فضيحة أجهزة صرف النقود (المستعملة) !! د. زهير السراج أجد نفسى أكتب للمرة الرابعة عن تعطل الكثير من اجهزة الصراف الآلى، واهدار الوقت والجهد للعثور على جهاز صالح للاستعمال، ولا حياة لمن تنادى، ولا حياة لمن تناشد، ولا حياة لمن تنتقد، فمهما كتبنا وعكسنا الصورة السيئة وطالبنا بالاصلاح والتصحيح، فإن الحال يظل كما هو، إن لم يصبح أسوأ، والعكس تماما عندما تمتدح، حيث تأتيك عشرات المكالمات الهاتفية وطلبات اللقاء من الممدوح وحاشيته، ونفس هذا الشخص لو انتقدته فى موضوع آخر بعد بضعة أيام، إما أن يتجاهلك أو يذهب الى نيابة الصحافة والمطبوعات شاكيا وملقيا عليك تهمتى نشر الاخبار الكاذبة واشانة السمعة، أو يحرض أجهزة الأمن لتمنعك من الكتابة !! * مئات الماكينات المعطلة من اجهزة الصراف الآلى، والبنوك ساهمة واجمة صامتة، لا تبدى اى نوع من الاهتمام رغم الخسائر الباهظة التى تتكبدها من هذه الاعطال، على الأقل مرتب موظف الأمن الذى يتولى حراسة الجهاز، وضياع رسوم استخدام الجهاز!! * لو كانت هذه الاجهزة تتبع لجهة غير البنوك لقلنا أن الميزانية او انعدام السيولة هما السبب، ولكن بما انها مملوكة للبنوك، فليس هنالك سبب يعيق الصيانة والاصلاح غير الكسل والخمول وانعدام المحاسبة، خاصة ان النظام الآلى المستخدم الذى تديره شركة (الخدمات المصرفية الإلكترونية) المكونة من بنك السودان والبنوك التجارية وشركة سوداتل، يستطيع رصد الاجهزة المعطلة والخالية من النقود فور حدوث ذلك، ولا يحتاج اكتشاف العطل الى زيارة ميدانية تضيع الوقت، فما الذى يجعل البنوك تتقاعس عن اصلاح الأجهزة المعطلة، وهو ما يعد استهانة كبيرة بسمعتها، وبالنظام المصرفى وبالعملاء وإضاعة وقتهم وجهدهم، بل استهانة بالبلاد وسمعتها، فعندما يأتى ضيف أو مستثمر اجنبى ويكتشف تعطل كل هذا العدد الكبير من اجهزة الصراف الآلى، فماذا سيقول عن هذا البلد، وأهله وحكومته التى تصم آذاننا كل يوم بحديثها الفج عن الإستثمار وإمكانيات السودان الضخمة، وهى عاجزة عن إلزام البنوك بصيانة أجهزتها المعطلة!! * من منكم يصدق أن تكون ماكينات صراف النقود متعطلة حتى فى الفنادق الكبيرة، ولقد كتبت من قبل أننى كنت فى استقبال احد الضيوف بفندق (كورينثيا) فى البرج الليبى، واحتجت لبعض المال ولكننى فوجئت بتعطل كل أجهزة الصرف فى الفندق، فاضطررت للخروج والبحث عن ماكينة فلم أعثر على واحدة صالحة إلا بعد جهد جهيد وضياع الكثير من الوقت، فضلا عن الفضيحة التى حلت بى أمام الضيف المهم، ولو كنت المسؤول لعاقبت البنك صاحب الجهاز، وبنك السودان لأنه لم يعاقب البنك، والفندق الذي لم يطرد البنك ويستبدله بآخر، وبالأمس (السبت 22 ابريل، 2017 ) ظللت ابحث عن ماكينة صالحة فلم أعثر عليها إلا فى عاشر مرة، وفى إحدى هذه المرات خرج احد الاشخاص من الغرفة التى يوجد بها الجهاز، وهو يسب ويلعن ويشتكى بأن الماكينة ابتعلت بطاقته!! * عندما إشتكيت لمدير بنك كبير تربطنى به معرفة وثيقة، قال ان السبب الرئيسى لتعطل الأجهزة، هو أنها لم تستورد جديدة، وانما كانت مستعملة فى دول أخرى، واستنفذت فترة صلاحيتها فاشتراها السودان، الى جانب عدم اهتمام المصارف بالصيانة الدورية وتغذيتها فى الوقت المناسب بالنقود، فضلا عن حدوث مشاكل فى شبكة الاتصالات، وسوء العملة السودانية التى تتسبب فى حدوث بعض الاعطال، وسوء الاستخدام بواسطة البعض!! * ونتساءل .. لماذا نستورد أجهزة (خردة)، ومن هو المتسبب فى ذلك، وكيف تسمح الدولة باستيراد الخردة، وبكم اُستوردت هذه الاجهزة، وكم كانت العمولة ؟! * لقد صارت أجهزة صرف النقود مسخرة ومضيعة للوقت، بدلا عن تسهيل الحصول على النقود وكسب الوقت، وإذا لم تكن الجهات المختصة قادرة على إدارتها بشكل صحيح، فعليها أن تعترف بعجزها، وتغلقها وترتاح من همها، وتريح المواطن من العذاب الذى يعانية بسببها!! (نقلا عن الجريدة).