تابعت نهار اليوم الثلاثاء 16 يناير 2018م كما تابع الملايين غيري من السودانيين في مهاجرهم حول العالم هدير شوارع عاصمة بلادنا وهي تطالب بالحرية والخبز. ولأن الطغاة عبر الأزمنة لا يقرأون التاريخ فإن ما هتفت به حناجر أبناء وبنات شعبنا اليوم في شوارع الخرطوم – وهو ما هتفت به الجماهير طوال الأسبوع الماضي في مدن مثل سنار ومدني والابيض وكوستي وعطبرة والجنينة وغيرها – هذا الذي تردده حناجر الملايين هذه الأيام والذي يتلخص في كلمتين: الحرية والخبز هو النداء السحري الذي يفتح شهية الشارع فيقلب الطاولة على الطاغية مهما حسب نفسه خالدا مخلدا فيها! عيب الطغاة أنهم في سكرة السلطة لا يقرأون التاريخ وإذا قرأوه لا يعتبرون! بمنتهى الرقي والتحضّر خرج هذا الشعب المعلم في أنتفاضته السلمية زاحماً بسواعد أولاده وبناته الطرقات والهتاف يعلو إلى عنان السماء: سلمية ..سلمية ضد الحرامية! ولمن يراهنون على حراسة أجهزة الأمن والدعم السريع – سابقاً " الجنجويد " – لمن يراهنون على حراسة أولاء للطاغية وزمرته نقول: سترونهم قريبا وقريبا جدا وقد اختفوا مثل فقاعات الصابون. هكذا يحدثنا التاريخ وهكذا تقول أنبل ثورات الشعوب في عصرنا. وهل نحن بعيدون عن نضالات شعوب قارتنا السمراء؟ كل يوم يسقط طاغية وتقوم محل الدماء التي سالت غابة من الصنوبر والتيك سقتها وروتها دموع الأرامل والأيتام والمحرومين! قلناها من قبل ونعيد ما قلنا: الشارع هو الحل، فالشوارع لا تخون! إن الملايين الجوعى إلى الخبز والحرية والتي خرجت في كل مدن وقرى السودان رافعة سواعدها تتحدى رصاص الزنادقة الملتحين – هذه الملايين تعرف أنها على حق وأن عدوها هو الباطل الحمبريت. تعرف أنها صادقة في مطالبها ويعرف عدوها أنه يقدم رجلاً ويؤخر أخرى وساقاه ترجفان استعدادا للفرار..فالملايين يوم تتوحد تهزم المستحيل. وهاهو الشارع يكتظ بالشباب والشيوخ .. بالرجال والنساء وهتافاتهم تصعد إلى عنان السماء: حرية سلمية ضد الحرامية! شكراً للحزب الشيوعي السوداني داعياً أحزابنا الوطنية وجماهيرنا الثائرة للخروج في واحدة من أكبر المسيرات السلمية الغاضبة التي تشهدها البلاد قريباً. وشكرا لكل أحزابنا الوطنية والنقابات الديموقراطية على تلبيتها النداء باعتباره نداء قومياً يخص كل فرد. اليوم تعرف هذه الأحزاب أن قوتها هناك في الشارع ، حيث أشواق شعبنا للحرية والعيش الكريم! أراهن أن شمس الحرية على الباب. وأقسم أنني سأكسب الرهان ضد من يراهن عكس التيار وضد منطق التاريخ! [email protected]