تترقب الحكومة السودانية وصول وفود من وسطاء مفاوضات السلام الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، بقيادة الوسيط جبريل باسولي ومن فريق العمل الأفريقى المعنى برئاسة الرئيس أمبيكى، للتشاور حول مستقبل السلام في إقليم دارفور غربي البلاد. وقدم مستشار الرئيس السوداني د. غازي صلاح الدين العتبانى مسؤول ملف دارفور شرحاً لاستراتيجية الحكومة لمعالجة مشكلة الإقليم خلال المرحلة الراهن خلال اجتماع جمعه الإثنين مع حكومة ولاية شمال دارفور في حاضرتها مدينة الفاشر. وأوضح العتباني أن الاستراتيجية تقوم على تحقيق الأمن كأولوية قصوى والتعجيل بالعودة الطوعية الآمنة والمستدامة للنازحين، بجانب إقامة المشاريع التنموية المستدامة لتأمين حياة المواطنين بدارفور. وأكد أنها تشدد على تطبيق العدالة من خلال الآليات الوطنية وإعادة هيكلة العمليات الإنسانية وتوجيهها للتقليل من الإغاثة والتحول إلى التنمية. منافسة ديمقراطية وقال العتباني إن من يزعمون تمثيل أهل دارفور لأنهم يحملون السلاح لا يستطيعون الدخول في منافسة ديمقراطية. وأردف قائلاً إن الحل الحقيقي لقضية دارفور لا بد أن يكون حلاً وطنياً لا يأتي من الخارج. وشدد على أهمية أن يصدر ذلك الحل من شعب وأرض دارفور لتعبر عن مصالحها وآمالها وتطلعاتها. ووصف مسؤول ملف دارفور حالات التشظي وسط حركات دارفور التي تجاوزت العشرين حركة بأنها معوقة في سبيل الوصول إلى الحل الناجع، مقارنة بالوضع عندما تم التوقيع على اتفاق أبوجا، حيث كانت هنالك ثلاث حركات. ورأى بأن تلك الحركات أصبحت تمثل مشكلة في سبيل الوصول إلى السلام، نظراً لأنهم يتاجرون بقضية دارفور دولياً فيما يظل مواطن دارفور مكتوياً بتلك القضية. وكشف بأن الحكومة قد أخطرت الوسطاء بأنه قد آن الأوان للتوصل إلى تسوية شاملة لقضية دارفور قبل نهاية العام الجاري. وأوضح أن الحكومة قد أبلغت الوساطة أيضاً بأنها لا تستطيع عقد اتفاقات منفصلة مع كل حركة على حدة، بل لا بد من عقد اتفاق شامل بدارفور ينضم إليه كل من يشاء، ومن يعزف عنه يتحمل مسؤوليته.