتر قبائح»، ربما سمعت هذا المثل الشعبي العربي من أحد أزلامها العرب فأرادت أن تطبقه المثل وليس الرجل..!!
هنا عقدت مع نظيراتها الإسرائيلية "تسيبي ليفني" اتفاقاً قضى بضمان عدم تسرب الأسلحة للمقاومين في قطاع غزة، وتجاهلت الوزيرتين مصر في هذا الإتفاق وأحلت رايس نفسها محل حكومة مصر في هذا الإتفاق، بينما تحمس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لوجود قوات دولية في قطاع غزة..!!
في هذه الأجواء المشحونة بالزلازل والفوران ورج الزجاجة العربية رجاً بواسطة اليانكي الأمريكي، ما الذي كانت تفيده حماس من الحكومة غير التشجيع اللفظي، وما الذي يضير الحكومة الإنقاذية أن تنسى علاقاتها مع قادة حماس مؤقتاً وتكتم تشجيعها الدافق لأهل غزة، ولا سيما انه لا مال عندها تهديدها ولا خيل ولا ركاب، اما كان الأجدر أن تحسن النطق إن لم تحسن الحال؟
كما قال الشاعر .. وفي أسوأ الظروف فتترك الشعب يعبر عن مشاعره، اما هي تلزم الصمت على الأقل حتى تمر العاصفة، ولكنها لم تفعل كما فعلت بقية الدول، ولكنها للأسف أيضاً أخذت تجاري «أحمدي نجاد» في تهديد وتحدي أمريكا في الوقت الذي أن إيران لا تخشى أمريكا مثلها لأن إيران دولة قوية تسليحياً ولا تواجه معارضة من الأحزاب تخوض والحروب مثلها، فخسرت التطبيع وأستحقت الإدانة بالإرهاب..!!
صحيح لقد خرست الحكومات العربية والعالم أمام القرصنة الصهيونية التي لا مبرر ، ولم تنتصر لطلب ليبيا الذي قدمته أمام مجلس الأمن الدولي لإدانة تلك القرصنة الصهيونية، في حين يتحمس الجميع لإستصدار قرار من مجلس الأمن لمحاربة قراصنة الصومال الأفراد؟
ولم تستفد من حماس من تأييدها ولو معنوياً ، كما استفادت حماس من شحنة الأغذية التي أرسلتها حكومة طيب رجب أردوغان بالسفينة مرمرة رغم رفض اسرائيل استقبالها وضربتها وقتل الجنود الأتراك لأن تحرك تركيا مهما كان مستفزاً للغرب وأمريكا واسرائيل ، إلا أن أياً من هؤلاء لا يمكن أن يستغنى عن تركيا كحليف قوي ، ولا يستطيع أن يخسرها بخلاف حكومتنا التي لا تقدر الأمور، هلا وقفت مع الدول العربية؟
أو لزمت الصمت بالحياد وعن التعبير عن مشاعرها.. لتجنبت ضربتين إسرائيليتين في الشرق منها العربة السوناتا بسبب اتهامها بتسليح حماس، لأنها وضعت نفسها في مواضع الريب وأعطت ذريعة ومسوغ لإسرائيل في إتهامها بالباطل لمجاهرتها بدعم حماس لم تتحرك حكومة دولة عربية واحدة لإنقاذ سكان غزة المحاصرين سوى ليبيا، وعلى العكس سعت الحكومات بالتواطؤ بتشديد الحصار لدرجة منع نشطاء مصريين من توصيل إغاثة لغزة بالقوة وإجهاض طلبات برلمانية شعبية في الأُردن لتسيير سفينة إغاثة ورفعت دول خليجية يدها تماماً عن سفن شعبية لكسر الحصار وعدم توفير الدعم أو الأمن لها وتركها وحيدة تواجه سفن القرصنة الصهيونية وأنتهجت نفس النهج الصهيوني الأمريكي في التعامل مع غزة وهو عقاب أهلها وتجويعهم، لأنهم اختاروا حكم حماس بحجة التعامل مع حكومة رام الله الشرعية التي يرضي عنها الإحتلال وعدم التعامل مع حكومة غزة غير الشرعية وسمعنا أخباراً مضحكة عن ضبط «81» خروفاً كانت تعد للتهريب لداخل غزة عبر انفاق رفع الحصار كأنها جريمة أن يضحي أبناء غزة مثل غيرهم قد يقول قائل هؤلاء الحكومات قد تواطأت وكانت تقدر على كسر الحصار، فهل تحذو حكومتنا حذوها.. الجواب كلا كان المفروض طالما هي ليس عندها انفاق تفتح لوصول الإغاثة لأهل غزة ولا سفن ترسلها إلى هناك أن تلزم الصمت وتنسق مع الدول العربية لعقد قمة لبحث المسألة، فهل كانت الدولة الصهيونية تستطيع مثلا أن تمنع سفناً عربية تسيرها إذا قررتها اجتماعات القمة بواسطة رؤساء حكومات عربية مثل مصر والأردن والمغرب والكويت وقطر؟
فإذا كانت مصر قادرة على فتح معبر رفح ستة أيام متواصلة لإستقبال حجاج غزة الذين لم يأتوا فلماذا لا يستمر فتح المعبر بصورة دائمة والسماح بمرور مواد إغاثة لغزة كما حدث في وقت سابق بصورة منظمة تشرف عليها الحكومة المصرية أو بغطاء من الجامعة العربية؟
لقد سعى هؤلاء الخاضعين للإحتلال الصهيوني مباشرة من عرب 84 لتسيير سفينة من ميناء يافا لكسر حصار غزة، وتحدوا الإحتلال بكسر الحصار سواء براً أو بحراً ، وحتى جواً بإستئجار طائرة لتوصيل المعونات لغزة وعلى عكس الدول العربية التي لها حدود بحرية وبرية مع غزة ولها علاقات مع الحكومة الإسرائيلية، فهي لا تتحرك بل تحارب القوى الشعبية التي تسعى لكسر الحصار.
فكان الأولى بالحكومة أن تدعو إلى مؤتمر قمة لمناقشة الأمر مع الرؤساء العرب مهما تمخضت القمة وفتح الباب على مصراعيه أمام المواطن، أن يرقي ويعبر ويواصل مسيرة الحياة دون مناخ يعتمد بالدرجة الأولى على ركيزة الوحدة وتعلم فنون الحياة السياسية التي تتطلب مرونة ودبلوماسية ومعرفة أن يلبس المرء لكل حالة لبوسها.
وليس من حق أحد أن يحاول في حق سكان غزة وحركة حماس من العطف ضد الحصار الجائر والشعوب تتضامن ولا معنى أن تكون ملكياً أكثر من الملك وأنت ضعيف لا تملك قرارك ضد أمريكا وحليفتها وفي نفس الوقت تسعى لتطبيع العلاقات معه (ودي تجي) إلا كساعٍ للهيجاء بغير سلاح فلنلتفت أولاً إلى الداخل وعلى الرغم من ثقل تحديات الفقر والجهل والخلافات بين مختلف أبناء الشعب الواحد المتعدد العرقيات في ظل عدم وجود مقومات أساسية لخلق مناخ التنمية، فلا أقل أن ترسخ الحكومة مفهوم الوحدة الوطنية والأمن كأولوية أولى فلا يمكن للدولة أو الوطن أن يتطور ويرقي ويواصل مسيرته في الحياة دون مناخ يعتمد بالدرجة الأولى على ركيزة إنهاء المفاوضات الجارية لإنهاء الحرب، وجميع المعوقات التي تحد من إنطلاق الدولة بفتح باب الإستثمار على مصراعيه وإلغاء القيود المعروضة على المستثمرين.
فهذا ما تحتاج إليه الحكومة، وهي تواجه تحديات كثيرة تكاد تعصف بها كما تعاني من ضعف السياسة الخارجية والإقتصادية لأنها تفتقر إلى القدرة على الحوار وفن التفاوض من واقع الندية، خاصة مع قطاع الشمال الذي يتزعمه ياسر عرمان الذي يعشق أن يدخل الدولة إلى غابات التفاوض الشائكة لإرباك إستراتيجية الدولة بإقتراحه نقاط خارج إطار القضية التي يتم التفاوض حولها والحكومة تعلم تلك الخصلة في أجندته لأنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة فإنه لا يحبذ مناقشة قضية المنطقتين «النيل الأزرق وكردفان» بقدر ما يروم تفجير الموقف وإحراج السلطة بشروطه التعجيزية، فإذا ما اقترح مثلاً مناقشة كل قضايا السودان المفروض أن يكون مفاوض الحكومة أكثر فطنة من عرمان فيظهر له موافقته على كل شروطهم، فإذا اطمأن عرمان إنه أوقع مفاوض الحكومة في الفخ تفاجئه الحكومة داخل غرفة المفاوضات بأن تقول لعرمان قبل أن تنافس ضحايا سد كجبار مثلاً
نبدأ بضحايا هجوم أبو كرشولا وضحايا هجوم عبدالعزيز الحلو ومالك عقار من الأبرياء الذين قتلهم قطاع الشمال؟ فلتلقمه حجراً وعندها لن يستطيع عرمان أن يطرح قضايا السودان عامة !!
فيضطر أن يقتصر على مناقشة قضايا المنطقتين لأن التهم ضد قطاع الشمال كثيرة ومعروفة ولا سبيل لانكارها والتهرب منها بهذه السياسة تكسب الحكومة التفاوض بمعرفتها أجندة الخصم.
ومثال لحسن التفاوض أو الرد على المشاكل المماثلة أذكر الرئيس الجزائري هواري بومدين عندما إشتكى له القذافي الرئيس السادات وذكر انه لن يحضر مؤتمر القمة العربية التي كانت منعقدة في الجزائر ما لم يدين سلوك السادات الذي يهاجم القذافي من خلال مجلة اكتوبر، وكان القذافي قد اتصل به هاتفياً فقال له بومدين أنا سأدين السادات ولكن قبل أن أدين السادات أدينك انت لأنك تسلح ثوار البلساريو ضد أخيك ملك المغرب فالقمة حجراً وصمت القذافي ولم ينطق بكلمة واحدة.
وأما الآن فكل الخلافات في القمة العربية فاشلة انتهت إلى مسرح اللا معقول وخرجت نفس الأصوات الزاعقة التي يحلو لها اللعب والصيد في الماء العكر والتي تخاطب رأياً عاماً غاضباً لكي تقول لنا ليس قمة بل قاعاً ولن ترضى حالة مزاجية تدور في أذهانها ولكن نقل للجميع.. أوقفوا لغتكم البالية!! وأهالي غزة لا يحتاجون إلى قصاصية ورق من القمة فالبيانات لا تطعم الجوعى ولا تعيد شرف المغتصبين لفشلهم في مواكبة التغيير للإستجابة للمطالب الوطنية ومواكبة وحدة الصف العربي.
والآن ثمة إحساس بأن أسوأ ما في الأمر قد مضى بعد نوبة الإصلاحات الداخلية التي شهدتها الحكومة والإنشقاقات لعجزها عن فهم الواقع والتعامل معه بمرونة كبيرة واستقراء قرائن الأحوال السياسية، فقد كانت العواصم الأفريقية في الماضي أغلبها في حالة عداء مع الحكومة والمعارضة تتركز في أسمرا عاصمة اريتريا وكان النشاط يدُبُّ داخل فصيل التحالف المعارض بقيادة العميد م. عبد العزيز خالد في أسمرا فصعد نجمه فجأة في مواجهة معارك وخسائرها ضد السلطة المركزية ختمها بتفجير أنبوب النفط وكان في نظر السلطة في أسمرا رجل التغيير المرتقب ، وكذلك في نظر أحزاب المعارضة الشمالية بما فيها حركتي التمرد الجنوبية والشمالية فتغيرت اساليب المعركة من «سلم تسلم» إلى الحوار بعد نيفاشا وتغيرت تبعاً لذلك سياسة أسمرا .. اما واشنطن فلم تعد تراهن على زعيم التحالف عبد العزيز خالد بل في تحالف جديد في الغرب يقوده «شريف حرير» الذي زار اسرائيل بغرض الدعم العسكري لمعركة في دارفور فتنكرت أسمرا لصديقها اللدود وكان خطأه إنه أثنى على الرئيس البشير في إحدى حواراته الصحفية مثل ما عمل القطب الإتحادي سيد احمد الحسين ولكنه معارض من الداخل فهو يملك قراره بخلاف عبد العزيز الذي هو مشلول الإرادة مقيد الحركة، وهذا خطأ العسكري لأنه لا يملك ترموميتر دقيق يزن به إنعطافات السياسة السودانية المتقلبة، فأصبحت أعصابه متوترة وهو يتنفس أجواء نيفاشا حين تخلى عن خياره العودة إلى الداخل فوقع في الفخ؟! فأعتقلته اريتريا بتهمة التخابر لدولة أجنبية وهي تهمة خطيرة فتعرض للإهانة فأمتزجت في رأسه الذكريات الأليمة بالعذبة وأحس برغبة بالتعريج على رفاق الأمس في التجمع ولكنهم صدوه وشمتوا كلهم وليس من المهمة يشمت الورى في طريد مثله فإزدادت شجونه وغشيته موجة من الحُزن والهم، وكانت الحكومة قد إتخذت إجراءات جنائية ضده بتهمة قيامه بتفجير أنبوب النفط بمنطقة عطبرة في 91/9/9991م وأصدرت تبعاً لذلك طلب توقيف بحقه أودعته في 3/01/9991م بالرغم من 6932 لدى جهات دولية وإقليمية. وما كادت تنقضي سنة واحدة حتى أصدر الرئيس البشير عفواً غير مشروط أو محدود بأي قيد زمني، وقد شمل فيمن شمل السيد خالد عضو هيئة قيادة تجمع المعارضة وإن لم يشمله بالإسم بموجب القرار رقم 181 بتاريخ 3/6/0002م وذلك في ملابسات الميل نحو «الحل السياسي الشامل » للنزاع، والذي بدأ يترجح بوضوح وبخاصة لدى تجمع المعارضة لغة وسلوكاً سياسياً ، كما يقول الأستاذ كما الجزولي رغم أن عبارته تلك لا تثبت على ساق عند التمحيص لأن نائب الأمين العام للتجمع عبدالعزيز خالد لو عاد بعد صدور العفو الرئاسي قبل محنته لاستفاد.
وذكر الأستاذ كمال الجزولي أن الحكومة دلته على انها قد أصدرت العفو العام وجددت جواز سفر الضابط بالمعاش عبد العزيز خالد لماذا؟
لكي يعود إلى وطنه ويتمتع بهذا العفو العام الذي صدر بحقه في جناية هي ملك الشعب أولا ً ، وهو الذي كان ينبغي أن يصدر العفو عنه بعد المحاكمة في الخرطوم وبعد أن تزغرد «صالحة» في باحة المحكمة!!
فيشمله العفو الرئاسي إلا أننا نعيش سيناريو فيلم جديد بعنوان الإبتزاز وإستمرار لغة التهديد المزدوجة التي صار يلعبها عبدالعزيز خالد، فبدلاً عن أن يشكر الحكومة التي أنعمت عليه بهذا العفو وجددت جوازه كفر بهذه النعمة، وبدلاً أن يعود بعد أن أُهينت كرامته بالخارج واتهامه بالخيانة العظمى بدون دليل وسجن بعد أن أذلته حكومة أفورقي مضى يستعطف رئيس أريتريا في ذلةٍ وضعف فما كان من أفورقي إلاّ أن صفعه صفعة أُخرى أشد من الأولى، وعندما لم يتدخل صديقه المحامي كمال الجزولي والمطالبة بإطلاق سراحه ولم يفتح الله عليه وعلى التجمع بكلمة فصدق عليهم قول عنترة:
رأيت بني عمرو غير شاكري
نعمتي والكفر مخبثة لنفس المنعم هل كان ذنب البشير أن إحتاط وهو يرى التجمع يعود إلى الداخل وهو يمد يده بغصن «الحل السياسي» ويخفي في ثيابه خنجراً لإسقاط النظام بعد أن سمع نائب الأمين العام في مجمع القناطر الخيرية بالقاهرة يطالب الميرغني وعلى مسمع من أحزاب الشتات والصادق المهدي بإسقاط النظام بالقوة!!
فبطلت حجة كمال الجزولي في التلويح بكرت الحل السياسي الشامل الذي بدأ يترجح بوضوح لدى تجمع المعارضة، كما قال لغةً وسلوكاً وسياسة، اما لغة ربما اما سلوكاً سياسياً ، فقد حيل بين الناس وبينه حين رأوا أن الميرغني رئيس التجمع العجيب يسرع في ذات الوقت ويدخل تحت عباءة متمردي دارفور بأسمرا بل هددوا بنقل المعركة للخرطوم فكانت تلك هزيمة كاملة لمقالة المحامي كمال الجزولي الذي استيقظ مؤخراً بعد أن كان في سبات عميق عندما اعتقل عبد العزيز خالد في أسمرا وأذله نظام أسمرا.
اما الحكومة فكانت في تلك الأجواء قد لاحت لها منذ فترة فرصة ثمينة بعد هبوط الطائرة الإريترية المخطوفة في الخرطوم، وطلب أسمرا تسليمها لو قايضت تسليم ركاب الطائرة بتسليم العميد معاش عبد العزيز خالد لكانت ضربت عصفورين بحجر تكسب صداقة أسمرا من جهة وتضمن أن الجبهة الثورية في أسمرا لن يصعدوا الوضع وتنفي عنها تهمة الارهاب التي دفعتها بها أسمرا فأحتاجت لسنوات ذوات العدد في كسب ود أريتريا وهي دولة يعيش 04% من سكانها تحت خط الفقر وسلطة أفورقي عليها ليست متفردة.
نواصل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.