»جمهور كرة القدم السودانية مشاغب وسيئ السلوك » للأسف الشديد بدأت هذه الفكرة تتسلل للعقول وتكاد تصبح صفة تلاحقنا بعد التداول الكثيف وغير المتعقل للإعلام المحلي والدولي للأحداث الأخيرة التي شهدتها لقاءات فريقي القمة السودانية وما صاحبها من إتلاف وتدمير لأملاك عامة سوف تتحمل تكلفة صيانتها بطريقة أو بأخرى الجماهير السودانية نفسها , فجمهور كرة القدم السوداني هو الممول الأكبر والذي يضخ من قوت عياله الملايين من الجنيهات لتسيير النشاط الرياضي ..!! هذا الإتهام بلا شك يشملنا جميعا عندما لم تتمكن السلطات من إلقاء القبض على المتسبب الفعلي في الأحداث السابقة , فأخذ الجميع كل يضع طاقية الإتهام على رأس جاره الجمهور يلقيها على الإعلام والإعلام يلقيها على الحكومة والحكومة تعيدها على رأس الإعلام وهكذا كل يدعي أنه (الشريف الرضي ) وعندما أصبح من الصعب تحديد تلكم الفئة التي خرجت عن القانون وقامت بسن هذه السنة غير الحميدة في الوسط الرياضي فإن الإتهام أعلاه يصبح طاقية (كبييييرة) تغطي رؤوسنا جميعا وتكفينا مشقة الذهاب للأسواق لشراء طاقية العيد السعيد الذي يقف على الأبواب الآن أعاده الله علينا جميعا وبلادنا تنعم في رغد العيش والسلام قولوا آمين . مباراة اليوم التي تجمع المريخ أمام ضيفه الهلال يمكن أن تمثل منبرا جيدا لجمهور كرة القدم السودانية لينفي عن نفسه ذلك الإتهام القبيح وليؤكد للعالم كله أن جمهور كرة القدم السودانية هو فاكهة هذه الرياضة وخير ما أنجبته كرة القدم في بلادنا , هو الأخلاق والأدب والروح الرياضية المتسامحة , هو وليس سواه من يهمه الحفاظ على الممتلكات والبنية التحتية الرياضية فهي كما قلنا ملك حر له وهو ممولها الأكبر ..!! دعوة نرسلها لكل الجمهور الرياضي الذي سوف يتابع المباراة من داخل الملعب اليوم , إن (قميصنا قد من دبر ) ورغما عن ذلك تلاحقنا الإتهامات لذلك تقع عليكم اليوم مسئولية كبيرة , نريد أن نرى تشجيعا مثاليا يشبه الشخصية السودانية المتعقلة التي لا تأسر عزيمتها الإنتصارات ولا تمكر بعقلها صهباء الخسارة والهزيمة (المرة ) , جمهور يهنئ الخاسر منه الفائز .. هي دعوة خالصة للتصافي والتعافي فالدنيا قبايل عيد ..!! ودعوة أخرى نوجهها للاعبي الفريقين نتمنى أن تجد آذانا صاغية , فلتذهب الفرقتين معا المريخ والهلال بقيادة كابتني السودان هيثم وفيصل للطواف حول الملعب وتحية جمهور الفريقين وفي ذلك رسالة مفادها أن الأمر لا يعدو أن يكون تنافسا رياضيا شريفا وأن الجميع بعد نهاية المباراة هم إخوة أشقاء وهم قبل نهايتها أبناء عمومة وأخوال .. ! ثم أذكركم بأننا نستظل بأفضل أيام الله تعالى وأكثرها بركة (وليال عشر ) العشر من ذي الحجة فأكثروا فيها من العمل الصالح والدعاء أن يصلح الله تعالى شأننا ويقيل عثراتنا , وأن لا يولي علينا من لا يخافه ولا يرحمنا ..!! يحكى أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان يدخل السوق في مثل هذه الأيام المباركات فيبدأ في التهليل والتكبير , ثم يتبعه الناس كل الناس حتى يرتج السوق ويهتز من التكبير او التهليل فلماذا لا يكون التكبير والتهليل هو الهتاف الذي يجمع المتنافسين اليوم ..! تعالوا لكي نهز الملعب اليوم , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر ولله الحمد. مباراة اليوم مناسبة طيبة لكي تحرر الجماهير لنفسها صكوك البراءة مما حيك ضدها.. مناسبة جيدة لكي (نعيد ) بدون تلك الطاقية السوداء, وكل عام ونحن الجمهور الأمثل والأفضل في الدنيا قف : ياما في السجن مظاليم