دعا الفريق سلفا كير ميار ديت رئيس حكومة جنوب السودان أمس الخميس 26 مايو القوات المسلحة إلى سحب قواتها من منطقة أبيي لكنه قال ان الجنوب لن يخوض حربا بسبب هذا الاجتياح وان ذلك لن يعيق الاستقلال. وقال كير للصحفيين في جوبا ( لن نعود إلى الحرب.. لن يحدث هذا) . وناشد كير الرئيس عمر حسن البشير سحب قواته من أبيي وقال ان هذه الخطوة لن تعيق استقلال الجنوب. ومضى يقول ( قاتلنا بما يكفي… صنعنا السلام… سيصبح الجنوب دولة مستقلة في التاسع من يوليو سواء اعترف الشمال بالجنوب أو لا.. هذه ليست مشكلة) . والجدير بالذكر انه في كل أزمة بين الحركة الشعبية وحكومة الجنوب وبين المؤتمر الوطني والحكومة الاتحادية ، يخرج سلفاكير في النهاية ليقول الكلمة (الفصل) ، وعادة ما تكون كلمة رجل دولة مسؤول ، ففي توزيع الأدوار ، لا تكون كلمات التصعيد والتعبئة والاستفزاز من نصيب رئيس الحركة الشعبية ورئيس حكومة الجنوب مطلقاً . وفي المقابل فان المشير البشير عادة ما يكون أول المتحدثين ويأخذ ( الأدوار الصغيرة) ويتولى مسؤولية العنتريات والاستفزازات والمهاترات ، وللمقارنة ، بينما يعلن المشير البشير الحرب على الحركة الشعبية في كل المناطق والجهات في خطابه أمام المعلمين ، يجتمع الدرديري محمد أحمد مع سفراء الدول بالخرطوم ليعلن أمامهم الاستعداد للانسحاب من أبيي ، في صورة (مقلوبة) ، يأخذ فيها رئيس المؤتمر الوطني دور (المهاتر) بينما يظهر مسؤولون أقل في صورة رجال الدولة المسؤولين . والفريق سلفاكير اذ يخرج بالكلمة الفصل للحركة الشعبية ، فليس في ذلك مدعاة لارتياح المؤتمر الوطني ، لأن سلفاكير لا يريد ان تتسبب أزمة أبيي في التشويش على استقلال الجنوب في 9 يوليو القادم ، وبذكاء وحكمة ، حول المواجهة بين حكومة الجنوب والمؤتمر الوطني ، إلى مواجهة بين المجتمع الدولي ومجلس الأمن وما بين المؤتمر الوطني ، وغالباً ما ترتب هذه المواجهة عزلة متزايدة لحكومة المؤتمر الوطني والاستمرار في العقوبات المفروضة وربما عقوبات جديدة ، هذا بينما تأخذ حكومة الجنوب زمنها ، وتحقق استقلالها ، وتستعد للمواجهة لاحقاً .