{ ملف التسجيلات التكميلية في يونيو والرسمية في ديسمبر من كل عام نشهد العجب العجاب فيها ولا زالت الادارات تتحكم في قرارات التسجيلات ولا زال البعد الفني غائبا، لقد سبق ان تحدثنا عن هذا الملف كثيرا ولا جديد نقوله فالاخطاء تتكرر كل عام والشطب يتم في ستة اشهر والضجيج يتواصل حول تسجيل النجم الضجة فلان والملايين والمليارات تنفق ولا جديد وهكذا نحن لا نتعلم من اخطائنا ولا ندري الي اين تقودنا هذه الابعاد الادارية ولا شك انها تقودنا للبعد عن منصات التتويج .. العيب ان الانسان لا يتعلم ويحاول التعلم ولكن العيب كل العيب ان يدعي الانسان بانه يدري وهو لا يدري ولو نظرت ادارتا القمة لفريق الترجي التونسي بطل افريقيا الموسم السابق لاتعظت من سياسته في التسجيل فملف المحترفين في هذا النادي يعتبر كافيا لارسال مندوب من ناديي القمة للجلوس مع مسئولي ملف الاحتراف في الترجي والاستفادة من هذا الامر فالترجي لديه مقدرة فائقة في اكتشاف وتسجيل النجوم الصغار في السن ويحقق بهم البطولات والانجازات وبعد كل ذلك يستفيد من تسويقهم ويدرون له عائدا محترما اما عندنا فحدث ولا حرج فالمحترفون هم الذين يذهبون ويشتكون للفيفا مطالبين بحقوقهم بنص القانون والقانون معهم رغم ان عطاءهم كان صفرا كبيرا هذا ملف المحترفين وتحدثنا عنه قبل ذلك كثيرا اما ملف التسجيلات المحلية فهو شبيه بالملف الخارجي فاللاعب يتم تسجيله في ديسمبر من العام السابق ويشطب في يونيو وهذا ما حدث بالفعل في هذا الموسم فالهلال في الموسم السابق كان الجميع يتوقعون ان يتم تسجيل مدافع ولكن ادارته قامت بتسجيل مهاجم وهو الكاميروني اوتوبونج الذي دفعت فيه اموالا طائلة وكان التخلص منه صعبا وكلف ايضا خزينة الهلال والجميع يعلم تمام العلم بان الهلال كان في حاجة ماسة لطرف ايسر وطرف ايمن وجاءت الفكرة الاخيرة وتم شطب المدافع ديمبا باري ولم يتم تسجيل بديل له والحال في الهلال مشابه للمريخ فالمريخ بفضل مدربه الهمام ريكاردو ترك الفريق بلا صانع العاب وهو يعلم هذه الحقيقة جيدا ولكن لماذا يسعي ريكاردو هذا هو بيت القصيد فالمريخ كما ذكرنا بحاجة ماسة لخدمات قائد الفريق فيصل العجب ولكن ريكاردو تعمد ان يضعه في دكة البدلاء فاسالوا مدرب المريخ المصري الاسبق محمود سعد الذي عمل عملا شاقا مع العجب بتمارين اللياقة واعاد له رشاقته وخفته وكان ابداع العجب الذي شاهده الجميع ولا ندري كيف يواجه الهلال والمريخ البطولة الكونفدرالية ولا زال الفريقان يعانيان من نقص في الدفاع والوسط وحتي خط الهجوم المريخي ليس به لاعب وطني واحد ولا ادري كيف تفكر ادارتا الهلال والمريخ فهل بهذه الطريقة يمكن ان نحقق بطولات والاجابة بالطبع لا فالفريقان ينقصهما الكثير ويفتقدان لملامح البطولات الخارجية . اننا شعب قلق وغير صبور فالمراحل او المدارس السنية تحتاج لوقت وصبر حتي يشب الناشئ عن الطوق ويدخل المباريات تدريجيا ولكن نغمة اللاعب الجاهز ما زالت هي المسيطرة وهي الثقافة السائدة لقد شاهدنا الهلال في عهد كامبوس ودو سانتوس يلعب الكرة القصيرة الممرحلة وشاهدنا ابداعات المريخ في عهد الالماني كروجر والمصري حسام حسن ولكن في هذا الموسم اختفت تماما ملامح الفريقين ويفوزان في الممتاز بلا ادني جهد وكل الاهداف لا تاتي بطريقة او جملة تكتيكية واضحة فدلوني علي فوز مقنع للفريقين طيلة الدورة الاولي للممتاز وزاد الطين بلة التسجيلات الجديدة فمحترفو الهلال بطيخة مقفولة وامر نجاحهما من عدمه مازال في رحم الغيب والنجوم المحليون الجدد مخلوعين بالملايين وبالجماهير ولا يمكنهم ان ينسجموا مع الفريقين بين ليلة وضحاها هذا هو واقعنا بكل اسف وهذه المسلسلات ظلت تتكرر كل عام واخطاء التسجيلات هي نفس اخطاء سنة 2000 اي قبل 12 عاما ويمكن ان نقول قبل 24 عاما ولا يمكن ان ينصلح الحال ونصل لمنصات التتويج الافريقية ما لم تتغير السياسة المتبعة حاليا في الاحلال والابدال في الفريقين ولا يمكن ان تتم في ظل هذه اللخبطة فكرة القدم يا سادتي علم ودراسة وفن فالادارة الرياضية علم قائم بذاته والتدريب والمراحل السنية وكل ادوات العمل الرياضي تحتاج للعلمية ولا يمكن في ظل العشوائية والتخبط ان نحقق الانجازات الخارجية فهل ينعدل الحال؟ اتمني ذلك ولكن لمن نقول هذا الحديث .