وفق ما يشير. وصف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الأوضاع الأمنية في مدينة الفاشر، بشمال دارفور، بأنّها كارثية، في ظل انتشار المجاعة وسط السكان العالقين. واتّهم، في مقابلة مع بي بي سي من مدينة بورتسودان، ميليشيا الدعم السريع بما وصفه بالاستهداف الممنهج للسكان والبنية التحتية للمدينة، مشيراً إلى أنها ظلّت تحت الحصار والقصف لأكثر من عام. وألقى مناوي باللوم على المجتمع الدولي بشأن ما آلت إليه الأوضاع في الفاشر. وأضاف""هم يتحججون بأن ميليشيا الدعم السريع ترفض إدخال المساعدات، والأجدر بهم أن يتحدثوا مباشرة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقدم الدعم للدعم السريع. الجيش يخوض معركة غير متكافئة مع جهة تملك النفط والغاز وتوفر كل المعينات العسكرية للدعم السريع، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي التي تُسقط الطائرات في سماء الفاشر". وعندما سُئل مناوي خلال المقابلة عن رأيه في خارطة الطريق التي طرحتها الرباعية، لم يُجِبْ بشكل مباشر، لكنه أبدى اعتراضاً واضحاً على وساطة أبوظبي في الأزمة السودانية. وأضاف"لا يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تشعل الحرب، ثم تأتي للتوسط لإيقافها. هذا أمر غير منطقي. وحتى إذا وافقت على الدخول في عملية السلام، فإنها تريد فرض شروطها الاستعمارية، وهذا أمر غير مقبول". ولم يتوقف مناوي عند هذا الحد، بل أبدى اعتراضه أيضاً على خارطة الطريق التي سلّمتها الحكومة السودانية إلى الأممالمتحدة بشأن وقف الحرب وبناء السلام. ""على الرغم من أننا جزء من الحكومة، إلا أنها لم تُشاورنا عند إعداد خارطة الطريق. لديّ اعتراض على البند الذي ينص على أن تعود قوات الدعم السريع إلى مناطق حواضنها الاجتماعية في دارفور، لأن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تقسيم السودان". وعند سؤاله عن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية للحكومة السودانية بضرورة تسليم بقية المتهمين، قال مناوي إنه يدعم هذا الطلب. ""ظللت أردد دائماً أنه يجب تسليم المطلوبين، لأن القضاء السوداني فشل في التعاطي مع هذه المسألة، ولذلك تدخلت المحكمة الجنائية". لكن ثمّة اعتقاد سائد بأن الحكومة غير متحمسة لتسليم المطلوبين، بدليل أن البشير ومعاونيه لا يزالون طلقاء، ولم يُعادوا إلى السجون بعد خروجهم منها عقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أكثر من عامين. ويرى حاكم إقليم دارفور أن هذا الاعتقاد غير دقيق. وتابع"الحكومة الآن هي حكومة حرب وفي فترة انتقالية، وأولويتها حالياً القضاء على التمرد وإنهاء الحرب. قضية العدالة مهمة، لكنها ليست الأولوية القصوى في هذا التوقيت". وأبدى مناوي استعداده للحوار – مع قوى سياسية أخرى – مع حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه البشير، من أجل إنهاء الأزمة السودانية. وبرّر ذلك بقوله:"أحاور حزب البشير لأنهم جزء من المشهد والمجتمع السوداني، ولن أقبل التفاوض مع ميليشيا الدعم السريع، لأنّهم يقاتلوننا الآن ويرتكبون جرائم إبادة جماعية في دارفور وغيرها".