الوافدان الجديدان سارا بخطى رائعة نحو المجد القمة اصبحت طاردة للمدربين بسبب الضغوط
تقرير اعده/ صلاح ود احمد
اختلف المراقبون والمحللون حول تجربة الممتاز هذا الموسم واختلاف الآراء في تقييم هذه التجربة يعتبر في حد ذاته معضلة ، فالبعض يقول ان الممتاز هذا الموسم من اقوى المنافسات طيلة الفترات الماضية والبعض يصفه بالضعف ، والبعض الآخر يعزي تدهور مستوى المنافسة الى فترة الراحة الطويلة بين الدورة الاولى والثانية والتي قاربت الثلاثة اشهر ولكننا نقول ان الممتاز جيد من الناحية الفنية ولكنه ضعيف ماديا من ناحية الاقبال الجماهيري فقد احجمت الجماهير تماما عن إرتياد المباريات والاسباب معروفة للجميع حتى ان مباراة القمة اصبحت لا تحظى بالاقبال الجماهيري والدخل العالي كما كان سابقا.
ونجد ان الناحية الفنية جيدة لان هناك تقارب في النقاط بين المراكز الخمسة الاولى فالفوارق ليست كبيرة بين المتصدر والذي يحتل المركز الثالث او الرابع .. وهنالك تقارب في مستوى الاندية المهددة بالهبوط ففارق النقاط بين النيل والموردة والاهلي مدني والنسور لا يتعدى النقطة الواحدة او النقطتين.
ويشهد هذا الموسم اضافة قوية من الاندية الصاعدة الاهلي عطبرة ومريخ الفاشر هذان الفريقان اللذان اصبحا من الاندية المتطلعة للتمثيل الخارجي وزاحما القمة بجدارة وهذه انتفاضة قوية نأمل في استمراريتها فالمسألة ليست صعود القمة ولكن البقاء فيها هو الامر المطلوب .. نعم الاكسبريس والسلاطين حيرا الجميع بمستواهما المتطور وعملهما في صمت واعتمادهما على العناصر الشابة بالاضافة لتوفير كافة المعينات ويقف على رأس الجهازين الفنيين مدربان شابان ،هما برهان تية ومحسن سيد فالمدربان اصحاب فكر متطور ويعرفان معظم لاعبي الاندية الاخرى ويعرفان كيفية التسجيل وضم العناصر المقتدرة فأصابا النجاح في مسيرة الفريقين وتجربة هذين الفريقين نهديها للفرق الصاعدة حديثا ونقول لهم ان الممتاز ليس صعبا ولكن بالعزيمة والاصرار والاعداد الجاد يمكن ان يصل كل فريق لمبتغاه ان يكون هنالك تخطيط سليم من جانب الاجهزة الفنية ويقوم مجلس الادارة بتوفير كافة المعينات من اجور وحوافز اللاعبين .. وعلى الاندية الصاعدة الجديدة ان تحذو حذو السلاطين والاكسبريس وان تشمر عن ساعد الجد وتمحو قاعدة الصاعد هابط التي آلت الى زوال.
قاد فريقي القمة في الدورة الثانية الالماني كروجر الذي تولى تدريب المريخ بعد اقالة التونسي الكوكي وتولى قيادة الجهاز الفني للهلال المدرب صلاح محمد آدم والحقيقة ان تدريب القمة امر شاق وعسير فجمهورها يرى ان فريقه يجب ان يكون منتصرا دائما وهو جمهور متشنج تساعده آلة اعلامية هي الاخرى متشنجة تصب الزيت على النار فما ان يتعادل الهلال والمريخ في اية مباراة فان المدرب ينال قسطه من اللوم والعتاب والخطأ في التشكيلة والخطأ في التبديلات ولكن لو كان الفريق منتصرا فان هذا المدرب هو البطل وهو المنقذ .. ولذلك نقول ان كروجر يسير بخطى واثقة وهو مدرب قوي الشخصية وقد توصل بعد مرور الوقت للوصول للتشكيلة المناسبة للفريق وهو مدرب عرف الكرة السودانية وعركته التجارب ويعرف خبايا الكرة الافريقية تماما .. وهو مدرب منضبط يشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة حتى الجانب الغذائي فهو يتدخل فيه ، اما الحملة التي يقودها البعض ضد المدرب صلاح محمد آدم فهي حملة لا اساس لها من الصحة فالمدرب صلاح صاحب انجازات مقدرة مع فريق هلال كادوقلي فهو الذي قاده من نجاح الى نجاح وكان يضع تشكيلته في هلال كادوقلي بلا ضغوط جماهيرية او إعلامية ، وهو مدرب شاطر يعرف كيفية قراءة الملعب وهو محلل بارع ويعرف كيفية التعامل مع اللاعبين نفسيا وهذا هو سر نجاحه .. واتمنى من جمهور الهلال والمريخ ان يصبرا قليلا على المدربين واللاعبين ويعرف ان كرة القدم هي الفوز والهزيمة والتعادل وان يكون ديدنه التشجيع فقط ولا دخل له بالتشكيلة ولعب فلان وطلع علان فهذا هو اختصاص المدرب وحده ولا دخل لاي مشجع بهذا الامر فمتى نتعلم التشجيع الصحيح ومتى نعطي كل ذي حق حقه حتى لا تكون القمة طاردة للمدربين ولا دخل لصلاح او كروجر بتهاون واستهتار اللاعبين داخل الملعب فهل اللاعب الذي ينفرد بالمرمى ويضيع هدفا هل المدرب مسئول في هذه الحالة وهل المدافع الذي يرتكب ضربة جزاء امره بذلك وهل اللاعب الذي اضاع ضربة جزاء حاسمة لفريقه ايضا من مسئولية المدرب.. وعلى كل فهذه قراءات مختصرة في ممتاز هذا الموسم ونتمنى ان يتطور الاداء من احسن الى احسن.