فقدت ملامح وجهي القديم.. ومازلت أسأل هل من دليل ؟ .. أحاول أن أستعيد الزمان .. وأذكر وجهي .. وروعة عزفي .. وسحري النبيل .. فلحني صار صمتاً .. ولعبي معاد .. بطئ ثقيل كأني جماد .. أين حماسي ؟ أين نشاطي ؟ كأني رماد . مضيت أسائل نفسي كثيراً.. ترى أين وجهي ؟ .. وأحضرت لوناً وفرشاة رسم .. ولحناً قديماً وعدت أدندن مثل الصغار.. تذكرت دفاعي الذي كان ( سداً ) منيعا .. تذكرت وسطي الذي كان (حماساً) وسحراً بديع .. تذكرت هجومي الذي كان ( سهماً ) ضارباً وسريع .. تذكرت وجهي .. كل الملامح ، كل الخطوط .. رسمت الملامح فوق السحاب .. فوق الخصوم وفوق الركاب .. (هاتوا هلالي الحبيب) .. فإني فقدت ملامح وجهي القديم . جاء كل الهلالاب الأحباب وتحلقوا أمام الشاشات .. جاءوا بعطش طال لينابيع الجمال ، وسحر الهلال .. ولكنهم تاهوا في صحراء الكآبة و(الملال) وأصبحوا يقلبون ايديهم ذات اليمين وذات الشمال .. وهي خاوية علي عرش (الخيال) . بحلقنا في الملعب طوال تسعين دقيقة وإنتظرنا أن يعود الحبيب .. هتفنا وصرخنا (إظهر وبان عليك الامان) ولكن لاحياة لمن ننادي . كان الهلال في الميدان غريب اليد واللسان ، فلا أبان ولا أسعد انسان .. وماكان لإنسي أو جان قدرة على أن يلعب دور الترجمان ، ولا أن يحسن فك طلاسم العك في الميدان . لنا الشجاعة الكافية لكي نقول أن هذا ليس هو الهلال .. ولاداعي لدفن الرؤوس في الرمال في إنتظار فرج يبدو أنه يلامس سقف المحال . دفاع الهلال كان بالأمس في أسوأ حالته والوسط كان تائهاً ، أما الهجوم فقد شكل غياباً تاماً رغم أن الخصم كان فريقاً عادياً لم يحلم حتي بالخروج بالتعادل دعك من أن يذل الهلال . لم نشهد الهلال في الأمد القريب بمثل هذا السوء .. إرسال طويل من دون هوية .. أخطاء مملة في التمرير .. تباعد تام بين الخطوط الثلاث .. إهدار للفرص برعونة مقيتة . فعل هجوم الثوار بالأمس في دفاع الهلال ماشاء وإخترقوه من العمق والأطراف .. وضربوه مثني وثلاث ورباع ، ولو سجل لاعبوه كل الذي ضاع لدقوا للأزرق طبول الوداع . (صيغة منتهى الفتوح) كان العنوان الأبرز لأبيكو ورفاقه بالأمس ، ولو أحسن رماة الأهلي إستغلال السوانح لناءت الشباك الزرقاء بالأهداف دفاع الهلال..الحال يغني عن السؤال .. فلا جديد يذكر .. بل قديم مُعاااد ... و... ومعاااد ، فبويا وسيسيه وعمار وصمويل كان أداؤهم باهتٌ وهزيل ، بل كانوا يحتاجون لمن يراقبهم لانهم شكلوا خطورة تامة على شباك ماكسيم وأنابوا عن الثوار في التسجيل وكاد بويا أن يضاعف الحمل الثقيل بعد أن كاد أن يسجل الثاني لابناء أبونوارة . .. كان كل أولئك كالأشباح بلا حماس ولا روح وكان دفاع الهلال (مفعول به)، مفتوح، ومفضوح ،وعلامة الفتح الفراغات الظاهرة في بنيانه غير المرصوص . أضعف مهاجم كان يمكنه ان يفعل بالدفاع الأزرق (سواة العاصفة بي فرع الشتيل الني).. ثم ينصرف بهدوء بعد أن يبصم على الشباك الزرقاء المحروسة ب (المكسيم)، أو حتي لوعاد(سبت) أو كان إسبوع بي حالو.. ثم يعلق لافته صغيرة في عنق بويا ورفاقه ويقول فيها : (عفواً ،حضرنا ولم نجدكم ) . الهلال قدم أمس الاول أسوأ مباراة له في البطولات الأفريقية خلال العقد الأخير وكان مظهره بالامس يشابه لفرق الحواري والأزقة التي تلعب بلا مدرب ولا خطة ولا شكل ويمكن أن تكمل تشكيلتها بأحد المتفرجين . الهلال لعب في تونس بطريقة (ليّس ليّس يطلع كويس ) وأدى اللاعبون المباراة بلا مبالاه غريبة لم نجد لها تفسيراً . لم نجد عذراً لفريق عسكر من أجل هذه المباراة لمدة إسبوع كامل وتحصل علي أشرطة مباريات الخصم ودرسه بطريقة شاملة ، والسؤال الذي يتبادر للذهن من الذي أدار مباراة أمس الاول ؟ هل هو العشري فعلاً ، أم مبارك أم هيثم .. والاجابة علي هذا السؤال ربما تقودنا إلي أس المشكلة وطريقة حلها . الخوف كل الخوف على الهلال من مباراة الرد بالمقبرة وليس مرد ذلك إيمان بقوة الفريق الليبي الذي أكدت نتيجة تونس تواضعه التام فأي خصم غيره لو وجد الازرق بذاك التوهان لأحرز نتيجة تتحدث بسيرتها الركبان ، ولكن خوفنا نابع من عدم ثقة تسربت لكل قلوب الاهلة من شكل هلال العشري التعبان . العشري فشل في وضع التشكيل المناسب وبدل في خانات اللاعبين وظل يناظر فريقه التائه طوال ال 70 دقيقة دون أن يحرك ساكناً وحتى عندما تفتقت عبقريته ليقوم بالتبديل لم تكن تبديلاته سليمة ولا منطقية . العشري إعتمد على (كاريكا) كمهاجم وحيد وصريح وهو دور لايجيده كاريكا الذي يعتمد على المساحات ويجيد اللعب كجناح أو خلف المهاجمين فقدمه العشري لقمة سائغة لمدافعي الفريق الليبي فصار كاريكا يتراجع للوسط وهو أمر أراح مدافعي الثوار فصاروا يتقدمون للأمام للدعم والمساندة . كل الكرات الطويلة المرسلة لمهاجمنا الوحيد كانت من نصيب دفاع الأهلي ومع ذلك ظل لاعبو الهلال يكررون الأمر طوال المباراة دون تدخل من العشري أو معاونيه . العشري لعب بخمسة لاعبين في الوسط دون مهام واضحة ويبدو أنه (دخل السيستم) وأضحى يفكر في مجاملة النجوم والاسماء ولا يريد أن يترك أحد الكبار على الكنبة وذلك على حساب الخطة وطريقة اللعب . لانحب نخوض في الشأن الفني للفرقة الزرقاء لكن وكما يبدو للعيان فإن التوظيف الخاطيء للاعبين كان أحد أسباب الخسارة . الهلال لم يبني أي هجمة بطريقة منظمة وسليمة ، الهلال لم يستفد من الركنيات التي أتيحت له على قلتها وكذلك الكرات الثابتة والتي تفنن في إضاعتها كاريكا بصور غريبة ومتكررة دون أن يوجه العشري أو مساعديه بتركه لتنفيذها للاعب آخر كمكورو أو سيسية أو أبوعاقلة أو غيرهم . إصرار كاريكا على تنفيذ كل شئ بنفسه أمر محير فهو من ينفذ ركلات الجزاء والركنيات والضربات الثابتة وهو أمر لايفعله حتى ميسي في برشلونة . على المدرب إفهام كاريكا أن كل ذلك لايدخل ضمن مهام الكابتن وعليه تحديد المنفذ في كل لعبة وذلك من خلال التدريبات ومعرفة من يجيد التنفيذ . نعلم أن النتيجة ليست ثقيلة وما جعلها كذلك الحظ ولا شئ سواه ، ولكن مبارأة الاياب ليست بالسهلة ويفصلنا عنها أقل من إسبوع وما لم تتم غربة شاملة لخطوط الهلال ومعالجة لاوجه القصور فالخروج الأفريقي والعطالة محمدانا . الفريق الليبى يجيد اللعب على الاطراف وهدفهم الوحيد جاء من كرة عكسية وبنفس هذه الطريقة أحرزوا أهدافهم فى الفريق أونزو المالي بالدور التمهيدي وفازوا خارج أرضهم وهو أمر يؤكد أنهم لا يتأثرون بعاملي الارض والجمهور وقد صرح مدربهم بذلك ، فهم تعودوا على اللعب أمام الجمهور الليبي الشرس الذي يتفوق على جماهيرنا في ديمومة التشجيع . مباراة الاياب تحتاج لاعداد خاص ولتوحد كل الاهلة خلف فريقهم حتى الخروج من هذا المطب الصعب .. ولنا عودة .