بعد دخول الشهيد / د . خليل أم درمان ما رأيته وسمعته فى داخل كوبر وبيوت الأشباح . لقد تحدثت فى الحلقات الماضية عن المأسى الذي وجدته فى الامانة السياسية وبيوت الاشباح واليوم نتناول وأحد من الأصدقاء المعتقلون الذي تم تسليمه حياً من الفرعون الاصغرالى الفرعون الاكبر. الشخص الذي تم تسليموه يسمى (نبيل سعيد المصري) فلسطينى الجنسية ,من سكان قطاع غرة , ومن قيادات حركة (فتح) ,وعمره تقربياً 50 سنه ,ويلقب (أبوسعيد) ,وله خمسة أبناء وزوجته, وشاء القدر ضربهم صارخ العدوا الخاشم فى منزلهم, وستشهداءت فيها زوجته ,وأبناءه الثلاثة ,وتبقى هو وأبناءه الإثنان المقيمان فى النرويج ,على قيد الحياء, وكان الاستاذ (نبيل سعيد) معتقل فى بنتناموا ,وتم اطلاق سراحة بعد سبع سنوات ,وبعد ذلك عاد الى غزة ليماريس حياته وسط بلده وأهله ,ولكن للاسف الشديد , أصبح مطارد من قوات (حركة حماس) والقوات الإسرائيلية , مرة ثانية, وواضعوا اسمه فى القائمة السوداء , من أحد الذين يتم قبضهم ويقتل, أو يسجن سجناً مؤبداً, وبالتالى أصبح بين ثلاثة أمور , لاغير سواهم ,أما أن يفقد حياته ,وإما أن يكون فى السجن المؤبد , وإما أن يكون لاجئاً, وبالتالى إختار بأن يكون لاجئاً إلى أرض مجهول, لذلك هرب متسللاً من فلسطين عبر النفق المظلم الهالك ليلاً الى مصر, ثم خرج منها خائفاً يترقب على نفسه ,من الموت والأذى, حتى وصل الى السودان الذي يظن بأنه فيه الخيراً له ,لكي يستجير بهم ,من الموت المحقق, ويحقق له طموحاته, ولكن للاسف الشديد ,والمغزى والعار , تم قبضه من كلاب الأمن الوطنى ,بمدينة كسلا, يوم30 /5/2009م وتم نقله الى القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة , ثم الى الأمانة السياسية للأمن, بمدينة بحري, ثم سجن كوبر وجحيمه, مكلبش, ومقيد بسلاسل من حديد ,ومعصوب العيين, بالقماش الاسود النتن,ثم وجهه له تهمة بانه يصنع الاسلحة والفنابل الى حركات دافور ,وجبهة شرق, ولكن فى الحقيقة غير واقع ,وكلها زوراً وبهتاناً, ولكن فى الحقيقة يريدوا من وراءه كسب مادى ,ويرضى عنهم سيدهم حسنى مبارك .ولكن هؤلاء المنافقون الظلمة والقتلة, لايروا ,ولايسمعوا ولايعقلوا وليس لهم رجل رشيد ولا إمراة رشيدة, حتى يتدبروا آيات الله ,عندما يقول حتى الكافر, اذا إستجارك فأجره , حتى يبلغه مأمنه , ناهيل عن المسلم , وفقد أسرته, ومستضعف فى أرضه,ثم نعرح الى قصة ملك الحبشة النجاشي كيف تعامل مع أصحاب الرسول(ص) عندما إستجاروا به؟ , رفض ان يسلمهم الى أعدائهم. ولكن هولاء الخونة والمأجورين والسفاكين الدماء ,ومغتصبين الحقوق ووالواجبات , سلموا القائد المغور(نبيل) الى قاتليه ,وجلاديه, ويقول المنافق عمر البشير وجرذانه نحن مع الشعب الفسطينى فى السراء والضراء. (أبوسعيد)القائد البطل ,قابلت معه فى المعتقالات الشرقية ومعتقالات النخل وكان جسمه نحيل وشعره كثيف و له بنطلون وقميس فقط ,وممزقان, ويستذل ويهان حتى يبكى , وقضيت معه, سنة كاملة, فى المعتقالات أو وراء القضبان الهالكة والمدمرة عقلياً وجسدياً, ومصاب بمرض فيروس الكبد الوبائي, أو الهبتائس ,وهوسببه الحقنة المسسمة الذي حقن به من قبل جهازالامن , والضعف فى النظر ,وألآم الحادة فى السلسلة الفقرية, والاسنان من شدة التعذيب , وليس لديه شخص يزوره طوال الإعتقال , وقضى سنتين بين جحيم سجن كوبر, ونيران الأمانه السياسية, حتى تم تسليمه الى فرعون مصر (حسنى مبارك) فى شهر10 فى 2010م مكلبش ,ومقيد بسلاسل من حديد, ومعصوب العينين, ثم تم نقله ليلاً, بطائرة خاصة , حتى أدخل فى السجون المصرية . ندعوا الله ان يفك أسره, ولو خرج مع الذين أنعمهم الله من فضله بنعمة الثورة المباركة ,الذي أنزله الله لهم برداً وسلاماً ,بفك قيودهم وسلاسيلهم, ربنا يحفظه ويرده سالماً وغانماً الى أهله وبلده