قال المتحدث باسم حزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله، إنّ التناقض في حديث البرهان أمس عن التفاوض يُعدّ إحدى السمات البارزة في خطابه، وهو مقدمة لتقلبات مواقفه منذ أن ظهر في المسرح السياسي كقائد للجيش، ثم رئيساً لمجلس السيادة. وأشار خلف الله، إلى أنّ أحد عناصر مسببات تناقض خطابه هو الزمان والمكان الذي يتحدث منه، مضيفًا أنّ الحرب العبثية عمّقت ذلك التناقض واستمراره، إذ "يريد الشيء ولا يريده في آنٍ واحد"، واصفًا موقفه بأنه "أشبه بمن يريد أن يأكل الكيكة ويحتفظ بها في الوقت نفسه". وعزا خلف الله حسب (الراكوبة) تلك التقديرات إلى تورط البرهان وقيادة الجيش في الحرب بتحريض من الفلول، مضيفًا أن التناقض أحد تجليات التشبث اللامبدئي بالسلطة. وتابع: "ما الجديد في آخر تمظهرات التناقض في الموقف من التفاوض، بعد يومٍ واحدٍ من صدور بيان ما سُمِّي باللجنة السياسية، التي كُلِّف الفريق كباشي برئاستها، وتصريحه عن القبول بتفاوضٍ رهينٍ بالحوار السوداني – السوداني؟" وقال إنّ التناقض "الظاهري" في خطاب البرهان، الذي جاء في مناسبة اجتماعية، يشير إلى أنه بدأ ينصب شراعه لاستقبال الرياح القادمة، ومنها توجهات الرباعية الموسعة وتوقيتاتها، التي "تمهّد الطريق لوضع حدٍّ لحربٍ عبثية مدمّرة دخلت مراحلها الأعمق، جراء تبادل أطرافها وداعميها الأدوار لاستمرارها، ووضع العقبات أمام التيار الوطني العريض المكتوي بنيرانها والرافض لها". ولفت خلف الله إلى أنّ نهج البرهان خلال سنوات الحرب، وتكتيكاته وتحالفاته واستقواؤه بالفلول ومليشياتها، إضافة إلى الرأسمالية الطفيلية الجديدة التي انتعشت مصالحها، قد أسهمت جميعها في إعاقة وضع حدٍّ للحرب في السابق، مؤكدًا أنه ليس بالأمر الهيّن على البرهان الانتقال إلى النقيض من ذلك، إلا باستخدام التناقض كتكتيكٍ مرنٍ للانتقال إلى مرحلة جديدة. وقال:"كما تورّط في إشعال الحرب في بدايتها، فقد أزفت ساعة وضع حدٍّ لها، ولو بمنطق (مجبرٌ أخاك لا بطل)".