الأربعاء 9 فبراير 2011م …..غرقت في تفكير عميق حين تذكرت أن أبوذر قد تبقى له فقط ستة أيام ويكمل عامه الأول بالسجن!!!!!!!!، وكنت أفضل ألا أفكر كثيراً في المدة المتبقية من سجنه!!!!!!!!، أو أن يتجه تفكيري إلى الأسباب التي أدت إلى سجنه!!!!!!!!، فعادة ما يصيبني مثل هذا التفكير بالغثيان!!!!!!!. الأمر الذي جعلني أرتب على حياتي على تقبل ما حدث دون سابق تفكير!!!!!!!!!. وكلما تعمقت التفكير فيما حدث، كلما أحسست بأنني أرغب في الانفجار غيظاً وغضباً!!!!!!!!!، وأشعر بأن بداخلي براكين من الثورة الملتهبة التي لا تهدأ أو يسكن أوراها!!!!!!!!!، وكلما أحسست بظلم البشر وحقدهم وخبثهم وجبنهم وعارهم المذل!!!!!!!!!!. وبحمد من الله وعونه، أصبح سجن أبوذر وقضيته ملاذ للسائلين وللمنقبين عن أروع الأمثلة في درب الظلم وهضم الحقوق والحريات!!!!!!، وما فتئت استقبل الزوار من كل حدب وصوب يأتون للمواساة وللنهل من التعرف إلى القضية في أدق تفاصيلها!!!!!!!!!!، ولا يفوتهم التطورات التي تحدث بين كل فترة وأخرى!!!!!!!!!!. استقبلت وما زلت أستقبل العديد من المكالمات العالمية والمحلية الجميع يستفسر ويسأل ويتابع ويأرخ وينقب ويبحث ويكتب ويستقرأ مستقبل الظلم والظلامات والظلمات!!!!!!!!!!، فقد رسمت قضية أبوذر خارطة الطريق في كيف يتم تعذيب الصحفيين، والتنكيل بهم!!!!!!، وأوضحت كيف يتم التعامل مع حرية الكلمة والصحافة!!!!!!!!!، ونبهت الأذهان التي لم تنتبه من قبل، لمدى سوء الأحوال وتدهورها وتفاقمها!!!!!!!!!، وعرّفت العالم أجمع، بأن الصحفيين في السودان، قد وصلوا إلى حبل المشنقة وحُكم عليهم بالإعدام والمؤبد في مقالة صحفية!!!!!!!!!. أستقبلت أمس اتصال هاتفي من منظمة العفو الدولية، الأستاذة، (رانية راجي) التي لم تألو جهداً أو تدخر وسعاً، منذ بدء القضية، فقد ظلت تتابع متابعة لصيقة لما حدث وسيحدث لقضية أبوذر!!!!!!!!، كما أولتها اهتماماً بالغاً!!!!!!، ودائماً ما تستنفر معها، همم الآخرين، وتستصحبها وتستنهضها بمثابرتها، وبإعلاءها شأن القضية ورفعها ودفعها لكل مستويات الاهتمام العالمي!!!!!!!!!. لم تكن لي سابق معرفة وطيدة مع منظمة العفو الدولية، ولكن اهتمامهم الرفيع ومساهماتهم الثرة وكتاباتهم المنشورة حول القضية وتوثيقهم لها، جعلتني أنظر لهم دوماً بعين الفخر والإعزاز الذي يستحقونه، فهم سباقون للوقوف على صدر التفاصيل وسراعون لنصرة الحق وإحقاقه!!!!!!!!. كما أستقبلت بمنزلي زيارة هامة ومهمة (سوف أفصح عنها بعد حين) تتعلق بذات الشأن، لتستفسر عن التطورات حول القضية وتبدي عميق الأسف لشأن الحريات العامة ببلادنا، وتؤكد مثابرتهم ودعمهم لقضية يولونها اهتماماً عالمياً، غير مسبوق!!!!!!!!. كل ذلك، يدفع الغضب الذي بداخلي ويخفف من حدته شيئاً فشيئاً، حتى أصبحت أعلن للملأ، أن أبوذر أستفاد من سجنه أكثر مما توقعه!!!!!!!، وأصبح رقم عالمي، فما تذكر قضية الظلم الذي أحاق بالصحفيين في بلد ما، إلا ويذكر اسم الصحفي أبوذر ورفقائه!!!!!!!!!. وقلت في نفسي، صدق رسول الله (ص) حين قال، “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له”.