[email protected] تخطى مفهوم التعليق الرياضي مرحلة وصف الكرة واحداث المباراة الى مرحلة تثقيف المشاهد والمستمع وجذبه وتشويقه وجعله يتفاعل مع مجريات اللقاء وسحره وانغماسه في عالم المباراة وسرقت المشاهد من عالمه الخاص الي عالم المستديرة الانيق وابعد من ذلك بكثير ..منها اشياء خارج نطاق المباراة وربطها بتحفيز كبير للمشاهد ,,مع تحري المصداقية وتوصيل المعلومة الصحيحة له . التعليق اصبح نبض الكرة وملحها وطعمها الجميل لدرجة ان المشاهد يسأل عن من سيعلق على المباراة ،لأن المشاهد صار يركز على صوت المعلق اكثر من المشاهدة وهنا تكمن اهمية وخطورة التعليق لان كرة القدم اللعبة الشعبية الاولى تركل بالقلوب والنبضات عند الانصار والمشجعين لا بالاقدام ..هنا على المعلق توظيف معلوماته وحدثه لأثارة المشاهد ودغدغة انفعالاته بمجريات اللقاء وربطها بكلمات تشحن تحفيزه واحلامه من اجل فريقه ولابد هنا على المعلق الحياد حتى لا ينفر المشاهد ..لا اريد ان اقول ان عصام الشوالي غير مفهوم التعليق العربي ولكن اضاف الكثير والكثير جدا لدرجة ان الفاظه وتعابيره تحفظ من الخليج الى المحيط لقيمة الشوالى المعرفية ومعلوماته الثرة التي غازل بها افئدة عشاق المستديرة فألتف الناس حوله وسكن صوته مسامعهم فصار نجم المستديرة قبل اللعبة واللاعبين وتستخدم جمله وتعليقاته حتى في حياة الناس العادية وفي الشوارع والبيوت . نود ان ندلف على عجالة الى التعليق السوداني صحيح ان التعليق السوداني مدرسة متفردة خرجت العديد من النجوم المبدعين لكن لازال ينقصه ربما الشئ القليل لأن المستمع السوداني حصيف ومن الصعب جدا استمالته الا بواسطة معلق متمكن ..هناك نجوم سطروا اسماءهم بأحرف من نور على رأسهم حبيب الشعب السوداني الرشيد بدوي الذي هو لوحده تاريخ بأكمله ..خصوصا في مباريات القمة عندما كان الراديو حاضرا اكثر من التلفاز كان استاذ الرشيد الصورة والصوت التي ينقل من خلالها الاحداث الرياضية الى كل جموع الشعب السوداني التحية له ولغيره من النجوم . المخضرم كمال حامد,,مصطفى البشير الشيخ ..ابومدين عوض السيد ..حاتم التاج ..خليل حامد ..سوار الذهب..الخ ولكن رغم ذلك نحتاج الى رعاية المبدعين وتنمية مهاراتهم اللغوية وثقافتهم الكروية لأن المعلق ربما اصبح في وقتنا الحاضر عنصر نجاح القنوات والمحطات لذا اصبح المعلق النجم عمله نادرة تتهافت عليه القنوات والفضائيات لتكسب توقيعه ، نحن لدينا الكثير من المواهب والمبدعين فقط نحتاج برنامج لرعايتهم وتفجير مواهبهم فقط نخشي ان تضيع العديد من المواهب تحت شماعة الامكانيات المادية التي تقوم عليها تلك البرامج التأهيلية ,,ايضا على المواهب السعي والطموح لأدراك النجاح .هناك مبدعون اذا وجدوا الرعاية السليمة واطلقوا لامكانياتهم العنان حتما سيكون لهم شأن كبير في عالم التعليق العربي ككل ، نريد ان نرى نجوما افذاذا ينشرون ابداعهم في سماوات التعليق العربي وان نفتح لآخرين افاقا ارحب وصناعة قاعدة صلبة للاجيال القادمة ، قبل كل شئ يجب على المعلق ان يطور نفسه ويعمل علي الاطلاع الرياضي الواسع وان يكون ملما بأدق تفاصيله و ان يعمل جاهدا ان يكون ملما بأكثر من لغة للتعرف على ثقافات الآخرين وصهرها في معجمه الخاص وتوظيفه في امتاع المشاهد وتثقيه وجعله اكثر الماما بمعلومات كروية وثقافية في مجالات اخرى ، وامتلاك اكبر قدر من المعلومات في مجال كرة القدم لتكوين حصيلة معرفية جيدة تعينه في المستقبل ، وضروري جدا الابتعاد عن التقليد واظهار الملكة الذاتية لاظهار بصمة خاصة ..ولا ننسي ان التعليق ايضا بوابة اعلانية وتسويقية كبرى . مازدا الفأل الحسن الاعداد على طريقة الليلة الوقفة وبكرة العيد لن يكون كافياو نتمنى من النجوم ان يكونوا على الموعد والجمهور نتمنى ان يكون على قدر التحدي وفي الموعد فيما تبقى من مواجهات قادمة بعد أن سقط المنتخب في مباراتين داخل ارضه امام جنوب افريقيا وخارج الارض امام الكنغو برازافيل في الجولة الثانية للتصفيات الاممية لنهائيات الكان بالمغرب عام 2015 .