أبدت أوساط سياسية وقانونية في جنوب السودان ترحيباً باتفاق شريكي الحكم، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وتجاوزهما لخلافاتهما، خاصة في قضية الاستفتاء. وقالت شخصيات استطلعتها الشروق، إن هذا التوافق سينعكس إيجاباً على حالة الأمن والاستقرار بالإقليم. ودعت بعض من الأحزاب السياسية الناشطة بمقاطعة الرنك في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان إلى ضرورة العمل سوياً لبذل مزيد من الإسهامات في سبيل استقرار أجواء الاستفتاء بكل مناطق الجنوب. وأشار بعض من الناشطين السياسين إلى أن الأحزاب الجنوبية أحزاب ناضجة، معتبرين أن وحدة السودان مربوطة بها، إذا أُشركت بصورة صحيحة، على حد تعبيرهم. وقال أمين الحركة الشعبية بمقاطعة الرنك لوال دينق إن من واجبنا كحركة شعبية، وبالتضامن مع المؤتمر الوطني كشريك في اتفاق السلام، توعية مواطن الجنوب بأهمية الاستفتاء والتعامل مع هذا الاستحقاق بالصورة المطلوبة ودون ضغوط. ترسيم الحدود وكان شريكا اتفاق السلام بالسودان جددا التزامهما بألا تكون قضية ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب محل خلاف بينهما، وأكدا إمكانية استكمال عملية ترسيم الحدود قبيل إجراء الاستفتاء. وأشار الشريكان إلى التوجيهات التى صدرت من مؤسسة الرئاسة للجنة الفنية المعنية بعملية ترسيم الحدود بالشروع فى مباشرة مهامها والفراغ من استحقاقات العملية فى أسرع وقت ممكن. وقال باقان أموم: "اتفقنا على ألا تكون الحدود سبباً لصراع بين الشمال والجنوب وإنما مدخل للحوار، سيما وأن الاتفاق نص على اعتماد حدود الأول من يناير 1956م". ومن جهته قال القيادي بالمؤتمر الوطني صلاح عبد الله "قوش" إنه تم الاتفاق على مواصلة الحوار لإكمال تعيين مفوضية استفتاء منطقة أبيي. خيبة أمل ومن جهة أخرى وعلى خلفية التصريحات التي دعا فيها القيادي بالحركة الشعبية ووزير النفط لوال دينق إلى الوحدة بين الشمال والجنوب، وصف منبر شباب جنوب السودان للاستفتاء التصريحات بالمخيبة لآمال وطموحات شعب الجنوب. وطالب الأمين العام للمنبر ديفيد أمور مجور رئيس حكومة الجنوب بإقالة الوزير من منصبه، وأضاف أن المنبر جزء من منظمات المجتمع المدني الداعمة لانفصال الجنوب ويسعى لإطلاق حملات واسعة بأهمية الاستفتاء. وفي المقابل انتقد أمين تحالف أحزاب الجنوب ماريو أويت في حديث لقناة الشروق، مهاجمة وزير النفط كونه دعا للوحدة، وقال: "أخشى أن يمر جنوب السودان، حال اختار الانفصال، بذات المأزق الذي وقع فيه السودان في فجر استقلاله".