تحت الضغط الدولى ، أمرت محكمة استئناف الانقاذ اليوم الإثنين بإطلاق سراح مريم يحى المحكوم عليها بالاعدام بتهمة الردة . وكانت محكمة الموضوع بالحاج يوسف بالخرطوم، أصدرت يوم 15 مايو الماضي، حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت حداً في مواجهة أبرار الهادي إبراهيم، التي بدلت اسمها إلى مريم يحيى إبراهيم، بعد اعتناقها المسيحية. وقررت محكمة الاستئناف اليوم إلغاء قرار محكمة الموضوع. وتنص المادة (126) من القانون الجنائي السوداني : ( (1) يعد مرتكباً جريمة الردة كل مسلم يروج للخروج من ملة الاسلام او يجاهر بالخروج عنها بقول صريح او بفعل قاطع الدلالة. (2) يستتاب من يرتكب جريمة الردة ويمهل مدة تقررها المحكمة فاذا اصر على ردته ولم يكن حديث عهد بالاسلام ، يعاقب بالإعدام .(3) تسقط عقوبة الردة متى عدل المرتد قبل التنفيذ). ويتناقض ما يسمى بحد الردة مع المادة (18) من ميثاق حقوق الانسان والتي تنص : ( لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة). كما يتناقض مع اجتهادات عديد من الفقهاء والمفكرين المسلمين المستنيرين . ولقي الحكم على مريم استهجانا عالميا ، وعبرت السفارات الغربية في السودان عن قلقها العميق على مريم ، وقالت سفارات الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا وهولندا في بيان مشترك: (ندعو حكومة السودان الى احترام حق حرية التدين بما في ذلك حق تغيير المعتقد، وهو الحق المضمن في دستور السودان الانتقالي لعام 2005 وكذلك في القانون الدولي لحقوق الانسان ) . وحثت السفارات الغربية السلطات القضائية السودانية لقرن العدالة مع الرحمة التي تميز قيم الشعب السوداني. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الحكم باعدام مريم بأنه (همجي). ودعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري (الحكومة والقضاء السودانيين إلى احترام الحق الأساسي للسيدة إسحق في الحرية وفي ممارسة ديانتها). وسبق وقالت مريم وفي محادثة مع زوجها خلال زيارة نادرة لها في السجن ، بحسب ما أوردت ميل أونلاين ، ( إذا كانوا يريدون إعدامي فعليهم أن يمضوا قدماً في تنفيذ ذلك لأنني لن أغير ديني..) ، ( .. انا أصلاً مسيحية ولن أتظاهر بأنني مسلمة لمجرد الحفاظ على حياتي). وأضافت مريم لزوجها ( أعرف انني يمكن أن أبقى على الحياة إذا أصبحت مسلمة وسأستطيع العناية بأسرتنا ولكني أحتاج أن أكون صادقة مع نفسي). وأضاف زوجها دانيل – 27 عاماً ، متخصص في الكيمياء الحيوية ، من أصول جنوبية ويحمل الجنسية الأمريكية ، يجلس على كرسي متحرك لمعاناته من ضمور في العضلات – قال وهو ويجلس تحت صور زفافه ، ( زوجتي قوية جداً جداً ، انها أقوى مني .. عندما حكموا عليها بالإعدام إنهمرت الدموع من عيني وإنهرت .. لكنها لم تهتز أو تجفل).