[email protected] …….. الحالة التى نعيشها اليوم من مكابدة سياسية واقتصادية جعلتنا جميعاً فى حالة من الحيرة البلهاء .. والتوقف عند محطة رفع الدعم عن المحروقات والقمح وماله من آثار اقتصادية وسياسية واجتماعية انما يشكل علامة فارقة فى مسيرة امتنا .. وبدءاً يتجه النظر الى ان مايجري الان ماهو الانتيجة طبيعية ومنطقية لعدد من الاسباب التى تراكمت خلال ستون عاماً .. بمعنى آخر منذ استقلال بلادنا والى يومنا هذا.. ففى اول حكومة وطنية ميزت النخبة الحاكمة نفسها على انها مجموعة صفوية استوردت السيارات وخصت نفسها بفوارق المرتبات ..حتى بلغت المسافة بين مرتب الوزير والغفير سبعون ضعفاً وبرز السؤال منذ ذلك اليوم بأي حق يتمايز السودانيون فيمابينهم ؟؟ ومايثير الأسى ان يخاطبنا بوصاية غريبة د. مصطفى عثمان اسماعيل وزير الاستثمار ويقول : ( نستطيع ان نتفاهم مع الشارع اذا رفض القرار الذى ظللنا نتدارس حوله على مدى عامين ، وقررنا طوال المدة السابقة عدم تطبيقه شفقة بالناس لكن هذه الشفقة وصلت الخط الأحمر ) والله حيرنا طبيب الاسنان : مامعنى ان نتفاهم مع الشارع؟ وماهى الآلية التى اعتمدها السيد الوزير لهذا التفاهم ؟ اليس من حقنا ان نرى حسب ماصرح به الوزير الغريب ان قرارات حكومتنا المصيرية تخضع لتفاهمات الشوارع؟ وليس للدراسات المتعمقة ؟! اما اذا كان سيادته يشير لتهديد مبطن لإرهاب الشارع فهذا امرٌ آخر..وكونهم ظلوا لعامين يتدارسون رفع الدعم ويقررون عدم تطبيقه ( شفقة بالناس) فهذا هو العجب العجاب .. وبالحساب البسيط لو سلمنا بان العامين كانت شفقة بالناس فماذا تكون العشرون عاما السابقة ؟! والان بعد ان وصلت الشفقة الخط الاحمر .. هل تحجرت قلوبكم ام ان الخط الأحمر تغلب على الشفقة؟طالما ان شفقتكم لاتملك مقاومة الخط الاحمر فلماذا اعتمدتموها منهجا على مدى عامين كاملين ؟ ولاهل السودان ان يتخيلوا حكومة تبنى اقتصادياتها على الشفقة ..وتستر فشلها بعباءة الشفقة .. وتقتل شعبها باسم الشفقة .. ويواصل الوزير المعجزة مبرراته العجيبة حين يقول( لكن الشعب السودانى تعود الان على نوع من الرخاء بعد البترول لذلك يصعب عليه الفطام، الان لم تعد امامنا حلول لسد الفجوة المالية التى مولناها العام الماضى من قطر وليبيا والمرة دى مابنشيل قرعتنا ونلف بيها) اولا سيادة الوزير : عن أي رخاء تتحدث ؟ وأي بترول هذا ؟ واذا حدث هذا وهو – غير حادث – فمن حق الشعب السودانى ان ينعم بالرخاء وانتم لستم موزعي ارزاق شعبنا ؟ ولستم مرضعيه حتى تنشغلوا بفطامه ؟؟ نرجو ان تخاطبنا سيادتك خطاباً يليق بهذا الشعب الذى احتمل عجزكم وفشلكم وقراراتكم التى اوصلتنا الى ماوصل اليه حالنا اليوم .. واعطاكم العلم والمال والجاه والسلطة والنساء مثنى وثلاث ورباع..وماجنى منكم سوى المن عليه بثروته لاثروة ابا احد من رجالكم .. ولطالما ان طبيب الاسنان نجده وزير الخارجية ، والخبير الاقتصادى ، ووزير الاستثمار .. والمتفاهم مع الشارع فلماذا لانكون دولة فاشلة.؟ د. مصطفى عثمان : انا حيدر احمد خيرالله واحد من ابناء الشوارع : ارفض واقاوم هذه القرارات الخرقاء أرنا كيف ستتفاهم معنا ؟! وماتراه شفقة عندنا حق.. ولن ننفطم .. وانها بلادنا منذ خلق الله الارض .. ولن نعترف بمنة يمتن بها احد علينا .. وهل من ( يشيل قرعتو ويلف بيها ) يملك حق ان يمتن على شعب فى عظمة وعفاف وإباء هذا الشعب العظيم ؟ وسلام يااااوطن سلام يا عصام البشير : (على الدولة إزالة الترهل والشحوم العالقة بها قبل رفع الدعم ) ضحكت ابنتى وهى تقول : شيخ عصام مالوا ؟ هو زاتوا مش كان شحمة؟ وبعدين رفع الدعم اصلا لتظل الشحوم شحوم .. شوف غيرها ياشيخ ..وسلام يا..