حسن المصري: غياب المدارس السنية وراء انعدام المواهب سيد سليم: عدم استقرار الأجهزة الفنية مشكلة: كانت مجرد هوس والمواهب موجودة النقر: ندرة العقول الإدارية أبوعنجة: التغول الأجنبي وطموح اللاعبين جبرة: الغاء دوري الأشبال وغياب التخطيط ماو: تقشف الأندية والإعلام
درجت اندية الدرجات المختلفة على تدعيم صفوفها كل موسم بأبرز اللاعبين المهرة والمواهب التي تعج بها الساحة الكروية ودائماً ما يكون الصراع على أشده ما بين الاندية ذات الامكانيات المادية الضخمة ممثلة في طرفي القمة الهلال والمريخ حول اللاعب السوبر والذي طالما وصف بنجم التسجيلات الضجة في السنين الفائتة ولكن في الآونة الأخيرة ضعفت حمى التسجيلات قليلاً واختفت ظاهرة اللاعب السوبر الذي تتهافت وتتسابق عليه اندية القمة مما حدا مجلسا ادارة الفريقين في عقد اتفاقية القصد من ورائها وضع سقف معين يحول دون مغالاة اللاعبين المطلوبين في اندية القمة كتأكيد مباشر لما سقناه آنفاً حول اختفاء المواهب بملاعبنا مما أدى إلى اضمحلال وغياب اللاعب السوبر الذي تتصارع عليه الاندية وبالاخص طرفي القمة عند انطلاقة مواسم الانتقالات.
«قوون» استطلعت عددًا من الخبراء والفنيين حول الاسباب الحقيقية وراء اختفاء النجم السوبر الضجة والذي تتصارع عليه اندية القمة مما حدا بالجماهير والرأي العام اطلاق لقب نجم التسجيلات .. عليه آراء وتعليقات الخبراء والفنيين حول ما اثارته (قوون) تجدونه في المساحة التالية..
دكتور حسن المصري
في بداية استطلاعاتنا التقينا بالدكتور والخبير الكروي المعروف دكتور حسن المصري والذي قال: عندنا في السودان المواهب متوفرة بالفطرة ولكنها تواجه بعض العقبات، حيث لا يعقل أن تكون في المرحلة الابتدائية ويأخذونك إلى المرحلة الجامعية دون تدرج وهذا ما يحدث هنا، حيث لا توجد مدارس سنية يتدرج بها اللاعب منذ الصغر، وكذلك الادارة الرياضية في السودان والتي دائماً ما تلقى اللوم على اللاعب أو المدرب مع أن الادارة هي الاساس، فلابد من أن نسأل انفسنا ونضع علامات استفهام كبيرة حول نتائجنا ومستوى كرتنا والتي تبنى على البطولة، فكرة القدم بتبنى على البطولة والالقاب وتحقيق الانتصارات ولابد من تغيير المفاهيم السائدة نحو كرة القدم والتي تدار بها الكرة بجانب الادارة الرياضية، حيث كان السودان يزخر باكفأ القيادات والكوادر الرياضية امثال: هاشم ضيف الله وكرار النور والطيب عبد الله ومهدي الفكي ، اسماء كبيرة وللأسف لا نجد امثال هؤلاء اليوم فكم من مدرب اجنبي أتى وكم من مدرب ذهب والنتائج كما هي لذا يجب علينا الاهتمام بالمراحل السنية وتغيير المفاهيم السائدة وضرورة وجود ادارة فاعلة قادرة على العمل بمنهجية وعلمية حتى تعود المواهب لملاعبنا.
سيد سليم يعزي الظاهرة للصراعات الادارية والتدخل في الشأن الفني
ويقول المدرب سيد سليم: اعتقد أن الصراعات الادارية وراء اختفاء الظاهرة وانعدام المواهب بالبلاد وغياب المراحل السنية والتي خرجت لنا افذاذ اللاعبين امثال: عيسى صباح الخير وعبد السلام حميدة وغيرهم من اللاعبين، فلابد من الاهتمام بالناشئين وتدرجهم وضرورة اختفاء ظاهرة التدخل الاداري في الأمور الفنية، حيث معظم اداريي الاندية يتدخلون في تسجيل اللاعبين مما أدى إلى غياب الرؤية الفنية الفاحصة، ويجب تفعيل دور المراحل السنية حتى يتدرج النشئ ويكتسب مهارات وخبرات منذ فترة مبكرة كما يجب اختفاء الصراعات الادارية والابتعاد عن تسجيل اللاعب غير المؤثر والذي دائماً ما يسجل نتيجة للمكايدات بين الاندية.
النقر: غياب التدريب السليم من أقوى الأسباب
ويقول الكوتش الفاتح النقر: إن المواهب بالملاعب السودانية اصبحت نادرة وغير موجودة بالمعنى الأصح وسوف تتواصل ظاهرة خلو الساحة والملاعب من المواهب نتيجة لغياب المراحل السنية والتدريب السليم منذ وقت مبكر ولابد من اعادة هيكلة قوانين الرياضة حتى نستطيع المحافظة على المواهب بملاعبنا واخضاع اللاعبين منذ الصغر لتمارين وتدريبات بصورة علمية، واكرر حديثي إن السودان خارج منظومة الكرة العالمية حتى العام 2026م إذا لم تبدأ منذ الآن في اعداد الناشئين والشباب، علماً إذا تأخرنا عام فقدنا اربع اعوام للحاق بمنظومة الكرة العالمية، وانتقد النقر الطريقة التي تدار بها الكرة بالبلاد، واكد خلو الساحة الكروية من العقول الادارية التي تستطيع تسيير النشاط بصورة سليمة داخل الاندية، ودعا الاتحاد العام لضرورة هيكلة القوانين التي تنظم الكرة بالبلاد.
مشكلة يؤكد وجود المواهب بملاعبنا
وقال المدرب المعروف صلاح مشكلة: إن نجم التسجيلات الضجة عبارة عن هوس كان في السابق وهي ظاهرة ذهابها كان حسنة من الحسنات وملاعب الدرجات المختلفة مليئة بالمواهب واللاعبين المهرة، واتفق صلاح مشكلة معنا على أن تغول المحترفين الاجانب القى بظلال سالبة على انعدام المواهب بالملاعب المحلية، واضاف أن التسجيلات اصبحت الآن تتم بدراسة وتخطيط وليس كما كان يحدث في السابق، حيث اصبحت الاندية تدعم صفوفها حسب الحاجة والخانات الشاغرة.
أبوعنجة: المحترفون الأجانب أحد الأسباب
ويقول المدير الفني لقطاع الشباب والناشئين بالمريخ الكوتش جمال ابوعنجة: إن لاعبينا لديهم الكثير من الصفات التي يتشابهون فيها وكذلك التسابق بين الاندية على الخبرات، ويقول ابوعنجة: إن التغول الاجنبي من لاعبين محترفين وغيره أحد اسباب اختفاء اللاعب الضجة، وطالب ابوعنجة بضرورة وقفة من قبل الجمعية العمومية للاتحاد العام حول هذا الموضوع واصدار عدد من القرارات، خاصة وأن مدرب المنتخب الوطني مازدا قد دق ناقوس الخطر حول هذه الظاهرة وانتقد ابوعنجة لاعبينا وقال: إنهم يعانون من «النفس القصير» حيث لا يستطيعون اكمال الموسم بصورة متواصلة ويعانون في التدريبات والمباريات.
جبرة: لابد من التخطيط والاهتمام بالناشئين
ويسترسل المدرب فاروق جبرة قائلاً: إن انعدام تواصل الاجيال عقب توقف وتجميد دوري الاشبال لمدة عشر سنوات وعدم تعلم الجيل الحالي ممن سبقوهم القى بظلال سالبة على مستوى اللاعبين، ولابد من الانتظار عشر سنوات اخرى، وانتقد فاروق جبرة التنظيم والتخطيط الذي تدار به المنافسات، وطالب بضرورة التخطيط السليم والتنظيم الجيد، وناشد اللاعبين انفسهم بتطوير ادائهم وارتفاع سقف الطموح، واكد جبرة أن هناك الكثير من المعضلات المشتركة وراء اختفاء الظاهرة ودعا إلى ضرورة التنظيم الجيد والاهتمام بمنافسات الناشئين والشباب.
مدرب الأمل: تقشف الأندية خلف انعدام ظاهرة نجم التسجيلات
ويرى مدرب فريق الامل ماو أن تقشف الاندية وراء اختفاء ظاهرة نجم التسجيلات الضجة، حيث وضعت الاندية سقف معين في تعاقداتها مع اللاعبين حتى لا تحدث مغالاة، وأضاف ماو أن الاعلام أحد الاسباب ايضاً، حيث هناك الكثير من اللاعبين المغمورين بأندية الولايات والمناطق الطرفية اصحاب مواهب وأداء رفيع لا يجدون حظهم من الاعلام الكافي ولا يعلم أحد عنهم شيئاً وإذا ما وجدوا الاعلام الكافي فسيكونوا بالتأكيد من نجوم التسجيلات.