ما هي القرارات الدولية العالقة التي وضع الإمام تنفيذها شرطا للتطبيع مع اسرائيل في رده علي دعوة ابن عمه مبارك الفاضل؟ إمامكم دائما* يترك فراغات* تسمح له بالمناورة والتنصل وتبديل المواقف فالأفضل أن تسدوا لنا هذه الفراغات. أتمنى أن لا يكون إمامكم يعني قرار مجلس الأمن رقم (242) الصادر في 22 نوفمبر 1967 والذي رفضه العرب من يوم صدوره لأنه* طالب إسرائيل فقط بالانسحاب إلى حدود ما قبل يونيو 1967 ولم يتطرق لقضية اللاجئين الفلسطينيين (ولا يزال هناك غموض في الفقرة الخاصة بالانسحاب من الأراضي المحتلة للتباين بين النسخة الإنجليزية التى تقول انسحاب من {أراض} احتلها إسرائيل في النزاع الأخير والنسخ الفرنسية والروسية والإسبانية والصينية التى تقول بوضوح {الأراضي} التى احتلها. لكن سريعا بدات تراجعات العرب، وفي مقدمتهم عبدالناصر الذي أعلن في عيد الثورة 23 يوليو 1970 قبول مصر بمشروع وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز للسلام في الشرق الأوسط. (كل الاتفاقيات التي* تمت بين العرب وإسرائيل لم تخرج من إطار مشروع روجرز 1969. وكان الحزب الشيوعي هو الحزب السوداني الوحيد الذي رفض القبول بمشروع روجرز ولا نعلم رأيا لحزب الأمة فيه). وأعقب ذلك إعتراف سوريا بالقرار(242) في مارس 1972 وبالقرار (338) في أكتوبر 1973. وبعدها حاول بقية العرب إعادة النظر في القرار (242) والقبول به بالتقسيط، فقبلت مصر بالتخلي عن مبدأ الانسحاب إلى حدود 1967 ووقعت اتفاق كامب ديفيد 1978 وفقا لوعد بمنح الضفة وقطاع غزة حكما ذاتيا مقابل عودة سيناء إليها بشرط عدم وضع جيش مصري فيها أو تحليق طيار عسكري في أجوائها. جاءت بعد ذلك مقررات القمة العربية في فاس نوفمبر 1981 والتى إعترفت ضمنيا بإسرائيل فيما أسمته بالمبادرة العربية للسلام والتى قدمها الأمير فهد بن عبدالعزيز ولى العهد السعودى وتبنتها الدول العربية بالاجماع. (ولم نسمع أو نقرأ من الصادق المهدي الذي كان وقتها مقيما في لندن أو من حزبكم الذي يزعم اليوم أن له حضورا في كل الأحداث العربية والدولية تعليقا علي مقررات قمة فاس). وتوالت الإحن على العرب فقام الأردن* في مسرحية منسقة مع مصر وياسر عرفات عام 1988 اعلن فيها ياسر عرفات قيام دولة فلسطينية وهمية وأعلن الاردن ما أسماه فك الارتباط بين الأردن والضفة (التى كانت جزءا من أراضيه يرفرف فيها علمه ويسيطر عليها جيشه الذي هرب منها في حرب يونيو 1967 ولم يقاتل). وبعد ذلك دخلت منظمة التحرير الفلسطينية (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.. شرعية منحتها لها مصر وفرضتها علي بقية العرب) في حوارات سرية برعاية أمريكية انتهت بتوقيعها علي اتفاق أوسلو 1993 ورغم الاشارة شكليا للقرار (242) في الاتفاق، لكن محتوى الاتفاق وتنزليه الى أرض الواقع يؤكد فعليا أن منظمة التحرير قد تختلت عن القرار (242)* الذي جاء الصادق المهدى بعد 24 عام ليضيفه الي بنود خطابه السياسي. الصادق عندما كان رئيسا للوزراء لم نسمعه يوما واحدا يقول أن القرار (242) هو الأساس لحل القضية الفلسطينية. وإذا كان هذا موقف حزبكم، فضعوه لنا في لغة واضحة للتوثيق لأن ذلك سيحكم علاقاتكم داخليا وعربيا ودوليا ويضعكم في معسكر المزايدين والمتاجرين بأبور سلعة وأخسر بضاعة. أخبروا إمامكم المتناقض أن احتكامه لشرعية القرارات الدولية في قضية خارجية سوف يجعل مبادراته الاستسلامية المتكررة* للحل السلمي مع نظام الانقاذ* تتساقط أمام تمسك الأطراف الأخري بتطبيق* القرارات الدولية الخاصة بالسودان كشرط أساسي لأى حل سلمي.