سيف الحق حسن [email protected] سبحانه يخلق ما يشاء من البشر الذين يقولون ما لا يفعلون ومن الأفواه التي تلبس الحق بالباطل. هناك عصامان أبطال في الحرب الكلامية والدعاية الإعلامية وإستخدام الشعارات الدينية بحرفية للإبتزاز الإرهابي والعاطفي. لا تخطئهما اللباقة في الحديث مع الإجهاش بالبكاء أحيانا كثيرة ولكنها للأسف أحاديث وتصريحات تزيف الوعي وتضلل الروئ ولا تخفي إلا الحقائق الدامغة. و مع أنه واحد في الدلتا والآخر في المقرن إلى أن التناغم والغزل ما بينهم لا ينفك عبر مجرى النيل العظيم. ولعقد التشابه دعني أنقل لك مقتطفات من ما كتب وقيل عن هذين العصامين. لنبدأ بالعريان فقد قال الأستاذ الصحفي المصري سامي عسكر عنه: " يُمثل الدكتور عصام العريان لدي حالة عسيرة في الفهم، فلم أكن أدرك يوماً بأن الرجل سينقلب في أفكاره وأطروحاته عن الآخر لهذه الدرجة، بل ولم أكن أتوقع بأنه سيتمادى في سلوك من سبقوه من الانتهازيين وأصحاب الرؤى الضيقة في التفسير..كانت بداياتي مع الرجل عندما كنت في الجماعة وأقرأ له كثيراً، خاصة في رؤاه التنويرية عن الديمقراطية والآخر، أو في محاضراته في الثمانينات عن العلم الشرعي وضرورة طلبه من مصادره، حينها رسمت له في ذاكرتي صورة أقرب إلى صورة مارتن لوثر بنُسختيه القديمة والحديثة، فالرجل ذو طراز تجديدي يحمل في مضمونه خُلق المعارضة الحية والنابضة..ومن الطبيعي في شخص يمتلك هذه المواصفات أن تستخدمه الجماعة في تلميع وتبييض وجهها الأسود عند الكثيرين. آراء الدكتور عصام العريان يمكن تقسيمها لمرحلتين..الأولى وهي قبل ثورة 25 يناير كان فيها الرجل معدود ضمن إصلاحي الجماعة وروادها من التنويريين، حتى أن الكثيرين كانوا يتوقعون انفصاله عن الجماعة بعدما ترك زُملائه من نفس مدرسته –الفكرية- التنظيم كالدكتور حبيب والدكتور أبو الفتوح ، وأنه وبهذا السلوك سيكون الدور عليه للهرب من "جحيم الإخوان ودونيتهم"!..أما بعد الثورة فقد ظهر الرجل وكأنه أكثر إخوانية من المُرشد نفسه!..حتى تورط في تصريحات استفزازية للمعارضة ولم يكتفِ بذلك بل أقدم على إهانة رموز كبار في العمل الصحفي كالمفكر السياسي الكبير "محمد حسنين هيكل"..ومع هذا السلوك الردئ من الرجل فلم ألحظ عليه خفوت ابتسامته في شعور نفسي وكأنه يطمس أشياءاً بداخله." إنتهى وتقول الصحفية سهام فوزي: " كالمعتاد يفاجئنا أدون عريان، الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وزعيم الأغلبية في مجلس الشعب ..بتصريح يؤكد مدى غباء الإخوان السياسي. ترك زعيم الأغلبية كل ما يحدث في مصر وانشغل بالهجوم على دولة الإمارات العربية بتعابير أقل ما يقال عنها أنها ساقطة وتعبر عن ضحالة فكر مطلقها وعدم شعوره بالمسئولية ولا شعوره بأهمية العلاقات.. يتكلم السيد عريان عن أحوال المصريين في ليبيا أو في غيرها من الدول الحليفة لدولة الإخوان ولم يهتم سوى بمن يتبعون لهم.." إنتهى وتقول الإعلامية نشوى الرويني: " لم نعد، نحن المصريين، نستغرب التصريحات العشوائية للدكتور عصام العريان، .. من قبيل عرضه على اليهود المصريين أن يعودوا ويستردوا أملاكهم، أو تصريحاته حول ضرورة تسليح ميليشيات الإخوان في مصر.. لقد انتقل عصام العريان من تخريب مصر، الذي ينشط فيه هو ورفاقه منذ وصولهم المشؤوم إلى السلطة، ليمتد "كرمه" الشيطاني إلينا، نحن المصريين في الإمارات،… كفى استغلالاً للدين الذي أسأتم إليه بأكثر مما أساء إليه أكثر كارهيه…" إنتهى وقد وصف العريان جماعة الإخوان المسلمين ب" الربانية" في حسابه على التويتر!!!. وستجد الكثير من الغثاء فيه. وبنفس نفس التدليس يدير العريان حرب الكلمات التي كبرت عندما تخرج من أفواههم من ميدان رابعة العدوية. أما عن عصام الآخر فقد كنت من المعجبين بثقافته الدينية الواسعة ولباقته وحلو كلامه بل ولوقوفه في البدء ضد الإنقاذ في مواقف كثيرة مع حق العباد وعدم تطبيله للحكومة. ولكن بعد تلك السنوات أفاجأ بأنه غرق في بحر الإنقاذ وأصبح يغوص في نفس دوامتها. من تصريحاته المثيرة - " طالب د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي، الدولة بضرورة سد المنافذ التي يتسلل من خلالها الأعداء للبلاد حتى يتحقق الآمن والاستقرار في الولايات التي تشهد نزاعات قبلية وحروبات. ودعا في خطبة الجمعة .. وأشار إلى أن العديد من الدول الغربية من بينها إسرائيل تسعى لخلق فوضى أمنية في الدول العربية لضمان استقرار شعوبها على حساب الدول العربية، وأشاد بتنحي أمير دولة قطر عن امارة الدولة وتسليمها لنجله، وقال: ما حدث في قطر نتمنى أن يكون سنة لحكامنا، وأضاف: نحن أحوج ما نكون لهذه السنة في المؤسسات كافة ويجب أن تشيع في كل الدول" إنتهى -" حذر رئيس مجمع النور الإسلامي من انفلات الامور بعد عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي واعتقال قادة جماعة الاخوان المسلمين، واتهم جهات بالتآمر علي مصر وعلي الإسلاميين لضمان أمن اسرائيل ، ورأى ان الاستهداف يشمل جميع الإسلاميين. واجهش عصام بالبكاء خلال الخطبة أمس بمسجد النور بكافوري، واعتبر ماحدث في مصر بانه انقلاب علي الشرعية، وقال الشعبية الشرعية التي تحججوا بها للاطاحة بمرسي، كانت هنالك شعبية مثيل لها في الميادين المصرية وهي تتمسك بشرعية مرسي، وقال لماذا تنفذ مطالب جماهير ولاتنفذ مطالب جماهير اخرى. واستنكر خطيب مسجد النور بضاحية كافوري بشدة التحامل على الرئيس المصري انه ارتكب اخطاء، وقال من منا لايخطئ ، كما انه لم تتح له الفرصة الكافية ." إنتهى - "يصرخ دكتور عصام احمد البشير باعلى صوته من الغزو الايرانى ويطالب بقفل الحسينيات" - وفي خطبة الجمعة الماضية الموافقة لغزوة بدر الكبرى حاول بطريقة بائسة ربط تلك الغزوة المباركة بما يحدث في مصر. فمن هم في رابعة "ناس عصام العريان" يمثلون المسلمين القلة والآخرون الذين خرجوا ب 35 مليون في جميع المحافظات يمثلون الكفار والعياذ بالله. وكالعادة يبدأ الواحد منهم الحديث بالأمر الثابت والحقيقية التأريخية والحق الدامغ ويقوموا سريعا بتلبيسه بالباطل ليظهروا عكس صورتهم القبيحة والمضللة والنتنة التي يمكن ان يراها الناس عنهم. فتحدث عن اليسير عن غزوة بدر ولكن خصص جل الخطبة للفبركة بمقارنات لا تصح وإنتقاد للسيسي والجيش الإنقلابي والتعلية من شأن أخوان أخوه العريان. - وخلاصة القول أقتبس من الأستاذ صلاح شعيب: " ثم ماذا عن الداعية الذي تفيض دمعاته حزنا على مصر، لا حزنا على فصل الجنوب، أو على مناظر القتل التي تتسع حين يتجول ببصره على كل البلدات. فصحيح أن الأستاذ عصام أحمد البشير، وهو أيضا يجمع بين المنصب الرسمي الإفتائي والانتماء لحركة الإسلام السياسي، لم يتدغمس أصلا في معارضة ما سما بالانقلاب. ولكنه لعب في مجال تبادل الأدوار ليكمل الدغمسة الكلية التي دخل فيها إسلاميو السودان. والمشهد في نهايته "قوس قزح" لدغمسة المواقف. هو أشبه بنظرية الوحدة في إطار التنوع. تيارات هنا وأخرى هناك. ولكن طبيعة عملها التدغمس في كل الأشياء. وما الشأن المصري إلا صورة مصغرة للدغمسة الكبيرة في الموقف من الديمقراطية التي يتباكى عليها الإسلاميون متى ما تحقق لهم فيها "الكسب". وهم نفسهم الذين يتآمرون عليها متى ما رأوا أنها لا تخدم هيمنتهم على الدولة، الهيمنة الكاملة." [حريات/الراكوبة:08-07-2013]. عصام العريان خلع ملابسه ولكنه لم يهنأ بالسباحة في بحر خمر السلطة لأن أبناء شمال الوادي كانوا حصيفين في المحافظة على وصية أجدادهم وهم يرددون جدودنا زمان وصونا على الوطن فقالوا: مصر هبة النيل، فلن نسمح لأحد بالسباحة والغرق فيه وتلويثه. أما عصام الغرقان غرقان لشوشته. فهو يغوص مع دوامة الإنقاذ ويلوي عنق الحقيقة من مسجد السلطان. ذاكرة الماء تحمل الكثير… عصام العريان يقف الآن على ضفاف النيل في الدلتا بعد أن لفظ خارج النيل، ويفكر كيف تعود لهم السلطة مجددا ويغني أنا والأخوان والنيل والقمر. والظاهر انه سيغني على ليلاه طويلا، وإلى أن يرى جثة عصام الغرقان وهي تطفح في قيفة الدلتا لينتشلها. حينها سيوقن أن دولتهم الرسالية الإخوانية الوهمية قد إنتهت في الجنوب أيضا و إلى الأبد إنشاء الله كما انتهت الدولة العباسية على يد التتار. .