ظلت جماهير الهلال المليونية متعلقةً بالفتى الزمبابوي إدوارد سادومبا منذ قدومه للكشوفات الزرقاء في العام 2009م وحتى رحيله عن القلعة الزرقاء في العام 2012م وظلت في فترة غيابه وحتى عودته مجدداً لقلعتها الزرقاء تردد مع شاعرنا الكبير والهلالي القح أزهري محمد علي :" مشتاقين حبيب القلب ياطيب.. أراضيك وين." وكانت وسائل الإعلام الزيمبابوية قد أبدت اهتماماً كبيراً بعودة إدوارد سادومبا للهلال بعد مغادرته للنادي قبل ثلاث سنوات ونصف، ليعود مرة أخرى ويتعاقد معه النادي في التسجيلات التكميلية. ويعتبر إدوارد سادومبا هو هداف الهلال الأفريقي، برصيد 23 هدفاً متقدماً على زميله السابق مدثر كاريكا صاحب ال22 هدفاً، حيث بدأ ساسا رحلته الاحترافية مع الهلال في يونيو 2009م، حتى ديسمبر 2012م، قادماً من بيدفيست الجنوب أفريقي الذي لعب له معاراً من فريق ديناموز هراري، ولعب للهلال ثلاث سنوات ونصف، سجل خلالها 118 هدفاً بشعار الهلال، في 142 مباراة، منها 38 هدفاً في 66 مباراة بالدوري الممتاز، و27 هدفاً في 15 مباراة بكأس السودان وهو أول لاعب في تاريخ منافسة كأس السودان يسجل 12 هدفاً، وكان ذلك في شباك الجميعابي الكاملين، و13 هدفاً في 23 بدوري أبطال أفريقيا، وعشرة أهداف في بطولة الكونفدرالية، و38 هدفاً في المباريات الودية وزار شباك المريخ أربع مرات، ليمنحه هذا الرقم الكبير من الأهداف صك العودة مجدداً لكتيبة الأمواج لينجح سادومبا صاحب ال33 عاماً في إضافة هدفه الذي يحمل الرقم 119 خلال مباراة أمس الأول التي جمعت الهلال بالمريخ في قمة الدورة الأولى للدوري الممتاز. سادومبا واحد من اللاعبين المحبوبين وسط زملائه اللاعبين، ويعتبر بشه من أصدقائه بجانب بوي ومساوي، كما أنه صديق لكل لاعبي الهلال، دون تميز ولا يمكن أن ننسى العلاقة القوية التي تجمع الزيمبابوي إدوارد سادومبا بكاريكا الذي يرى فيه الأخ الصديق قبل أن يكون الزميل في الجانب المهني. عودة سادومبا إلى الهلال وجدت ترحاباً كبيراً جداً من قبل عشاق النادي الأزرق لا سيما وأن اللاعب أصبح واحداً من اللاعبين الذين تربطهم علاقة قوية بجماهير الهلال، وفي أوقات كثيرة دائماً ما تتغنى جماهير الأزرق باسم النجم تعبيراً عن فرحتها الكبيرة بعودة اللاعب إلى الكشوفات الزرقاء.وعقب لقاء قمة رمضان الأخير والذي تألق خلاله الزمبابوي القصير المكير تألقاً لافتاً قائداً فريقه للفوز بهدفين مقابل هدف وحيد. جلست (قوون) التي لا تعرف التثاؤب إلى الفتى الزمبابوي صاحب الأهداف الرائعة والتمريرات القاتلة وغاصت في أعماقه لتخرج بالحصيلة التالية: 00 لاحظنا درجة التفاهم والانسجام الكبير الذي يجمع بينك وزميلك النيجيري عزيز شوبولا فهلا حدثتنا عن سر هذا التفاهم على الرغم من أنها المرة الأولى التي تشاركان فيها معاً منذ البداية مع الكتيبة الزرقاء؟ = أود أولاً أن أشكر الله على توفيقه لي في كل حياتي, وأشكر أيضاً رئيس مجلس إدارة نادي الهلال السيد أشرف الكاردينال إضافةً للجهاز الفني بقيادة المدرب الروماني إيلي بلاتشي وزملائي اللاعبين والجماهير الهلالية التي ظلت تقف معي وتؤازرني منذ أن وطأت أقدامي أرض السودان وحتى اليوم وتربطني معها علاقة وطيدة. النيجيري عزيز شوبولا لاعب عظيم وهو من نوعية اللاعبين الذي ترتاح للعب بجوارهم لمهارته العالية وفكره الكروي المتقدم إضافةً إلى تكوينه الجسماني المثالي, أما عن الانسجام والتحركات التي نفذناها معاً خلال مباراة أمس الأول فإنها تحركات مدروسة وبحسابات دقيقة رسمها الجهاز الفني خلال التدريبات التي سبقت المباراة وقد كررناها كثيراً خلال التدريبات ومعنا مجموعة أخرى من الزملاء, ومن هنا أشكر الخبير الروماني بلاتشي على ثقته الكبيرة وأتمنى أن أكون دوماً عند حسن ظنه. 00 صف لنا شعورك وأنت تصل إلى هدفك الخامس في مرمى المريخ والهدف رقم 119 بالقميص الأزرق؟ = المريخ فريق كبير ودائماً لاعب الكرة يشعر بسعادة كبيرة عندما يسجل هدفاً في أحد الفرق الكبيرة والعريقة وذات الجماهيرية، لأن الهدف حينها يصبح له مذاق خاص وأنا دوماً أحبذ إحراز الأهداف في المباريات الكبيرة والتي تحتاج إلى استخدام أسلحة متعددة مثل الخبرة والذكاء إضافةً للمهارة ولذلك أنا سعيد أيما سعادة بإحرازي لهدف الفوز لفريقي وصناعتي لهدف التعادل في مباراة القمة وأشكر الله على توفيقي في المباراة. 00 هلا وصفت لنا الأجواء داخل الفرقة الزرقاء في خصوص اللاعبين الذين يضمهم كشف الفريق حالياً؟ = الهلال يمتلك مجموعة طيبة من اللاعبين, وهي خليط بين العناصر الشابة وعناصر الخبرة وكذلك لاعبو الفريق الرديف وكل هذه المجموعة تعمل في توافق وانسجام كبير ويصهرها الجهاز الفني للفريق بقيادة الخبير الروماني إيلي بلاتشي في بوتقةً واحدة حتى تخرج منها مجموعة متفاهمة ومنسجمة, تعمل كوحدة واحدة في توافق وتدفع في اتجاه تحقيق هدف مشترك, مما يجعلنا نتوقع تطوراً هائلاً في المستوى الفني للفرقة الزرقاء من مباراة لأخرى ولعلكم لاحظتم الانضباط التكتيكي الكبير للاعبي الهلال خلال مباراة أمس الأول ومباراة الخرطوم الوطني, إضافةً لسرعة الانتقال من حالة الدفاع لحالة الهجوم والسرعة في إيقاع اللعب, كما أن الأجواء بين مجموعة اللاعبين طيبة وكذلك الأجواء داخل النادي. 00 لعبت للعديد من الأندية قبل وبعد انضمامك للهلال فما هي المقارنة بين الأندية الأخرى والهلال؟ = أود أولاً وفي هذا الصدد أن أشكر رئيس نادي الهلال السيد أشرف الكاردينال فهو يعامل جميع اللاعبين بالتساوي، ولذلك هو ناجح في عمله بدليل المنشآت التي انتظمت النادي وهذه المعاملة الكريمة من شأنها تهيئة الأجواء المثالية والتي تساعد على الإبداع وبالتالي الوصول للغايات المنشودة والصعود لمنصات التتويج. وبالنسبة لي فقد اكتسبت خبرات كبيرة واحتفظ بذكريات طيبة في كل الدوريات التي لعبت فيها ولي علاقات ممتدة داخل وخارج القارة الإفريقية, وكل ما أفعله أنني أعطي عملي، كما أنني دائماً ما أبذل قصارى جهدي في التدريبات والمباريات .100 %بنسبة 00 كيف تعاملتم مباراة أمس الأول والمريخ يتقدم بهدف أحمد عبدالله ضفر في الدقائق الأولى وكيف عدتم للسيطرة والتعادل ومن ثم التقدم والفوز؟ = عندما تقدم علينا المريخ بهدف السبق مع بداية المباراة, لم نتوتر، بل بخبراتنا الكبيرة عمدنا على الاحتفاظ بالكرة مع دقة التمريرات وتعاملنا مع الأمر بكل هدوء. أما بالنسبة للتمريرتين اللتين مررتهما لزميلي عزيز شوبولا فقد لجأت إلى سلاحي الآخر وهو صناعة الأهداف, فأنا أجيد صناعة الأهداف مثلما أجيد إحرازها وفي مباراة أمس الأول لاحظت أن مدافعي المريخ يراقبونني مراقبة لصيقة عندما أدخل إلى الثلث الأخير، ولكن عندما أتراجع إلى وسط الملعب فإنهم يتركونني وحالي ولا يراقبوني ولذلك عمدت إلى التراجع إلى وسط الملعب لتجهيز الأهداف لزميلي عزيز شوبولا وقد مررت له تمريرتين حاسمتين أحرز من إحداهما الهدف الأول وارتكب معه مدافع المريخ مصعب عمر مخالفة داخل منطقة الجزاء لم يتردد حكم المباراة في احتسابها ركلة جزاء أحرزت منها هدف الفوز. 00 إذاً ما هو السر الذي قاد للفوز؟ = لقد كنا نعلم أن المريخ فريق كبير ومحترم وبالغ الخطورة إذا لم تلعب أمامه بتركيز، ولذلك أدينا المباراة بدرجة عالية من التركيز ليحالفنا التوفيق وأصالة عن نفسي وإنابةً عن زملائي أتقدم بالشكر لجهازنا الفني ولدائرة الكرة والقطاع الرياضي ومجلس الإدارة وجمهورنا العظيم على مجهوداتهم المقدرة وأعدهم بأن نبذل قصارى جهدنا خلال المباريات المقبلة حتى تكون راية الهلال دائماً عاليةً خفاقة. إذاً السر هو درجة التركيز العالية التي تحلينا بها. كلمة أخيرة عبركم أشكر جماهير الهلال على وقفتها الدائمة معنا وأعدهم بأن نبذل قصارى جهدنا لإسعادها ولا أكشف سراً أن قلت لكم أن القادم أحلى مع الخبير الروماني إيلي بلاتشي وجهازه الفني المساعد, فقد عاصرت العديد من المدربين خلال مشواري مع الكرة إلا أن بلاتشي فريد ومتفرد فهو يقرأ المباريات حتى قبل أن تلعب والمتابعين لتدريبات الهلال يدركون جيداً أن الأهداف التي يحرزها الفريق خلال المباريات تنتج عن جمل تكتيكية محفوظة ومدروسة، قام اللاعبون بتطبيقها خلال التدريبات ولعلكم تذكرون حديثي الذي ذكرته خلال هذا الحوار بأن فرصة التطور في الأداء موجودة. على هامش الحوار استعملت سلاحي الثاني أمام المريخ، ولكن صناعة البرنس أكثر جودة. قلت له إنك ملت لصناعة الأهداف خلال لقاء القمة وذلك واضح من خلال التمريرتين الحريريتين اللتين قدمتهما على طبق من ذهب لزميلك النيجيري عزيز شيبولا ..فهل تحاول تقليد البرنس هيثم مصطفى قائدك السابق ..فأجاب ضاحكاً: ولكن صناعة البرنس أكثر جودة.. بالفعل لقد تراجعت إلى وسط الملعب خلال لقاء القمة الأخير هرباً من الرقابة اللصيقة التي فرضت عليَّ من جانب مدافعي المريخ ونجحت في هاتين التمريرتين، بل وكنت قريباً من زيارة شباك الحارس الأوغندي جمال سالم.
