تود كل من رئيسة ومدير وهيئة تحرير صحيفة الميدان توضيح الآتي فيما يخص الاختلاف في وجهات النظر بين الصحيفة والأستاذ الكبير نبيل أديب المحامي حول السياسات المبدئية للصحيفة والتي تعبر وتتحدث باسم الحزب الشيوعي السوداني: ان الخلاف ليس فكرياً أو قانونياً، كذلك ليس المقصود منه مراجعة العلاقة بين الاثنين، أو الزج بمسألة حرية الصحافة أو حرية الرأي وإقحامها وكأنها القضية الرئيسية، فكل الذي تم هو أن هيئة التحرير رأت في جزئية مقال الأستاذ نبيل حول نشاط المعارضة وتحديداً في الجزئية المتعلقة بعدم قانونية "إسقاط النظام" تعارضاً مع خط الحزب الشيوعي ولذا كان طبيعياً جداً أن تتحفظ على النشر مع احترام وجهة نظر كاتب المقال. وسبق أن اتصلت رئيسة التحرير بالأستاذ موضحة له تقدير الصحيفة لمواقفه الوطنية النبيلة ومساهماته في الدفاع عن الميدان كصحيفة وعن محرريها الذين ظل النظام يجرجرهم في كل حين للمحاكم في محاولة من مسؤوليه لضرب وتصفية الميدان ضمن هجومهم الضاري على الصحف والصحفيين الشرفاء.وللأستاذ نبيل دور مقدر في التصدي لكل تلك المحاولات البائسة، وقد أوضحت رئيسة التحرير للأستاذ الكبير أن ما تم لا يجب أن يشكل خلافاً طالما أنه ليس مبدئياً ولا يمس أصول المواقف وهو من فرعيات التعارض في وجهات النظر وأن يكون في هذه الحدود، وبالفعل أبدى الأستاذ تراجعه عن ما سبق وأن أبداه من ردود فعل حول توقفه عن الكتابة بالميدان وتفصيل ما حدث بصفحته في الفيس بووك، وكان من المفترض أن ينتهي الموضوع عند هذا الحد، كان ذلك يوم الأحد الماضي، حتى فوجئت أسرة وهيئة تحرير صحيفة الميدان بتصعيد موقف أستاذ نبيل وتناول بعض الأقلام لما نشره على الفيس والصحف الصادرة امس ومزايدات بعضها "وهي مدفوعة"، حول موقف صحيفة الحزب الشيوعي من حريات التعبير. هذا لا يعني أننا في الحزب الشيوعي أو صحيفة الميدان نتفق ونوافق على كل ما كتب وتكتبه بعض الأقلام، ولكن عدم الموافقة والاتفاق شئ، والتعارض في الموقف المبدئي شئ آخر، خاصة وأن المسألة هنا ليست بمثابة رأي فقط ،، بل هي نسف لخط سياسي متكامل. نحن في الحزب الشيوعي نرحب بالنقد ،، ونتمنى على الكتاب التقدميين المساهمة في مدنا بالمقالات الناقدة، وفي إطار التعاون والنضال المشترك نتفهم الاختلاف في التكتيكات والأولويات ، ولكن إذا كان الموضوع يتعلق بالموقف المبدئي للحزب، فلا بد من اتخاذ الموقف السليم الذي نرى أنه يحمي الجماهير ويفسح لها المجال أمام تنامي وتمدد النضال من أجل إسقاط النظام ولا يخلق لها تشويشاً أو بلبلة فكرية في مفاهيمها إنطلاقاً من مبدئية ومواقف الحزب المعلنة، خاصة ونحن صحافة حزبية ويشرفنا جداً هذا الموقف. لا ندري كيف يمكننا إجراء التغيير اللازم في ظل القوانين الجائرة والهجوم الكاسح العنيف والناعم والمصادرة المستمرة لأبسط الحقوق الديمقراطية؟ كيف يمكننا الوصول لبر الأمان واسترجاع واستعادة الديمقراطية في ظل الردع العسف والاضطهاد وحتى الاغتيالات والسجون والتعذيب؟ لقد توصلنا إلى شعار إسقاط النظام بكل السبل والطرق السلمية والمشروعة ولن نتراجع عن ذلك. لو كنا نريد التراجع لكنا اختصرنا الطريق نحو الانحناء للعاصفة وقبلنا الدخول في حوارات النظام التي أقامها مع نفسه وحلفائه! ولكنا تجاوزنا الحملة الشعواء المنظمة علي حزبنا وخطنا الفكري والسياسي منذ ما قبل موضوع الأستاذ نبيل أديب. تبقى المسألة الأخيرة ،، ومن حق الأستاذ نبيل أن يفسر مو قفنا بطريقته، لكنا نؤكد ورغم مرارة قراره الذي نتمنى أن يراجعه أننا لم نحاول حجر رأي الأستاذ العزيز علينا ، بل أن موقفنا هو الدفاع عن الخط المبدئي لحزبنا.