كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى مسألة نزع الجنسية عن السودانيين الجنوبيين فى الشمال!! ..
نشر في حريات يوم 14 - 09 - 2011

تحولت الدولة السودانية فى عهد الانقاذ “الأسلامى” الى دولة عنصرية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانى و دلالات، يتضح ذلك السلوك الوافد للحركة السياسية السودانية فى خطابها العام الموظف فى اعلامها و صحافتها (الانتباهة- منبر السلام العادل ..ألخ) أو خطاب كثير من قادتها فى مناسبات عدة. مثال لذلك الخطاب (لن نعطى جنوبى حقنة اذا صوتو للانفصال) (فاروق ده وراهو ياتو قبيلة) (الايدز سيختفى من الشمال بانفصال الجنوب) أو (الحزام الأسود الذى يحيط بالعاصمة)!
اما الشكل المكتمل لتلك الوجهة العنصرية فيتمثل حينما وظفت الدولة القبيلة كوحدة أساسية للتعيين فى الوظيفة، التدرج فى مناصب الدولة العليا أو التميز الاجتماعى، مخالفة بذلك للمبادئ الأساسية للدستور الأنتقالى لسنة 2005 المادة 4- ج التى تنص على اللآتى (التنوع الثقافى و الاجتماعى للشعب هو اساس التماسك القومى، و لا يجوز استغلاله لاحداث الفرقة).
كما هى أيضا مخالفة لنص الدستور بأن تكون المواطنة أساس الحقوق كما جاء المادة 7 – أ (تكون المواطنة أساس الحقوق المتساوية لكل السودانيين).
تلك المقدمة ضرورية كمدخل لمناقشة القرار الفج، القبيح و المبتذل بنزع الجنسية من الجنوبين القاطنين شمال السودان و الذين لم يبدو الرغبة فى الاستقرار فى الجنوب و هم لا يعرفون الجنوب أصلا، ولدوا و عاشوا فى الشمال لمئات السنين وكثير منهم حتى لا يهتم حتى بالعمل السياسى، مع ملاحظة أن دولة الجنوب أعطت الشماليين الذين يقطنون الجنوب الخيار فى البقاء فى الجنوب مع الأحتفاظ بجنسية الشمال اذا أرادوا ذلك.
يبدو الىَ لكى تصبح المناقشة متسقة مع المنطق، القانون و العدالة الطبيعية يستلزم علينا القاء بعض الأسئلة التى تفترض الاجابة عليها:
من هو الشمالى وفق مفهوم الانقاذ؟-
- هل أعُطى الخيار للجنوبيين الموجديين فى الشمال منذ عشرات السنين فى مسألة الجنسية التى يريدون الأنتماء اليها؟
- هل تم نزع الجنسسية من جنوبى الشمال كعقاب لاختيار الجنوب الانفصال؟
- و هل يملك المؤتمر الوطنى الحق- فرادى أو جماعات- فى اصدار قرار باسقاط الجنسية من الجنوبين فى الشمال؟
القانون: قانون الجنسية السودانية لسنة 1994 و الذى يزمع تعديله فى سرية و غموض مريبين أو(تم تعديله فعلا) و لم ينشر التعديل فى وسائل الأعلام، تقول المادة (4) من القانون غير المعدل – تعريف السودان فيما يتعلق بالاشخاص المولودين قبل سريان هذا القانون، يكون الشخص سودانيا بالميلاد اذا توافرت فيه الشروط الآتية:
أ- اذا كان قد حصل على جنسية سودانى بالميلاد.
ب- أولا- أن يكون قد ولد فى السودان أو يكون والده قد ولد فى السودان.
ثانيا – أن يكون عند سريان هذا القانون مقيما بالسودان، و كان هو أو أصوله من جهة الأب مقيمين به منذ أول يناير 1956.
ج- اذا كان الشخص ووالده غير مولودين فى السودان، فيجوز لذلك الشخص متى استوفى مقتضيات الفقرة (ب) “ثانيا” ان يتقدم بطلب للوزير لمنحه الجنسية السودانية بالميلاد.
فقدان الجنسية
المادة (10)
يجوز لرئيس الجمهورية أن يقرر اسقاط الجنسية عن أى سودانى بالميلاد من ذوى الاهلية، يكون قد بلغ سن الرشد أذا ثبت له انه:
أ- قدم اقرارا بالتنازل عن جنسيته السودانية ، على أنه يجوز لرئيس الجمهورية أن يرفض الاقرار اذا كان قد قدم اثناء أى حرب يكون السودان مشتركا فيها، أو
ب- التحق بخدمة اية دولة أجنية أو استمر فى تلك الخدمة مخالفا بذلك اى حكم صريح فى أى قانون يجرم ذلك.
من المواد المذكورة أعلاه نجد أن الجنوبيين القاطنيين فى الشمال أو أى جهة داخل السودان الحق فى الاحتفاظ بجنسيته السودانية و لا تملك أى جهة حرمانه منها.
نعود الآن للتحدث عن تاريخ السودان، السياسة و الانتماء الاجتماعى و المساهمة فى بنيته الاقتصادية.، فالجنوبيين كانوا و لا زالوا جزءا من تاريخ هذه الأمة – أراد الموتورين ذلك أم رفضوا- و مشكلين لنسيجها الاجتماعى.
- التاريخ يحكى على أن الامام المهدى فى بدايات ثورته وهو يقاوم المستعمر التركى و مهاجما له، متخذا من جبل قدير قاعدة، قد قام سلاطين من الدينكا بتأييده و ارسال الأبقار له لتموين جيشه. “فرانسيس دينق – رجل يدعى دينق مجوك”
- قامت ثورات فى الجنوب عرفت فى التاريخ بثورات النوير، الزاندى و الدينكا اقلقت و هزت المستعمر و كانت امتداد للمقاومة الشعبية السودانية ضد الأحتلال الانجليزى المصرى.”قصة بلدين – منصور خالد”
- ثورة 1924 مفخرة التاريخ السودانى التى تغنى بها الشعراء و الفنانيين السودانيين و رددتها الحكاوى الشعبية، قامت بقيادة جمعية اللواء الأبيض الذى كان يرأسها على عبداللطيف ومن قادتها البطل عبدالفضيل الماظ و ترجع أصولهم الى الجنوب، الأول دينكاوى و الثانى من النوير.
- حرب فلسطين و مشاركة السودانين فيها بجهد شعبى من أجل مناصرة الشعب الفلسطينى و التى رفعت قدر السودان فى أعين الدول العربية و العالم. كان من بين قادتها الضباط و جنودها المتطوعين عدد مقدرا من الجنوبيين. هؤلاء الجنود و الضباط شاركوا بشجاعة و بسالة أشاد بها الآخرون.
كل الثورات الوطنية فى السودان ضد الأنظمة الشمولية شارك فيها الجنوبين جنبا لجنب مع باقى أفراد الشعب. -
ساهم المواطن الجنوبى فى بناء الاقتصاد السودانى بالعمل المباشر تشهد بذلك كثير من مشاريع البنية التحتية.-
شارك الجنوبى فى كل القوات السودانية و دافع عن السودان و عن تقاليد القوات التى ينتمى اليها. -
- على مدى سنوات طويلة من تاريخ السودان و فى مسيرة تشكيله الاثنى و العرقى حدث تداخل و تزاوج بين القبائل المختلفة و منهم الجنوبين و صاروا جزءا من كثير من الأسرة السودانية الممتدة .
ان قرار اسقاط الجنسية غير المسئول ،الذى تفوح من بين طياته رائحة المرارت و الحقد المختلط بوهم النقاء العرقى أضافة للمصالح الأقتصادية المستترة قد أقلق كثير من الأسر ذات الأمتداد الشمالى و الجذور الجنوبية، المستقرة فى الخرطوم، و الذين أعطيت لهم تسعة أشهر لتوفيق أوضاعهم – صيحفة الانتباهة لا زالت تزعق بترحيلهم اليوم قبل الغد- مستغلة فى ذلك ذريعة الحرب التى قامت السلطة باشعالها فى فى كردفان و النيل الأزرق!
نتعرض الآن لنماذج من اولئك السودانيين الجنوبين التى تنوى الدولة ابعادهم من الشمال بل تم فصلهم فعلا من الخدمة العامة على أساس القبيلة:
فى تحقيق أجرته صحيفة الأحداث بتاريخ 7 أغسطس 2011 ورد اللآتى :
نموذج (1) ذهبت الزينة عبدالهادى محمد ابراهيم لاستخراج جنسية و عندما قيدت فى خانة القبيلة انها من الدينكا رد الموظف المسؤول أوراقها و قال لها اذهبى و استخرجى جنسيتك من الجنوب!
خال الزينة عبد الهادى و أسمه الهادى ابراهيم موسى يقول، صحيح نحن أجدادنا من “الدينكا” و لكن جاءوا لشمال السودان و انقطعت صلتهم بالجنوب فوالدى رحمة الله عليه مولود فى منطقة برى 1914م.
نموذج (2) المهندس ابراهيم احمد مرسال يقول ان تعدادهم فى برى أبوحشيش يبلغ 2600 كلهم جذورهم ترجع لاصول جنوبية بل ان الحى نفسه مؤسسه مرسال أبوحشيش و منه أخذ اسم الحى و هو ينتمى لقبيلة الدينكا و كان موجودا هنا منذ المهدية و عقب استيلاء المهدى على الخرطوم عينه عمدة و كان أول عمدة للخرطوم. و من بعد ابان الحكم الانجليزى كان يعمل مقاولا و هو الذى جلب العمال الذين بنوا مبنى وزارة المالية الحالى و مبنى البوستة فى الخرطوم بل ان عماله ذهبوا الى بورتسودان عند بداية بناء الميناء مطلع القرن العشرين و اعطته السلطات الأرض التى فيها حى برى ابو حشيش المعروف فى البر الشرقى ببورتسودان. يواصل..
من جدودنا الذين سجنوا على اثر أحداث ثورة اللواء الأبيض فى عام 1924 عبدالله ريحان، محمد جمعة و ثابت عبدالرحيم. من هذا الحى الذى نقيم فيه خرجت الفنانة منى الخير، و منها تخرج الرياضى الفذ محمد فرج الله كوشيب لاعب برى أبو حشيش الذى احترف فى الاتحاد السعودى. من برى أبوحشيش خرج علم من أعلام الطب السودانى ومن أشهر جراحى العظام فى العالم الدكتور عامر مرسال رحمة الله.
نموذج(3) سميرة عيسى تقول (جدى جاء الى الخرطوم عمره سبعة سنوات فى 1880 و المنزل الذى أسكنه ورثته عنه.)
نمذج (4) فى رسالة كتبها الصحفى جمال عنقرة فى جريدة الوطن الى الرئيس عمر البشير و هو من الموالين لحكومة الانقاذ يقول (السلطان يوسف الطيب السملنى أصوله من قبيلة الدينكا و هو من مواليد امدرمان من الطريقة السمانية و اتباعه منتشرون فى حى العباسية الامدرمانى و حتى مدينة نمولى، له خلوة فى حى العباسية بامدرمان تعرف باسم خلوة شيخ الصادق.
السلطان يوسف مولود فى ذات المنزل الذى ولد فيه والده السلطان الطيب عام 1907 فى شارع الاربعين. يواصل الصحفى رسالته فيذكر ان السلطان و هو يتحدث مع عدد من سكان الحى الذى يقطنه، علم منهم أن حديثا يدور هذه الأيام عن أية أسرة اصولها جنوبية سوف لن يتم تسجيلها فى السجل المدنى، و سيطرد أبناؤها من المدارس الحكومية و يفصل العاملون من دواوين الدولة، وأن السلطان يوسف قال لهم هذه مجرد اشاعات يروج لها المغرضون و أصحاب الهوى و أعداء الانقاذ و التوجه الحضارى ووعدهم أن يثبت لهم ذلك عمليا (السلطان يوسف أخذ جنسيته و بطاقته الشخصية، و معها جنسية مواطن آخروذهب الى مكان السجل المدنى للتسجيل و ملأ كل الاستمارات المطلوبة وفى خانة القبية كتب دينكاوى، فظلت استمارته تتحرك من مكتب الى مكتب، و يتحاشون المرور بالقرب منه أو التحدث اليه ذلك أنهم يعرفونه جيدا و يعرفون مكانه و مقامه و اصالته، فاراد أن يرفع عنهم الحرج، فطلب منهم مقابلة المسؤول الأول فى المركز، فدلوه عليه فأخبره المسؤول بأن لديهم قائمة تحتوى مجموعة من القبائل محظور تسجيلها و هى قبائل جنوب السودان.
فاخبره السلطان يوسف بادبه الجم المعروف عنه و عن افراد أسرته الحاكمة بسلطانها القبلى و نفوذها الدينى، أخبره أنهم كأسرة لا يربطهم بالجنوب سوى الاصول الممتدة الى قبيلة الدينكا و ان اجداده كلهم مولودون فى امدرمان و بالتالى فهم وفق القانون شماليون و القانون يقول ان كل من أتى الى الشمال قبل 1956 يعتبر شمالى و من ولد من هولاء بعد ذلك يكون سودانيا بالميلاد، الا أن الضابط المسؤول اعتذر له و قال له ان التعليمات التى أمامه واضحة، و هى تحظر عليه تسجيل اى شخص تعود اصوله الى قبائل معينة بطرفه، ومنها قبيلته الدينكا.)
يقول الصحفى ان اشقاء السلطان و شقيقاته (متزوجون من شايقية و عبابدة و بنى هلبة)
نأتى الآن الى أقوال منظراتية الأنقاذ الذين يأكلون فتات موائدها فى أحاديثهم المتهافته لتبرير ذلك القرار.
يقول عضو البرلمان الأستاذ المحامى اسماعيل الحاج موسى تعليقا على الخبر بأن برلمان الخرطوم قد قرر اسقاط الجنسية عن السودانيين الجنوبيين فى مرحلة القراءة الثانية (هذا التعديل يعنى أن الجنوبيين سيفقدون تلقائيا جنسية السودان) و أوضح مضيفا (قانون الاستفتاء الذى أجرى بموجبه الاستفتاء على مصير جنوب السودانف 9 كانون الثانى/يناير عرف من الجنوبى. لذا سيفقد الجنوبى حتى لو كان فى الشمال جنسيته لانه اصبح مواطن دولة أخرى).
اما الفريق آدم دليل مساعد المدير العام لهيئة الجوازات و السجل المدنى فى حديث لصحيفة الرأى العام فيقول
(قانون الجنسية المعدل لعام 2011 يخول اسقاط الجنسية السودانية عن أى شحص سودانى انتسب بالجنسية لدولة جنوب السودان قانونا أو حكما و قال ان مواطنى “أبيي” سودانيون يتبعون لدولة السودان حسب القانون)
اما الناطق باسم الؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان ابراهيم غندور فقد ذكر ل “فرانس برس” عندما واجهته ببعض من النماذج التى قمنا بذكرها فى اجابة “ملولوة” (فى مثل هذه الحالات تكون ضحايا) و أضاف (هذه الفئة تستحق النظر اليها و معالجة امرها ليس من خلال تعديل القانون بل بقرارات من المؤسسات المعنية بذلك)!!
نعود لمناقشة هادئة على ضوء ما قمنا بعرضه:
1- ان اسقاط الجنسية السودانية من الجنوبيين فيه مخالفة للقانون و من ثم استغلاله من أجل تحقيق أجندة سياسية و عنصرية لأنه لا يقبل عقلا أو عدلا ابعاد مواطنين من الشمال عاشوا فيه أكثر من مائة و انقطعت جذورهم بالجنوب لمجرد أن أصولهم جنوبية.
2- ان وجود الجنوبين فى الشمال تأسس على أن الدستور و القانون السودانى يسمح لكل المواطنيين السودانيين الأستقرار فى أى بقعة فى أرض الوطن.
3- ان تعديل القانون لتحقيق أجندة عرقية و سياسية يقلل من هيبة القانون كما يجعله مطية لكل طامع لتحقيق أهداف بعينها، كما يجعل المواطن غير مكترث للقانون و يقوده لأخذ حقه عنوة.
4- أن القرار يحمل مضمون عنصرى و هو يجسد الوجهة التى تخطط لها الانقاذ لتحقيق “مثلث حمدى” ذو البعد العرقى الواحد و محاولة لبناء دولة “آرية” نازية تحت مسمى الدولة الاسلامية العربية فى السودان.
5- أن شحنة القرار السياسى تظهر بشكل مكشوف، عندما يعطى القانون لسكان “ابيى” الجنوبيين الجنسية السودانية، باعتبار سكانها يقطنون ارضا سودانية وفقا لحديث الفريق آدم دليل و يسقطها فى نفس الوقت من الجنوبين المقيمين فى الشمال لمئات السنين.
6- مهما حاول المنظراتية ألباس قرارهم صفة القانون، فتجار الجبهة يستهدفون ضمن مخططاتهم الأستيلاء على عقارات المبعدين خاصة أنها تقع فى مناطق استراتيجية.
7- أن الحقوق الأسياسية للمواطن ينص عليها فى الدستور و تفصّل فى القوانين و لا تترك لأجتهاد “المؤسسات المعنية” كما يفتى بذلك ذلك أبراهيم غندور فى رده على “فرانس برس”. و من المدهش أن يبرر ذلك الانتهاك و التعسف بقوله (فى مثل هذه الحالات تكون ضحايا)! أين هذه الدولة التى تتحدث عن الاسلام و هى تعمل بالتضحية بآلاف السودانيين فى سبيل المحافظة على مصالحها الدنيوية و تحقيق أجندة سياسية و عنصرية!! نقول ان الجنسية ليست منحة أو منة من أحد.
8- ان طرد الجنوبيين من الوظائف أضافة الا ما فيه من تعسف هى محاولة يائسة لخداع المواطن بأن تلك الوظائف هى حل لأزمة البطالة التى يعانى منها الشعب السودانى و التى لم يشاهدها السودان من قبل.
اٍن حكومة الأنقاذ تستهتر بمصير هذا الوطن و تاريخه، هى تعلم حوادث التاريخ (المانيا، روندا، يوغسلافيا السابقة..الخ) ولكنها لا تعبأ به و لا يهما الوطن أو المواطنين، فقط مصالحها، ما يحدث فى دارفور ماثل امام أعيننا . ان قرار اسقاط الجنسية عن الجنوبيين المقميين فى الشمال يجب أن يقاوم و أن يسقِط اذا اردنا وطنا متحدا لا تسيطر عليه الصرعات العنصرية التى تقود الى تمزقه اشلاء. ان بقاء هذا النظام حاكما لعدة ساعات يحمل معه كارثة جديدة، لذى على المواطن العمل على اسقاطه لارساء نظام ديمقراطى يحترم الأنسان و يحترم حقوق المواطن.
Adnan Elsadati [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.