قلل سياسيون أكاديميون من احتمال أن يحمل العام الجديد 2010 سياسات أميركية جديدة تجاه السودان، مؤكدين رغبة واشنطن في تأجيل الانتخابات السودانية، وحذروا خلال منتدى "استراتيجية أميركا الجديدة في السودان"، من "تصدعات الجدار الداخلي" للبلاد. وأكد المحلل السياسي البروفيسور حسن مكي أن "خزانات" الفكر الأميركي ترى ضرورة تأجيل انتخابات أبريل 2010 ستة أشهر أخرى لتجرى في نوفمبر المقبل، لأن الأميركيين يعتقدون أن الانتخابات الآن مجرد "تحصيل حاصل"، حيث ستسفر عن فوز المؤتمر الوطني في الشمال والحركة الشعبية في جنوب السودان، ما يعني أن الانتخابات لن تغير في الشكل السياسي للسودان الراهن. وقال المشاركون في المنتدى إن السياسة الأميركية لا تتغير بتغير الإدارات، مؤكدين أن السياسة الأميركية المعلنة تختلف عن ما يدور خفاءً في مراكز اتخاذ القرار التي تعنى بمصالح أميركا وليس مصالح الدول الأخرى. استراتيجية ثابتة واستبعد الأكاديمي والمحلل السياسي حسن سيد سليمان، أن تقوم الإدارة الأميركية الحالية بتغيير استراتيجية الولاياتالمتحدة تجاه السودان والتي بدأت منذ عشرين عاماً وربما قبل ذلك. وأوضح أن تلك الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق أهداف واشنطن بالسودان، في إطار ما تسميه بالنظام العالمي الجديد، وأكد أن تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المتكررة والمتسمة بأسلوبي الترهيب والترغيب لا تبشر بتطبيع العلاقات مع الخرطوم. من جانبه، حذر أستاذ العلوم السياسية إبراهيم ميرغني، من أن الجدار الداخلي السوداني متصدع بدرجة كبيرة، قائلاً: "دائما الأمم تسقط إذا كان الجدار الداخلي به تصدعات، وكلما كان متماسكاً كلما قويت". وزاد: "ندق ناقوس الخطر... قضيتنا ليست الإنقاذ أو حزب أمة أو اتحادي هذا كله يهون، لكن قضيتنا النظر للمسألة في سياقها الطبيعي".