الاعتماد على جيوب الشخصيات المقتدرة مالياً يضر بتطور الاندية العمل في مجال الناشئين يكشف مقدرات المدربين
الخبير امين زكي مفخرة في التدريب ومعجب بالفكر الفني لكارلوس انشيلوتي
ابرام عقد بين المدرب والنادي هو المخرج من التدخل الاداري في الشأن الفني
حوار: الجيلاني عيسى : تصوير اشرف كامل
اعتزل كرة القدم في سن مبكرة رغم قدرته على مواصلة العطاء، اتجه عقب الاعتزال مباشرة لمجال التدريب برغبة اكيدة منه ولايمانه التام بأن هذا المجال سيجد فيه نفسه وسيسكب فيه كل عصارة خبراته بالملاعب، ومنذ بداية اختياره لمهنة التدريب اكد انه سيتجه للعمل في مجال الناشئين هذه الشريحة المهمة جدًا في مجال كرة القدم، هاديء، مثقف ، يجيد التحدث بعدة لغات، بدأ ممارسة كرة القدم بفريق افريقيا برابطة سيد الشهداء بامبدة، برز نجمه وراقبته عيون فريق الاحرار الامدرماني وسارعت بضمه في موسم 2002 وكان وقتها الاحرار بالدرجة الثانية، لعب بالاحرار موسمين ثم انتقل لفريق تريعة البجا التابع لاتحاد جبل اولياء واستطاع ان يسهم مع زملائه في انتشال الفريق من الهبوط للدرجة الثانية، انتقل لنادي الشعب البحراوي في موسم 2005 وكان وقتها بالدرجة الثانية، تحول لفريق موردة العيلفون في موسم 2007 وشارك معه في منافسات الدوري التأهيلي هاجر بعد ذلك إلى جمهورية الصين عام 2010 ولعب مع فريق الجالية السودانية بالعاصمة بكين عاد مؤخراً للخرطوم واقتحم مجال التدريب وعمل مع فريقه السابق بالناشئين حصل على الرخصة c السودانية عام 2011 ونال الرخصة c الافريقية مطلع هذا العام تلقى عددًا من العروض للعمل في تدريب الاندية بالدرجات المختلفة لكنه لم يهتم بها لاسباب سيفصح عنها في سياق هذا الحوار، من هو استاذه الذي حبب اليه ولوج عالم التدريب. وما هو المدرب العالمي الذي يتطلع للوصول لمستواه، وما هي العقبات التي تعترض عمل المدربين وتحديداً الوطنيين وما هي المشاكل التي يعاني منها المدرب الوطني والحلول التي قدمها لمعالجة هذه المشاكل، انه المدرب الشاب ايوب عبد الماجد عبد الله الذي تحدث بجرأة متناهية عن التدريب وما ادراك ما التدريب، تطرق في حديثه لاهمية عملية التطوير وشدد على اهمية الاهتمام بشباب المدربين والعمل على تأهيلهم لمواكبة مستجدات اللعبة وابدى حرصاً تاماً على الاهتمام اكثر واكثر بالناشئين ورعايتهم لاهميتهم في النهوض وتطور كرة القدم وتحدث الكوتش الشاب ايوب بفهم عميق عن الاهتمام بالثقافة الغذائية للاعب ومواضيع شتى غاية في الاهمية نطالعها عبر السطور التالية:
فريق افريقيا برابطة سيد الشهداء بامبدة اولى محطاتي:
استهل الكوتش ايوب عبد الله حديثه ل(قوون) مبيناً انه من خريجي فريق افريقيا برابطة سيد الشهداء بامبدة جنوب وقال إنه فخور جداً ان يتخرج من الفريق الذي افرز العديد من اللاعبين الذين اصحبوا نجوماً الان ويشار اليهم بالبنان، واوضح الكوتش ايوب ان روابط الناشئين بامبدة ذاخرة باللاعبين الواعدي وتعتبر امبدة منجم لنجوم كرة القدم بالبلاد لانها تميز بعدة خصائص قل ان تجدها في محليات ومدن ولاية الخرطوم ابرزها الكثافة السكانية والتماذج والانصهار بين سكانها بالاضافة للغالبية العظمى من السكان الذين يمارسون ويشجعون كرة القدم ويحببون ابنائهم لممارستها بحرية تامة ويوفرون لهم كل معينات اللعبة كل هذه العوامل المجتمعة جعلت من امبدة منارة من منارات كرة القدم ليس بولاية الخرطوم فحسب وانما بمدن البلاد اجمع والحديث عن امبدة يطول وقد لا يسع المجال للحديث عن مزاياها وخصائصها الرياضية وفي شتى المجالات الحياتية المختلفة، وواصل ايوب حديثه عن محطاته الاخرى وقال: الاحرار الامدرماني كان المحطة الثانية في مسيرتي الكروية ولعبت موسمين يعتبران من افضل المواسم في مشواري الكروي بعد ذلك كانت المحطة الثالثة في مسيرتي الكروية نادي تريعة البجا بجبل اولياء ثم كانت موردة العيلفون المحطة الرابعة واعتقد ان المحطتين الثالثة والرابعة كانت لهما مزايا خاصة اولها توسع مداركي الكروية ثانيها مرحلة النضوج الكروي التي وصلت اليها جعلت من المرحلتين نكهة وطعم خاص في حياتي.
هاجرت لجمهورية الصين من اجل العمل:
وواصل الكوتش ايوب عبد الماجد حديثه عن مشواره مع عالم المستديرة قائلاً: اعتزلت الكرة ليس بسبب الاصابة او عدم القدرة على العطاء ولكن لظروف عملي التجاري وعملي في مجال الترجمة وقد تطلب الامر ان اهاجر إلى العاصمة الصينية بكين ورغم ذلك لم ابتعد عن كرة القدم وزاولت نشاطي مع فريق الجالية السودانية في فترة تواجدي بالصين، وقال الكوتش ايوب: انه يجد صعوبة في مزاولة عمله التجاري وممارسة مهنته في مجال التدريب.
سأتفرغ للتدريب ولن اتخلى عن الناشئين:
واصل الكوتش ايوب حديثه قائلاً: الجمع بين العمل التجاري والتدريب في آن واحد صعب للغاية و هناك جملة من الحلول اعمل على دراستها وبعد الفراغ منها سأتفرغ للعمل في مهنة التدريب وسأسكب عصارة جهدي في مجال الناشئين وذلك من اجل النهوض وتطور كرة القدم والناشئون مجال خصب لكي يؤدي المدرب عمله بارتياح وبدون ضغوط وبالتالي سيكون الناتج عدد من اللاعبين الواعدين الذين يمكنهم الانتقال للاندية المختلفة وقد استوعبوا اساسيات كرة القدم وتشبعوا بها وانا فخور ان اعمل في مجال الناشئين الذين هم العمود الفقري لنهضة وتطور كرة القدم في كل الدول المتقدمة كروياً لسرعة استيعابهم ورغبتهم في التعلم وقد اصبحت الدول المتقدمة تعتمد على الاكاديميات لتحقيق هذه الغاية.
الخبير امين زكي حبب لي ولوج مجال التدريب:
وواصل الكوتش ايوب حديثه قائلاً: بعد اعتزال الكرة ونتيجة لحبي الشديد لها قررت ان اتجه لمجال التدريب الذي حببه لي بشدة خبير التدريب امين زكي الذي يتميز بذكاء حاد وسرعة بديهة غير عادية فضلاً عن الخبرات التدريبية المتراكمة التي يتمتع بها وهو استاذي ومفخرتي في مهنة التدريب ونلت الرخصة c السودانية والافريقية على يديه.
اتمنى الوصول لمستوى كارلوس انشيلوتي:
قال الكوتش ايوب: لكل انسان في حياته امنية وغاية يتطلع لتحقيقها وانا كمدرب اتطلع واتمنى الوصول للمدرب العالمي كارلوس انشيلوتي لانني من المعجبين جداً بأسلوبه التدريبي المتقدم الذي يعتمد على الجماعية والشمولية في الاداء بجانب ذلك انه يجيد قراءة الملعب وصاحب رؤية ثاقبة في استبدال اللاعبين داخل الملعب وهو بلا شك مدرب كبير في فهمه وفي ادائه واسلوبه وفي وعيه التكتيكي العالي.
المدرب الوطني محاصر بين تدخل الاداريين وعدم استيعاب اللاعبين:
وعرج الكوتش ايوب بالحديث عن المدرب الوطني وهمومه والمشاكل التي تواجهه في اداء رسالته وقال: المدربين يعملون في ظروف بالغة التعقيد وفي اجواء غير مهيأة ودائماً ما نجد المدرب لا يجد حريته التامة في اداء مهامه الفنية بسبب التدخل الاداري في شئونه وهذا الوضع يلقي بظلال سالبة في المستوى الفني العام ويقع الضرر على الفريق والمطلوب ابتعاد الاداريين عن الشأن الفني ومحاسبة المدرب في عمله بعد نهاية الموسم.
لجان التدريب مطالبون بايجاد صيغة تمنع تدخل الاداريين في شئون المدربين:
وقال الكوتش ايوب مواصلاً حديثه عن هموم زملائه المدربين قائلاً عبر (قوون): اناشد المسئولين بلجان التدريب المحلية والقومية بضرورة ابرام عقود بين المدربين والاداريين بالاندية لحفظ حقوق الطرفين بعيداً عن التدخل الذي يضر بمصلحة الطرفين وان تكون هذه العقود المبرمة ملزمة للمدرب والمسئولين بالاندية وفي ذلك ضمان للاستقرار الفني وتكون الاجواء مهيأة للابداع في العمل، وواصل الكوتش ايوب حديثه قائلاً: هناك ايضاً مشكلة اخرى يعاني منها المدربون وهي عدم قدرة اللاعبين على الاستيعاب والتطبيق السليم لطرق وخطط اللعب وهذا الامر يتطلب تضافر الجهود بين ادارة النادي والمدرب واللاعب ومضاعفة جرعات الاعداد بأداء عدد من التجارب وهذا الجانب تصاحبه اعباء مالية اضافية على ادارة النادي وهو امر غير مرغوب لشح الموارد والاعتماد على جيوب الشخصيات المقتدرة وهذا جانب سلبي في الاندية يجب القضاء عليه باستنباط وسائل استثمارية تدر امولاً على الاندية تعتمد عليها بدلاً من الاعتماد على الاشخاص وعلى الهبات والمنح التي لا تقدم، بل تقودنا للوراء.
انا مدرب امزج بين تحقيق النتائج وصناعة فريق:
وتحدث الكوتش ايوب عبد الله بافتخار عن اسلوبه التدريبي وقال: هناك مدرب يعمل على صناعة فريق واخر يسعى لتحقيق نتائج وقتية ولكني امزج بين الاثنين وافضل ان اصنع فريقاً واتطلع لتحقيق نتائج جيدة التي ترفع من اسهم المدرب، وقال ايوب مواصلاً حديثه: هناك بعض الصفات والخصال المهمة التي يجب ان تكون متوفرة في المدرب اهم هذه الصفات والخصال المصداقية، الصبر وقوة التحمل، المرونة في التعامل، القراءة السليمة لمجريات الملعب، الثقافة العامة والعدالة في توزيع الفرص للاعبين والالمام بكل المستجدات في مجال التدريب والمواكبة محلياً وعالمياً بالاطلاع على اخر ورش وسنمارات التدريب ومعرفة اساليب تطبيق طرق اللعب التي تتناسب مع مقدرات اللاعبين، وقال الكوتش ايوب: ان معظم الدوريات العالمية تعتمد على طريقة 4/4/2 التي تتطلب لياقة بدنية عالية ووعي تكتيكي وثقافة الانضباط داخل الملعب، وواصل ايوب قائلاً: الحديث عن اللياقة البدنية يقودني مباشرة لغياب الثقافة الغذائية عند اللاعب السوداني وعدم اهتمامه بها وهذا قصور تتحمله ادارات الاندية بعدم اعطاء هذا الامر اهمية كبرى ولذلك نجد ان اللاعب السوداني مظلوم وغير ملام ولكنه مشارك في هذا القصور لعدم اهتمامه بالاطلاع على الامور التي تعينه في اداء واجباته لممارسة نشاطه الكروي بالطرق العلمية الصحيحة التي تعينه على الارتقاء بمستواه الفني قياساً بلاعبي الدوريات العربية والافريقية.