في عام 1968، صدح الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي بأغنية جديدة عذبة اللحن، بسيطة الكلمات، هي أغنبة (لو تصدِّق )، وهي من نظم الشاعر عبد العزيز جمال الدينن وكانت أوّلَ قصيدةٍ له يتغنَّى بها مُغنِّ، وكان الكابلي عصرئذٍ في أوْجِ ظهورهِ. التقى الملفُّ الثقافيُّ الشاعرَ جمال الدين، وكان الحوار التالي: *متى نظمتَ القصيده؟ كان ذلك في عام 1968، وكنتُ حينها طالباً في جامعة القاهرة فرع الخرظوم. *كيف وصلتْ قصيدتُك للكابلي؟ نشرت القصيدة في جريدة حائطية بالجامعة كان يُحرّرها بركات الحواتي، ونقلها زميلُنا مصطفى حسن للكابلي الذي كان يعمل معه في القضائية آنذاك. *كيف كان النشاطُ الأدبِيُّ في جامعة القاهرة في تلك الفترة؟ كان نشاطاً ثرَّاً، وكانت هناك العديدُ من الصحفِ الحائِطيّة الطُّلابية التي تنشُر عطاءَ الطُّلابِ الثقافي. *مَن كان معكَ من الشعراءِ في الجامعةِ؟ كان من الشعراءِ في تلك الفترة صلاح حاج سعيد، والتجاني سعيد، ويوسف خليل، وسعد الدين إبراهيم، وكمال إبراهيم خليل. وكلُّهُم أصبحوا من المرمُوقينَ في مُقبِلِ الأيَّام. *لِمَ لمْ تُردِف هذه القصيدة بأخرى لكابلي؟ شغلني العمل بالخطوط الجوية السودانية، ثم هاجرتُ والتحقتُ بالخطوط الإماراتية، وأمضيْتُ في الهجرة قرابةَ الثلاثين عاماً لم أُتابِع خلالها مسيرة الفن ببلادنا. *مَن كان في جيلِكم من الشعراء في جامعة الخرطوم؟ كان من الشعراء عصرئذٍ بجامعة الخرطوم محمد عبد الحي، وعلي عبد القيوم، ومحمد المكي إبراهيم، وأبو ذكرى، وكامل عبد الماجد، ومحمد سعيد دفع الله وغيرهم. *هل يُمكِن أن نسمع منك نصَّ القصيدة؟ لو تصدّقْ يا شباب عُمري المفتّق شلتَ كل الريد مشاعر حلوة نديانه وخصيبه وانتظرت يهل وعدك لي هَنَا وأفراح وطيبه لو بتعرِف كيف تهش اشواقنا تهتف لعيونك وكيف يغالي الشوق ويسأل ونحن من خلف المدى الفرقنا طول نرسم الليل في البعاد جنة لقاء ونبني تعريشة حنان طول بدأ ونعانقو في أعماقنا باقات من مرح تجعل صبانا الغالي زغرودة فرح حتى الكلام لو جيتنا ما بنحكيهو بي نفس الحروف كلماتنا تتفجّر غزل بين كل فاصله تعيش ظروف تغريك تشارك في الدرب وتفيض مشاعر صادقه من أنبل قلب