عندما كان بوريس بيكر يسعى جاهداً للحصول على لقبه الثالث على التوالي في بطولة ويمبلدون للتنس في العام 1987م خرجت الصحف الألمانية بنوعيها الإلكتروني والورقي وهي تحمل عناوين مثيرة عن البطل الوطني الذي إحتل العالم .. البطل الرياضي الخارق الذي ظهر بعد حقبة فرانز بيكمباور الذي قاد ألمانيا للحصول على كاس العالم لكرة القدم في العام 1974م. ولكن بيكر تعرض للخسارة في الجولة الأولى لتدخل ألمانيا من أقصاها إلى أدناها في حالة حداد!! لأن الصحافة الألمانية كانت ولعدة أيام تكتب وكأن ويمبلدون لن تقوم بغير بيكر.
بيكر نفسه من وضع الأشياء في موضعها الصحيح على الرغم من أنه كان حينها في بداية العشرينيات من عمره عندما سأله أحد الصحفيين عن رأيه في ردة فعل الإعلام الألماني بعد إقصائه المبكر عن بطولة ويمبلدون؟ .. فأجاب : لا أدري لم كل هذا الحزن مع أن أحداً لم يتعرض للموت!!؟؟
ما قادني لكتابة هذه المقدمة هي العناوين التي ظلت تخرج بها الصحف الرياضية في اليومين الماضيين عن إحتفال المريخ بالكأس أمام السلاطين في إشارة للمباراة التي سوف تجمع المريخ متصدر البطولة حتى الان بمريخ الفاشر الذي قامت الصحف بإلغاء دوره تماماً متجاهلين أن لكل مباراة ظروفها المحيطة بها وعلى الرغم من علمنا بأن المريخ يمتلك دافعية أكبر من تلك التي عند منافسه في المباراة بحسبان أنه أي المريخ يسعى للإمساك بتلابيب البطولة ولن يتركها تتسرب من بين أيديه لتذهب لغريمه اللدود الهلال , ولكن أليس من الممكن أن يستطيع أبناء فاشر السلطان قلب الطاولة والظفر بنقاط المباراة كاملةً أو حتى فرض التعادل على أصحاب الأرض خاصةً وأن المباراة عندما تبدأ يكون الفريقان متعادلان ولا يتقدم أحدهما على الاخر إلا بعد أن تلج الكرة الشباك ولا يتمكن الطرف الاخر من معادلة النتيجة حتى إعلان الحكم صافرة إنتهاء المباراة.وكم من فريق سيطر على مجريات بعض المباريات ولكن لاعبيه فشلوا في إيداع الكرة شباك المنافس لينتهي اللقاء بدون أهداف والامثلة كثيرة ومتعددة.
هذه كلها إحتمالات واردة في لعبة كرة القدم وإلا لما أطلقوا عليها لقب الساحرة المستديرة.
وفي الناحية الأخرى ومن طرف خفي ينظر الهلال لمباراة المريخين وهو يمني النفس بتعثر غريمه اللدود سواءً بالخسارة أو التعادل حتى تأتيه البطولة التي فرط فيها على طبق من ذهب .. فرط الهلال في بطولة الموسم الحالي يوم أن رضخ للتعادل أمام الأهلي عطبرة مساء نفس اليوم الذي قدم له إبنه هلال كادوقلي تاج البطولة عصراً وهو يفرض على المريخ التعادل في كادوقلي.
لن يفيد الهلال البكاء على اللبن المسكوب ولكن عليه أولاً أن يقدم التهاني لغريمه اللدود إذا نجح في الفوز على منافسه مريخ السلاطين الذي سيدخل لقاء الثلاثاء بشعار (العيال كبرت والكتوف إتلاحقت) ومن أجل شرف التنافس ومن ثم على الهلال دراسة السلبيات التي صاحبت مسيرة الفريق في الموسم الحالي والعمل على تلافيها حتى لا تطل برأسها القبيح في الموسم المقبل, موسم الإرتقاء بالطموحات.
وأحسب أن الهلال قد بدأ في ذلك بالفعل وهو لا يخسر أو يتعادل منذ تعادله أمام الأهلي عطبرة وظل الفريق في حالة إنتصارات متتالية على المستوى التنافسي إذا إستثنينا الهزيمة التي تعرض لها الفريق في المباراة الإعدادية أمام الزومة قبل إسبوعين.
على الهلال أن ينظر لمباراته المقبلة أمام الأهلي شندي كمحطة إعدادية مهمة قبل مباراته في ديربي نهائي كأس السودان بالدمازين وعلى الجهاز الفني للهلال أن يخوضها بذات التشكيل الذي سوف يعتمد عليه في مباراة الدمازين لأنها فرصته الوحيدة في إنقاذ موسمه.
المشاركة في البطولات أكبر قيمة من أحراز الألقاب والرياضة في أسمى معانيها عبارة عن دعوة للتسامح والمحبة والصداقة والإخاء.