لأول مرة نر ظاهرة جديدة في التحكيم فهنالك اربعة حكام بقيادة الدولي المعز احمد وطاقمه المعاون مكثوا بالفاشر قرابة الاسبوعين وادار طاقم التحكيم حوالي اربع مباريات احداهما في التأهيلي وثلاث في الممتاز ويبدو أن ظروف الحجز والطيران حالت دون ارسال طاقم حكام جديد، ولكن كيف يتمكن اربعة حكام فقط من ادارة اربع مباريات على التوالي وسوف يعاني الرباعي من الارهاق الذهني والبدني وعدم التركيز وبالتالي تأتي بعض القرارات غير موفقة بسبب الجهد الكبير في ادارة هذه المباريات المختلفة. وطبعًا في ثقافتنا دائماً أن الحكم هو المخطيء ولكن ارضاء كل الناس غاية صعبة المنال فالحكم بشر يخطئ ويصيب وهو جزء من المنظومة الرياضية فهل كل منظوماتنا الرياضية جيدة وبخير فهل الادارة والاعلام والجمهور والتدريب بحالة ممتازة ؟ . نعم إن التحكيم يصيبه ما يصيب المنظومة الرياضية من خلل ولكن لنسال نفسنا سؤالاً واحدًا ماذا اعددنا لهؤلاء الحكام وأين الكورسات التدريبية؟ وأين السمنارات الخارجية؟ وأين العائد المادي؟ وماذا يتقاضى الحكم في المباراة الواحدة سواءً كانت بالخرطوم أو الولايات؟ واعتقد انه ليس هناك حكم يأتي وفي هدفه هزيمة الفريق الفلاني فما هي مصلحته في ذلك؟ حديثي هذا ليس دفاعاً عن الحكام فهم الاجدر بالدفاع عن انفسهم ولكننا نناقش قضية عامة تهم منظومة كرة القدم وقرار لجنة التحكيم المركزية ببقاء هؤلاء الحكام بالفاشر وادارة اربع مباريات قرارًا لم يكن مدروساً رغم الحجج التي سوف تسوقها لجنة التحكيم. نتمنى أن تستفيد لجنة التحكيم من الهجوم الذي تعرض له هؤلاء الحكام بالفاشر من مختلف الاندية التي اداروا مبارياتها ومن المحتمل أن تكون هذه الاندية على حق لأن الحكم الذي يعاني من الشد العصبي والارهاق البدني والذهني غالباً ما تكون قراراته غير سليمة. نعود مرة اخرى للجنة التحكيم المركزية ونتمنى أن تعقد مؤتمرًا صحفياً وتنور الاعلام حول خططها وبرامجها المستقبلية لتطوير جهاز التحكيم ولماذا نجد أن حظوظ حكامنا الدوليين ضعيفة في ادارة مباريات الامم الافريقية، أما الفيفا فحدث ولا حرج فآخر حكم مثل السودان في كأس العالم 1994 بأمريكا على ما اذكر هو الحكم الدولي عامر عثمان الذي اختير رجل خط. نأمل أن تناقش لجنة التحكيم المركزية أمر مشاركة الحكام السودانيين في بطولات الكاف والفيفا مع الاستاذ مجدي شمس الدين سكرتير الاتحاد العام ورئيس لجنة الحكام الافارقة بالكاف. فهل هناك مشكلة في طرح أنفسنا وتوضيح مؤهلاتنا وهل اعلامنا مقصر في عكس كفاءة الحكم السوداني وهذا يذكرني بالأغنية السودانية لماذا لم تنتشر عالميًا وافريقياً وعربياً رغم محاولات بعض الفنانين الكبار نقلها من المحيط المحلي للدولي. ان حكامنا بخير وألف خير رغم الهنات ولكن يحتاجون للمزيد من الثقة بالنفس والتركيز للظهور في المحافل الافريقية والعربية والدولية ولكن حكام الفاشر (طولوا) يا لجنة التحكيم المركزية. آخر الأشتات تعجبني أغنية الراحل المقيم الفنان زيدان إبراهيم اخونك التي تقول: اخونك.. ما اظن تصدق اخونك لو شافت عيونك ايه حاصل بدونك دي الدنيا بقت عدم والفرح من غير نغم والسعادة بقت وهم والحلوة من غير طعم يا سلام علي ريدي الخلاك بقيت سيدي