* الكاتيناتشيو هي طريقة لعب ايطالية تهدف إلى اغلاق المنافذ على المهاجمين حتى لا يحرزون هدفاً والكلمة بالايطالية معناها (مزلاج الباب) وقد استفادت هذه الطريقة من طريقة (السلسلة) التي ابتكرها المدرب النمساوي (كارل رابان) الذي كان يدرب فريق (سيرفت) السويسري في ثلاثينات القرن الماضي وتبني طريقة (الكاتيناتشيو) على دفاع مكوَّن من ثلاثة لاعبين معهم لاعب (ليبرو) أي قشاش مهمته قطع أي كرة تتجه لمرمى فريقه فمهمة (الليبرو) تذكرني بمهمة خفير الفتاة الجميلة والتي قال عنها شاعر الدوبيت (غفرك لكة لي فرخ الضفادع يناهر) أي أنه لا يدع شيئاً مهما كان صغيراً أن يصل إليها ويساعد هؤلاء لاعب وسط يعود فوراً لمنطقة الدفاع في حالة اتجاه الكرة نحو مرمى فريقه ليردها من حيث أتت، وكلمة (كاتيناتشيو) صعبة النطق علماً بأننا لا نعرف من الايطالية سوى كلمة (بيتزا) وكلمة (كومدينو) والأخيرة تعني الصندوق الصغير أو الخزنة الصغيرة، والكومدينو في العادة يوضع بالقرب من السرير وهذه الكلمة لاتزال تنطق وكما هي، ولا إدري كيف عرف أهلنا هذه الكلمة، فهل جاءتنا مع القوات السودانية التي حاربت في ليبيا إبان الحرب العالمية الثانية أم عبر الرحالة الذين زاروا السودان؟. وأذكر عندما كنت عضواً في هيئة تحرير صحيفة (ظلال) المتوقفة، ذكرت بعض الكلمات التي تتشابه نطقاً وتختلف معنًى برغم أنها من لغات ثلاث هي: الايطالية واليابانية والدارجية السودانية، وكانت تحت عنوان (الكومودينو.. والكومينو.. والكمونية). ونعود لنقول إن طريقة (الكنكشة) الايطالية هي سلاح ذو حدين فأحياناً يتغلب اللاعبون في الفريق الخصم على هذه الطريقة بالمهارات الفردية فينفذ الواحد منهم كالسهم وينطلق نحو المرمى ليحرز الأهداف و(عينك ماتشوف إلا النور) ويبدو أن (غازريتو) مدرب المريخ الحالي ومدرب الهلال السابق الايطالي الأصل قد قنع من طريقة أهله في لعب كرة القدم وانتهج طريقة الهجوم الكاسح، فنجح مع فريق مازيمبي وفشل مع فريق الهلال، ولا ندري أن كان سينجح مع المريخ أم سيفشل ليقال من تدريب المريخ قبل بداية دورة الممتاز الثانية. وثالثة الأثافي أن الايطاليين أنفسهم قد تعرضوا لهزيمة نكراء في كأس العالم 1966م بانجلترا، فقد كان فوز الايطاليين يقودهم مباشرة إلى دور الثمانية مع الكبار، أما الهزيمة فتجعلهم يغادرون فوراً إلى بلدهم فانهزموا من فريق كوريا الشمالية وهو فريق مغمور، ولكن كان سلاحه السرعة ولا شئ سوى السرعة. فغضب الايطاليون لهزيمة فريقهم وكان الجمهور الايطالي ينتظر عودة فريقه ليشفي غليله عبر مطار روما، وعرفت إدارة الفريق أن مشجعي الفريق تداعوا من كل حدب وصوب وهم في حالة من الغضب والهيجان، فقامت إدارة الفريق بتحويل مسار الطائرة لتهبط في مطار (جنوة) وفي جنح الظلام وبرغم هذه الحيلة الذكية انتظرتهم الجماهير الغاضبة وقذفتهم بالطماطم والبيض الفاسد والكثير من الشتائم، بل ذهب كل لاعب إلى أسرته واستخدم الطريقة السودانية (حمد لبد) خوفاً من أن يفتك بهم المشجعون المهوسون!! وعندما التقى الروس مع كوريا الشمالية بعد انتصارهم على الطليان لم يتوقفوا كثيراً عند مثلنا السوداني الذي يقول (أخوك لو حلقوا ليهو صلعة بل رأسك)، بل فكروا كيف يتخطون هذا الفريق (العكليتة) فقد بدأ الروس طريقة الفريق الكوري والذي يمتاز بالسرعة الفائقة فطالب لاعبيه باستخدام التمريرات العالية والمتقنة، لأن كل لاعبي الفريق الكوري قصار القامة والكرة إذا مرت فوق رؤوسهم إلا يتغزلوا فيها على طريقة الشاعر العربي (مر السحاب لا ريث ولا عجل)، ولكنهم لن يصلوا إليها وأن غنى لهم فناننا عبدالله البعيو (قالوا القصار طالوا)!! ونجح المدرب الروسي في التكتيك الذي رسمه وهزم الكوريين بثلاثة أهداف دون مقابل، وكأن لسان حال المدرب الروسي بعد نهاية المباراة يقول لهم: (يلا بلا لمة بلا بطيخ)!!.